لا فتنة مذهبية بين المسلمين ولكن ..

لا فتنة مذهبية بين المسلمين ولكن ..
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٨:٣٢ بتوقيت غرينتش

ان ما يحدث اليوم من فوضى ودمار في العالم الاسلامي ليس “فتنة مذهبية” ، كما يدعي البعض ، وليس تحريضا من “اسرائيل” بهدف “اثارة الصراع على خلفية طائفية بين المسلمين” لاضعافهم وشرذمتهم ، كما يدعي البعض الاخر ، وليس “فخ نصب للمسلمين بهدف استنزافهم واضعافهم ونهب خيراتهم ” كما يدعي اخرون ، بل هو صراع بين المسلمين قاطبة وبين الوهابية وآل سعود ، الوجه الاخر للصهيونية.

من الخطأ الفادح اعتبار الوهابية وآل سعود ، من المسلمين ، وللاسف هذا الخطأ ، الذي مازال يقع فيه الكثير من المسلمين ، هو الذي اوصلهم الى هذه الحالة التي يرثى لها اليوم ، ولن تقوم لهم قائمة ، ولن يتمكنوا من العبور من النفق المظلم الذي اُدخلوا فيه ، الا بعد ان يصححوا هذا الخطأ الكبير ، من خلال وضع الوهابية وال سعود في خانة واحدة مع الصهيونية ، بل هما الصهيونية ذاتها ، وحتى اكثر خطورة منها لاسباب سنمر عليها لاحقا.

عبارة “ان المسلمين يقتل بعضهم بعضا بينما اسرائيل تضحك مليء شدقيها” ، عبارة ليست صحيحة بالمرة ، والصحيح يجب ان نقول ان المسلمين قاطبة ، احناف ومالكية وشافعية و حنابل وجعفرية وزيدية وعلوية واباضية و..، يتعرضون لهجمة شرسة تستهدف وجودهم يشنها المعسكر المعادي للاسلام والمسلمين بقيادة الوهابية وال سعود والصهيونية.

الفكر الظلامي والهدام والمناقض للطبيعة الانسانية والمعادي لكل جهد او صوت يدعو للوحدة بين المسلمين ، للوهابية ، ما كان لينتشر بين العرب والمسلمين بهذا الشكل السرطاني لولا وجود ارادة سياسية ، ايقنت ان الصهيونية لا مكان لها بين المسلمين ، الا بنشر فيروس الوهابية ، وما كان للوهابية التكفيرية العدمية ان تجد مكانا لها بين المسلمين ، لولا قوة سيف ومال آل سعود ، الذين احتلوا جزيرة العرب ، كما احتلت الصهيونية فلسطين ، ولكن باساليب فاقت وحشيتها وهمجيتها وحشية الصهاينة وهمجيتهم.

تاسيس الكيانيين المعاديين للاسلام والمسلمين في جزيرة العرب وفلسطين ، يقف وراءه المستعمر البريطاني ، الذي وجد في الوهابية ، التي تكفر المسلمين قاطبة وتدعو الى محو تاريخهم وثقافتهم وتشويه دينهم ، تحت ذريعة الشرك والدفاع عن التوحيد ، المعول الذي سيهدم الاسلام ويدر المجتمعات الاسلامية ، لذلك نكثوا بوعودهم للشريف حسين ، الذي كان يحلم بتاسيس مملكة عربية تضم جميع الدول العربية بعد تحريرها من الاستعمار العثماني ، الامر الذي لم يلق تجاوبا من البريطانيين ، فوضعوا يدهم بيد ابن سعود والوهابيين ، واسسوا الكيان السعودي الوهابي المعادي للاسلام والمسلمين ، وتحقق حلم المستعمر البريطاني اليوم بعد مرور عقود طويلة على جريمتهم الكبرى.

على ضوء التعاليم الاسلامية التي يعرفها الجميع ، والتي تعلمناها في المدارس والجامعات هل يمكن اطلاق صفة الاسلام على من :

-يكفر جميع المسلمين ويستبيح قتلهم وسبيهم.

-لا يفوت يوم الا ويصدر الفتاوى التي يشيب لها الطفل الرضيع ،وتلك التي تضحك الثكلى ، للاستهزاء بالاسلام وتعاليمه السمحاء.
-يمحو التاريخ الاسلامي من على وجه الارض وخاصة في اقدس مكانين في العالم ، مكة والمدينة ، تحت ذريعة الدفاع عن التوحيد.
-يبني ناطحات سحاب حول الكعبة ، لمحو اي بعد معنوي للبيت العتيق.

-يلاحق وبحقد لا يوصف ، كل اثر او ذكرى للرسول (ص) واصحابه في مكة والمدينة وفي جزيرة العرب ، لازالته ومحوه.
-يدعو ليل نهار لهدم قبر الرسول (ص) ، تحت ذريعة محاربة الشرك.
-يتمسك بالخطاب التكفيري الطائفي ويعمل على نشره في كل البلدان الاسلامية ، لرسم صورة منفرة للاسلام.

-يرفض اعتبار الشيعة الاثنى عشرية والزيدية والعلويين و الاسماعيلية والاباضية والدروز والصوفية وكل المسلمين السنة الذين يرفضون الوهابية .. ، مسلمين ويدعو لقتلهم وسبي ذراريهم.
-يرفض اي دعوة للحوار بين علماء المسلمين للتقريب بيم المذاهب الاسلامية.
-يعيش وينمو وينتشر في ظل الفقر والجهل والتخلف.

-يكره العلم والثقافة والتطور.
-يدعو ليل نهار للحوار مع الصهيونية من اجل بيع فلسطين.
-يعادي وبشكل هستيري ، كل الحركات التحررية العربية المناهضة للاستعمار.
-يعادي كل الحركات والتنظيمات والاحزاب الاسلامية التي تعادي الصهيونية والاستعمار.

-يناصب العداء ، وتحت ذرائع طائفية كريهة ، كل الدول والقوى التي تعادي الكيان الصهيوني ، كالجمهورية الاسلامية في ايران ، وحزب الله.
-يتواطىء مع المعتدي الصهيوني والامريكي ، في كل حروبه وعدوانه على العرب والمسلمين وخاصة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
-فتح ارضه وسماءه امام المعتدي الامريكي والغربي ، على بلاد المسلمين.

-كان ومازال عصا غليظة بيد الامريكان والصهاينة ، يستخدمها لضرب المسلمين في العراق وسوريا وليبيا وافغانستان واليمن والبحرين.
-طعن كل الحركات العربية والاسلامية في الظهر ، بينما هي تواجه الصهيونية ، كما طعن مصر عبدالناصر وحزب الله.
-يعمل ليل نهار على حرف بوصلة الانسان العربي والمسلم ، من اجل اظهار الجمهورية الاسلامية في ايران ، على انها “العدو” العرب والمسلمين ، وتسويق الكيان الصهيوني ، على انه “صديق” العرب والمسلمين.

-يعمل وباصرار على تسويق تعامله الجاهلي والمتخلف للمرأة ، على انه هو الاسلام ، بهدف الامعان في تشويه صورة الاسلام لدى الراي العام العالمي.
-تاسيسه ودعمه وتمويله الجماعات التكفيرية في العالم اجمع ، بدءا من القاعدة ومرورا ببوكوحرام وانتهاء ب”داعش” ، لزرع الدمار والفوضى في البلدان والمجتمعات الاسلامية ، واظهار المسلمين على انهم متخلفون وسفاحون .

-يخلق حالة من العداء للجاليات الاسلامية ، في المجتمعات الاوروبية من خلال ، تحريضه الشباب الجاهل هناك للقيام باعمال ارهابية ، لا هدف لها الا الاساءة للاسلام والمسلمين .
-وقف ويقف مع العصابات الصهيونية ، وبشكل علني ، ضد المسلمين في حزب الله وحماس والجهاد.
-وقف ويقف مع كل الانظمة الدكتاتورية والعميلة لامريكا والصهيونية في العالمين العربي والاسلامي.

-تعامله المخزي والعار مع حجاج بيت الله الحرام ، حيث يتناقل مئات الالاف من هؤلاء الحجاج كل يوم قصصا ، عن التعامل الجلف والبعيد كل البعد عن الاسلام والانسانية ، معهم ، خلال مراسم الحج او خلال زيارة المدينة المنورة وقبر الرسول (ص) و مقبرة البقيع ، لضرب قدسية الاماكن المقدسة لدى الانسان المسلم.

-يختلق المشاكل والكوارث لحجاج بيت الله الحرام ، بهدف صرف المسلمين عن التوجه لبيت الله الحرام ، او على الاقل ، جعل المسلم يفكر الف مرة قبل ان يقرر الحج الى بيت الله ، بهدف تفكيك الرابط الروحي بين المسلم وكعبته المشرفة ، وخاصة بعد كارثة منى التي ذهب ضحيتها الالاف من المسلمين الابرياء.

ترى هل يمكن اعتبار مثل هذا الشخص ، الذي يمارس مثل هذه السلوكيات ، التي تتناقض كليا مع الاسلام ، مسلما؟، بالتاكيد لا ، فلو وضعنا عقولنا في ثلاجة ، وقبلنا ان نعتبر الوهابية وال سعود ، مسلمين ، عندها من السهل جدا ان نعتبر “الصهاينة” مسلمين ايضا ، فالعداء الصهيوني للاسلام والمسلمين ، رغم كل وحشيته ، لم يبز وحشية ال سعود والوهابية للاسلام والمسلمين ، بل الوهابية افتك واشد خطرا من الصهيونية ، لسبب بسيط ، وهو ان هناك من العرب والمسلمين ، من لازال يعتبر ال سعود والوهابية مسلمين، واذا ما استمر هذا الاعتقاد قائما ، فلن يكون نصيب العرب والمسلمين ، الا الدمار والخراب.

* منيب السائح / شفقنا