هل انهار النظام السوري وفشلت ايران فعلا؟!

هل انهار النظام السوري وفشلت ايران فعلا؟!
الأحد ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

برهان غليون في برنامج "المشهد العربي" لقناة الجزيرة: النظام (يقصد سوريا) انهار وايران انتهت وروسيا ستفشل قريبا والشعب سينتصر.

دفعني كلام الاستاذ الجامعي في فرنسا والذي تولى يوما ما رئاسة المجلس الوطني المعارض الى طرح مجموعة من الاسئلة:

+ الشعب السوري مع من؟ وكيف يمكن لبرهان غليون ان يتأكد من أن الشعب هو معه وليس مع الاسد او على الاقل ان الشعب منقسم؟

+ اذا فشلت ايران، فلماذا وقّع الغرب معها اتفاقا نوويا وها هي شركاته بالآلاف تتقاطر الى طهران وكذلك السياسيون بمن فيهم الفرنسيون الذين عارضوا بشدة الاتفاق للحصول على صفقات مع السعودية؟ ولماذا يطلب اوباما من ادارته المباشرة بدراسة رفع العقوبات عنها؟

+ اذا كانت روسيا ستفشل، فلماذا هي الان، وليس الاميركيون التي تجمع كلا من اميركا والسعودية وتركيا في جنيف؟ وهي الان التي تقوم بقصف الارهاب في سوريا بالتنسيق مع الغرب او على الاقل بعدم ممانعة من الغرب او الدول الاقليمية (دعكم من التصريحات)؟ وهي الآن التي تنسق التسوية السياسية مع الاميركيين وغيرهم لان الادارة الاميركية غرقت في الانتخابات وستبتعد عن الشرق الاوسط على الاقل لمدة عامين.

+ اذا كان النظام انهار، فلماذا كل هذا الجدل حول مدة بقاء الرئيس الاسد بعد ان تخلى الجميع عن فكرة رحيله؟

+ اذا كان الشعب مع الدكتور برهان والمعارضة، فلماذا لا نرى المعارضة تعقد مؤتمراتها في المناطق "المحررة" بدلا من تركيا والخليج (الفارسي) والغرب؟ هل هي افضل من الشعب الذي تدافع عنه وتقول ان النظام يقصفه بالبراميل...؟

أعتقد ان من يقرأ ادبيات المعارضة نفسها المنضوية حاليا او سابقا في الائتلاف، من ميشال كيلو الى عبد الباسط سيدا الى معاذ الخطيب وغيرهم او تلك الاكثر واقعية ورؤيا مثل هيثم مناع وحسن عبد العظيم وغيرهما او تلك التي عادت الى سوريا مثل ميس الكريدي، يلمس واقعية في التحليل تقول ان الغرب وتركيا ودولا اخرى تخلوا عن المعارضة بعدما استخدموها طويلا وانه لا بد من العودة الى الواقعية لانهاء حرب، كلُ السوريين فيها خاسرون لان البلد والبشر والنفوس يكفيهم كل هذا الدمار المجاني.

لا بد من مصالحة وطنية وتنازلات سياسية من الجميع، لأن سوريا الحضارة والثقافة والتاريخ والعروبة أهم من الجميع.. واما في حسابات المحاور، فلا شك ان محور ايران روسيا سوريا متقدم بأشواط.. ذلك انه نزع من الاخرين فكرة الرحيل المسبق للاسد، واعاد الجميع الى طاولة التفاوض، وجعل من مكافحة الارهاب القضية الاولى، وذلك فيما ربحت ايران اتفاقا مع الغرب واميركا وها هي تعزز اواصر التحالف مع الروس... فكيف تكون انتهت؟!
سامي كليب