خبير تركي: عهد أردوغان "استبدادٌ سياسي وصِفْر جيران"

خبير تركي: عهد أردوغان
الثلاثاء ٠٨ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

تحدث مصطفى أوزر، الأستاذ بجامعة اسطنبول بتركيا، في هذا الحوار، عن سياسة حزب العدالة والتنمية التركي التي اعتبرها "غير ناجحة" في مجموعة من الجوانب، منها سياسة البلاد الخارجية. وانتقد المتحدث أيضا سياسة فتح الحدود في وجه اللاجئين السوريين، معتبرا أن هذا ما جعل تركيا محطة لعبور الإرهابيين.

وحسب موقع هسبريس المغربي لم يفت الخبير الاقتصادي التركي الحديث عن توتر العلاقات بين كل من روسيا وتركيا، مشيرا إلى أن قطع العلاقات الاقتصادية بينهما ستكون له تأثيرات على كليهما.

في نظرك هل نجح حزب العدالة والتنمية في تركيا؟

تركيا بلد التباينات، والسياسة التركية تعكس ذلك. هناك إسلاميون وأحزاب وطنية وديمقراطيون، والحكومة الحالية يرأسها حزب العدالة والتنمية، الذي كان في السلطة منذ 14 سنة، وتربطه علاقات قوية مع الإخوان المسلمين في مصر.

يمكن أن نقول إن الجمهورية التركية تمر في الآونة الأخيرة من تحولات جذرية، إذ بعد وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002 أصبحت تركيا أكثر ارتباطا بالشرق الأوسط، وأكثر ارتباطا بالإسلام، وأكثر ازدهارا.

لكن كما أطاحت الانتفاضات العربية بالحكام المستبدين، وأدت إلى عدم الاستقرار في مجموعة من البلدان، كشف رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية عن ميولاته الاستبدادية التي تهدد الديمقراطية التشاركية، وأدت إلى سوء إدارة الاقتصاد.

هل يمكن اعتبار سياسة تركيا الخارجية ناجحة؟

يمكن أن نقول إنه في عهد أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية السابق، ورئيس الوزراء الحالي، تحولت سياسة "صفر مشاكل مع الجيران" إلى "صفر جيران مع عدد من الأعداء"، وبالتالي فشلت السياسة الخارجية في تركيا.

في نظرك ما الذي جعل من تركيا محطة عبور للإرهابيين؟

أولا وقبل كل شيء، أعتقد أن ما يحدث في سوريا هو ربما المؤشر الواضح على فشل سياسة داوود أوغلو "صفر مشاكل مع الجيران"، فمنذ أن بدأت تركيا تحاول متابعة إشكالية تغيير النظام في سوريا، بدأ يتزايد عدد الإرهابيين، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل من تركيا منطقة عبور للإرهابيين.

أما السبب الثاني فيتمثل في اعتماد تركيا سياسة فتح الحدود في وجه اللاجئين السوريين، على اعتبار أن هؤلاء لن يبقوا في البلاد لفترة طويلة جدا.

ما رأيك في قطع العلاقات مع روسيا، هل سيؤثر ذلك على اقتصاد البلاد؟

لتحليل الآثار بشكل صحيح علينا أن نفهم ما قامت به روسيا إلى حد الآن، فهذه الأخيرة فرضت عددا من العقوبات الاقتصادية على تركيا، من بينها فرض التأشيرة على المواطنين الأتراك لدخول الأراضي الروسية، إضافة إلى فرض قيود على السكان والشركات التركية هناك، وأيضا فرض قيود على واردات المنتجات التركية.

كما تم منع منظمي الرحلات السياحية الروسية من تنظيم رحلات إلى تركيا، ومنعت أندية كرة القدم الروسية من ضم لاعبين أتراك.

ويمكن القول إن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا قوية تقليديا، إذ إن روسيا هي الشريك التجاري الثاني لتركيا بعد ألمانيا، كما أن وارداتها للبلاد تشكل 15 في المائة من مجموع الواردات، إلا أنها تأثرت بالانتقام الروسي. وعلى العموم فإن البلدين سيتأثران من قطع العلاقات الاقتصادية.

ما هي القطاعات التي ستتضرر أكثر من قطع هذه العلاقات؟

هناك عدد من الصفقات التجارية الثنائية الكبرى تهم البنى التحتية بين تركيا وروسيا يمكن أن تتأثر، بما في ذلك خط أنابيب الغاز بين البلدين، فضلا عن " Akkuyu nuclear power plant"، واحد من أكبر عملاء روسيا في ما يتعلق بالطاقة. ويذكر أن تركيا تستورد 55 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، و30 في المائة من احتياجاتها من النفط.

قطاع آخر يمكن أن يتضرر كثيرا، وهو القطاع السياحي، فوفقا لأحدث الإحصاءات زار تركيا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2013 حوالي 3.6 ملايين سائح روسي، وهو ما يجعل من البلاد واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية، وبالتالي يمكن أن يشكل قطع العلاقات السياحية ضربة لتركيا التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة.

هل يمكن أن تستعمل روسيا سلاح الغاز ضد تركيا؟

روسيا هي أكبر مزود للغاز في أوروبا، وعند حدوث أي نزاع دبلوماسي فهي تستخدم الطاقة كسلاحها الرئيسي، وتحديدا الغاز، كما فعلت مع أوروبا من قبل، حينما هددت بقطع إمدادات الغاز إلى المنطقة، واستخدمت الأمر مؤخرا مع جارتها أوكرانيا. على العموم روسيا تشارك في صراع إقليمي مرير.