المعارضة السعودية،ومسرحية الديمقراطية

الخميس ١٠ ديسمبر ٢٠١٥
٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش
المعارضة السعودية،ومسرحية الديمقراطية ليس لاننا نؤمن بنظرية المؤامرة، لكن تزامن القمة 36 لدول مجلس التعاون في الرياض مع اجتماع ما تسمى بالمعارضة السورية، لم تأت صدفة ابدا . فهنالك رسائل المراد منها اخفاء الاختلافات مابين دول المجلس على خلفية الحرب السعودية على اليمن، والنتائج التي فرضت نفسها بعد دخول روسيا على خط المواجهة مع الارهاب في سوريا، والارباك الاقتصادي الذي بدا واضحا على الامارات والسعودية وحتى الكويت، جراء السياسات الخاطئة لآل سعود في المنطقة .

اما المواقف، فهي لاتختلف عما جاء في المؤتمر الثالث والثلاثين عام الفين واثني عشر، سوى في امر واحد،وهو ان عام الفين واثني عشر، كان المؤتمرون منتشون بحلم النصر وواثقون من اسقاط الرئيس الاسد،على غرار معمر القذافي في ليبيا، الى درجة اعترفت فيه هذه الدول  وعلى رأسها السعودية باستثناء الجزائر والعراق ولبنان، بالائتلاف الذي تشكل في نفس الفندق الذي تأمروا فيه على الشعب الليبي في الدوحة، كممثل شرعي للشعب السوري، كماوسحبت اعترافها بحكومة بشار الأسد.، وتلاه بعد بضع ساعات اعتراف جامعة الدول العربية  بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري .. حتى انهم ا انتخبوا  معاذ الخطيب، إمام المسجد الأموي في دمشق سابقا رئيسا للائتلاف، تمهيدا لصلاة اردوغان في ذلك المسجد.

اما اليوم فالامر مختلف، خاصة بعد فشل الرهان على سقوط الاسد،، ودخول الدب الروسي في المعادلة السورية ، بل وتسارع انتصارات الجيش السوري في اكثر من اتجاه.
لذلك فان هذا الاجتماع هو اشبه باجتماع معارضة سعودية تعادي الحكومة السورية، وكأنها تلعب اخر ورقة لها، في مسرحية مملة وضعيفة السيناريو . فالراعي السعودي وحسب الوثائق المسربة من قبل مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج هو ""نظام دكتاتوري لم يحتفل فقط بإعدام 100 شخص هذا العام، بل أصبح أيضا يشكل تهديدا لنفسه وجيرانه".... والسعودية من أبرز الدول المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد . فهل من المعقول ان تدعو من يفكر بعكس ذلك ؟

وقد بدا ذلك واضحا من خلال انسحاب المعارض السوري هيثم مناع، أمين عام تيار "قمح"، من هذا المؤتمرالذي دعا جيش الاسلام المصنف على الارهاب وأحرار الشام" و"الجبهة الجنوبية".، ولم يدعو الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يحارب الارهاب ويلاحق داعش من زقاق الى زقاق، والجيش السوري الديمقراطي الذي يضم العرب والكرد.
وجاء الانسحاب بعد تصويت 380 مندوبا من مندوبي التيار، بالإجماع، على عدم المشاركة في مؤتمر الرياض.

وتمهيدا لتحسين صورة جيش الاسلام، وتقديمه ضمن قائمة المعارضة المعتدلة، التي طالبت بها روسيا. قاموا بمسرحية اقرب الى المهزلة، بثته مؤسسة "كفاح" بعنوان "مسلمون لا مجرمون" قبل يومين من مشاركته في المؤتمر . وقلدت فيه "الجبهة الشامية"التي ينتمي اليها جيش الاسلام، أسلوب إصدارات "داعش" من ناحية التصوير وطريقة عرض روايات الأسرى، مع استخدام المؤثرات الصوتية نفسها. وظهروا وهم يجهزون أنفسهم لإعدام أسرى لديهم من "داعش" برصاصة في الرأس بدلا من استخدام السكاكين، إلا أنهم غيروا مجريات الأحداث جذريا وبشكل مفاجأ .

اذ أبعدوا مسدساتهم عن رؤوس الأسرى، ونزعوا أقنعتهم مسفرين عن وجوههم، واستبدلوا الإعدام بدعوة من رجل دين بلباس أبيض يقول لهم: "الإحسان مبدأنا" و"الظلم ليس منا".

وبينما جدد البيان الختامي للقمة الخليجية 36، لتأكيد على رفض دول مجلس التعاون أي دور للأسد في مستقبل سوريا،اكد ايضا على التصدي للارهاب بكافة صوره واشكاله . حددت النقاط التي قدمتها الفصائل التي تسمي نفسها بالمعارضة، بإسقاط الرئيس بشار الأسد وكافة أركان نظامه وتقديمهم للمحاكمة العادلة، وثانياً تفكيك أجهزة النظام الاستخباراتية والعسكرية، بالإضافة إلى بناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية، وأخيراً "إخراج القوة الأجنبية والطائفية والإرهابية من سوريا وهي تلك الممثلة بالحرس الثوري الايراني، وميليشيا حزب الله، وميليشيا أبي الفضل العباس، وداعش"، حسب زعمهم .

كما وضم خوجة صوته إلى صوت  "حركة أحرار الشام"  التي عبرت عن رفضها لأي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام الأسد بكامل أركانه ورموزه ومحاكمتهم وتفكيك الأجهزة العسكرية والأمنية، مؤكدا أن "الحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية" معتبرا أن سوريا محتلة احتلالا مزدوجا روسيا إيرانيا، دون الإشارة إلى آلاف الإرهابيين الأجانب أو إلى التدخل الخليجي التركي السافر.

كل هذا على الرغم من انه يؤكد التخبط والسعي لافشال اي مخرج سياسي ... يؤكد ايضا هشاشة التفكير للقائمين على المؤتمر، وانها معارضة سعودية بحته لا سورية ..ففي وقت اكد فيه مجلس التعاون التصدي للارهاب بكافة صوره واشكاله . يدعوا فيه احرار الشام وجيش الاسلام لتقرير مستقبل سوريا .

وفي وقت تلوح فيه المعارضة بتداول الحكم بشكل ديمقراطي،تطالب بإسقاط الرئيس الأسد واركان الحكومة الشرعية وتقديمهم للمحاكمة، وتفكيك أجهزة الدولة الاستخباراتية والعسكرية . ولا من احد يسأل، اليس الديمقراطية تحتم ان يصبح الاسد ومن اعطوه ارائهم والجيش الذي لازال يقف الى جانبه .. ضمن المعارضة المستقبلية بعد انتقال السلطة في حال انتقالها ؟ ام سيتم نفيهم خارج البلاد؟ والاهم مافي هذه المهزلة، كيف يتم التفاوض مع نظام تسميه السعودية واذنابها من المعارضة  مسبقا : بانه غير شرعي ؟ اليس مجرد الجلوس معه للتفاوض هو اعتراف ولو ضمني بشرعية هذا النظام ؟ انها الديمقراطية على النهج السعودي .

رائد دباب

0% ...

آخرالاخبار

مادورو يدعو حكومات وشعوب 194 دولة إلى وقف العدوان الأمريكي


وزير الخارجية البلجيكي: قرار إسرائيل إنشاء مستوطنات جديدة غير مقبول


استشهاد 411 فلسطينيا منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة


أوليانوف: المفاوضات مع طهران يجب أن تقتصر على القضايا النووية فقط


البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات


الإطار التنسيقي يدعو إلى الإسراع بتسمية رئيس وزراء للعراق


مستوطنون إسرائيليون يتسللون مرتين إلى سوريا خلال 24 ساعة


نتنياهو يستضيف قمة ثلاثية بالقدس هروبا من أزماته الداخلية والخارجية


صراع البقاء غرب جنين: قلع مئات الأشجار ومصادرة الأراضي


فضيحة 'الشأن الداخلي'، جريمة اسرائيلية بحق 'أسرى 48'