حصاد عام 2015 وآفاق الازمات في العام الجديد+فيديو

الخميس ٣١ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٩:٤٤ بتوقيت غرينتش

(العالم) 31/12/2015 - من سوريا إلى ليبيا مرورا باليمن، أزماتٌ لم تجد إلى الحل من سبيل، في عام شهد حراكا دبلوماسيا كثيفا ومساعي إقليمية ودولية حثيثة، لتداركِ فشلٍ ذريع في إدارة نزاعات دموية لم تعد المنطقة تحتمل استمرارها لعام آخر أو تأجيلَ حلولها لسنوات أخرى.

خمسةُ أعوام إلا قليلا.. هو عمر النزاع في سوريا.. أو بالأحرى الحربِ المفروضة عليها.. كما تؤكد دمشقُ وطهرانُ وموسكو على الأقل.. لاسيما أن دعم الجماعات المسلحة.. قد وَضع المنطقة على كف عفريتٍ.. يُعرف دوليا بالإرهاب العالمي.

وحدها جماعةُ داعش.. أعادت حسابات المتورطين.. في الأزمتين السورية والعراقية.. أو ربما كانت عاملا حاسما.. للجلوس إلى طاولة التفاوض.. أو البحث الجدي عن الحل السياسي المفقود.. لقطع الطريقِ أو غلقه نهائيا.. أمام استمرار لُعبة إقليمية تغولت كثيرا.. كما يرى كثيرٌ من المراقبين.

ومن آثار ذلك التغول تداعياتُ الأزمة الليبية.. وانعكاساتُها على الواقع الأوروبي.. تماما كما هي الأزمة السورية.. بمعضلة ألوف اللاجئين الفارين.. وثلةٍ من المتشددين المندسين.. والتي سرعان ما أصبحت قنبلة موقوتة.. قابلة للانفجار في أية لحظة.. كما حدث في قلب العاصمة الفرنسية.

مقاربةٌ لم يعرفها الصراع في اليمن.. حيثُ يمضي العدوانُ السعودي قُدما.. في تدمير الإنسان اليمني وبنيته التحتية.. بذريعة ما يصفها بالسلطة الشرعية.. مع أن عبد ربه منصور هادي قد استقال.. وبات فاقدا لتلك الشرعية المزعومة.. بل مُنتهي الولايةِ الممنوحة له.. كما يؤكدُ خصومه السياسيون في اليمن.. وما أكثر هؤلاء عُدة وعتادا.. سياسيا وعسكريا.

ووسط هذا الركام غير المسبوق.. من الأزمات والصراعات الإقليمية.. ينفضُ الفلسطينيون ما تراكم أيضا.. من غبار على قضيتهم لعقود.. ويبعثوها من جديد بروح الإنتفاضة المنسية.. فترى الشباب الفلسطيني من الجيل الجديد.. ثائرين منتفضين على الاحتلال واستيطانه.. يائسين من العربِ المستسلمين الغانعين.. وحروبهم الدائرة حولهم بالوكالة.. لمصالح سياسية تبدو ضيقة.. أو تصب على الأرجح في مصلحة المتربصين بالمنطقة.

منطقةٌ عرفت في الأشهر الأخيرة.. مزيدا من تدخل تركيا أردوغان.. بدءا من الأزمة السورية المستمرة.. وليس انتهاء بالعراق وحربه على داعش.. والمفارقة في هذا التجاسر على العرب.. كما يرى كثيرٌ من العرب أنفسهم.. هو التقارب التركي الإسرائيلي والمصالحة.. في ذروة الإنتفاضة الفلسطينية.

عامٌ مضى إذن.. أماط اللثام أو كثيرا منه.. عن حقيقة ما سُمي يوما بالربيع العربي.. ومُقبِلُ الأيام عامٌ جديد.. قد يكشف كثيرا أيضا.. أو يعيدُ العرب إلى رشدهم.. بعيدا عن لعبة الكبارِ المولعين.. بإحراق المنطقة.

00:30 - 01/01 – IMH