الرئاسة المصرية تتهم رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بالتضليل ..

تكلفة الفساد في مصر ترتفع إلى 600 مليار جنيه عام 2015

تكلفة الفساد في مصر ترتفع إلى 600 مليار جنيه عام 2015
الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠١٦ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

قال التقرير الصادر عن اللجنة المشكلة لتقصي الحقائق من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول ما أعلنه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينه عن إرتفاع تكلفة الفساد في مصر إلى 600 مليار جنيه عام 2015 .

واضاف التقرير الذي اصدرته اللجنة المشكلة من الرئيس المصري وتلقى موقع قناة العالم نسخة منه ان تصريحات رئيس الجهاز هشام جنينه شابها التضليل وتضخيم الارقام وفقدان المصداقية، وإساءة توظيف الأرقام والسياسات ما اظهر الإيجابيات بشكل سلبي.

وجاء في التقرير الذي ضم مجموعة من المسئولين بوزارات المالية والعدل والتخطيط  والداخلية وهيئة الرقابة الإدارية علاوة علي عضوية  نائب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات،  أنه تم التحقيق مع المستشار هشام جنينه للإستفسار عن حقيقة ذلك التصريح، حيث أفاد بأنه قد أعد دراسة بواسطة لجنة فنية شكلها من بعض العاملين في الجهاز على مدار ١٤ يوما  انتهت الى هذه النتيجة.

ووفقا للتقرير فان تصريحات جنينه عليها عدد من الملاحظات : 

أولاً: التضليل والتضخيم

حجم وقيمة ما سمى بالفساد، وذلك بتكوين وتجميع بعض الأرقام أكثر من مرة وتحت مسميات عدة في أكثر من موضع وإمتداداً لأسلوب التضليل والتضخيم تم إحتساب مبلغ 174 مليار جنيه تمثل تعديات بمدينة السادات كأموال مهدرة على الدولة، على الرغم من إثبات إزالة أجهزة الدولة لتلك التعديات بالكامل عام 2015.

ثانياً: فقدان المصداقية
حينما يتم ترتيب وتجميع مفتعل لوقائع حدثت منذ عشرات السنوات وإثبات إستمرارها دون تصويب كذريعة لإدراجها المغرض ضمن عام 2015.

وكمثال صارح على ذلك تضمين واقعة التعدي على أراضي الأوقاف منذ عشرينيات القرن الماضي ومخالفات مبان بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة منذ عام 1979.

فضلاً عن عدم تعرض الدراسة غير المدققه لأية وقائع تخص الفترة الزمنية للعام الحالى، خاصة وإنه قد تبين عدم الإنتهاء حتى تاريخه من إعداد التقارير السنوية المجمعة عن العام المالي 2013/2014 وكذا عام 2014/2015.

ثالثاً: الإغفال المتعمد
في ما تم إتخاذه من قرارات حيال ملاحظات سبق إثباتها في تقارير الأعوام الماضية وتم الرد عليها وإحالة بعضها لجهات التحقيق عند المقتضي، سواء النيابة العامة أو النيابة الإدارية، وتم إتخاذ إجراءات حاسمة إما بالحفظ أو الإحالة للمحاكمات، وصدر أحكام في بعضها بالبراءة أو الإدانة والأمثله أيضاً عديدة.

رابعاً: إساءة توظيف الأرقام والسياسات مما يظهر الإيجابيات بشكل سلبي ومنها على سبيل المثال:

1- إعتبار تأخر سداد مديونيات الشركاء الأجانب بقطاع البترول وجدولتها فساد يتمثل فى قيمة فواتير الجدوله نظراً لغياب أو تغييب الحس الإقتصادي لأوضاع البلاد الإقتصادية، وما تعرضت له هذه الشركات من خسائر نتيجة الأحداث السياسية ودعاوى التحكيم.

2- إدراج مبلغ 134.64 مليار جنيه لعدم إلتزام هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة منذ إنشائها عام 1979 بتخصيص مساحة 5 كيلو متر حول كل مدينة كأراضي بناء، مما عطل الإستفادة بقيمة تلك المساحات دون مراعاة أن تلك التقارير غير الدقيقة والتصريحات غير المسئولة يمكن أن تستخدمها المنظمات الدولية في ترتيب وتصنيف الدول، والتي تعد أهم مدخلات تتخذ على أساسها مؤسسات التموين الدولية قراراتها

خامساً: إساءة إستخدام كلمة الفساد
ووضعها في مواضع أبعاد ما تكون عما أقرته القوانين والمواثيق الوطنية والدولية والتعميم والخلط بين الوقائع والإجراءات وبين ما تم حسمه وما لم يتم حسمه وبين ما هو عام وما هو خاص الأمر الذي يصور كل الجهود والمبادرات التي تبذلها الدولة على أنه لا طائل من وراءها.

وهنا يثور التساؤل حول أهداف وجدوى إطلاق ذلك التصريح، علماً أن الدراسة معدة بالإشتراك مع جهات أجنبية مما قد يضر بالمناخ السياسي والإقتصادي للدولة في الوقت الذي تسعى فيه بكل السبل لجذب الإستثمارات لتوفير فرص عمل وحياة كريمة لمواطنيها.

وتلقت اللجنة أثناء عملها العديد من المراسلات والشكاوى من داخل الجهاز المركزي للمحاسبات حول سياسات ومقترحات تتعلق بغياب العدالة وعدم الشفافية.