شاهد.. أول مسجد صديق للبيئة يفتتح في باريس هذا العام

الأربعاء ٢٠ يناير ٢٠١٦ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

باريس (العالم) 2016.01.20 ـ يفتتح هذا العام جنوب العاصمة الفرنسية باريس أول مسجد صديق للبيئة تم تصميمه لمراعاة البيئة المحيطة باستخدام تقنيات حديثة لمواجهة التغير المناخي وتوفير الطاقة وخفض التكاليف.. وهو يلبي معايير الأبنية الخضراء وتستخدم فيه حلول الطاقة المتجددة.

وللوهلة الأولى يبدو المسجد كأي مسجد تقليدي معاصر لكنه مصمم ليكون صديقاً للبيئة.. وهو يقع في حي ماساي بجنوب العاصمة الفرنسية باريس، ويعتمد أحدث التقنيات المعمارية ليكون الأول من نوعه في فرنسا الذي يتناغم مع البيئة، بهدف خفض استهلاك الطاقة والتكاليف.
وتم البدء ببناء المسجد عام 2011، ومن المقرر افتتاحه منتصف هذا العام.. وتم إشراك مهنيين محليين في بناءه واستدعاء مهندسين معماريين لتقديم المشورة بشأن أساليب البناء الإيكولوجي.

"المسجد الصديق للبيئة يعتمد مصادر الطاقة المتجددة"

وأوضح عضو لجنة مسلمي فرنسا محمود إسماعيل أن: المسجد مشيد بطراز القرن الـ21 بمايتناسب مع عمارة الحي، وفي نفس الوقت هناك عناصر كالمأذنة والقبة التين لهما وضائف جديدة.
وتسمح قبة المسجد الزجاجية بدخول 90 بالمأة من الضوء الطبيعي وتحجب 85 بالمأة من الأشعة تحت الحمراء، مايمنع ارتفاع درجة الحراة في الصيف، ويخفض الحاجة لأجهزة التكييف.
أما المصابيح فهي منخفضة الطاقة، كما أن صمامات وصنابير الوضوء تعمل بشكل تلقائي لتجنب هدر المياه، مايوفر نسبة 40 بالمأة من المياه المستخدمة.. كما تم تركيب وحدات تحكم بحرارة المبنى.
وكل هذه الأساليب تعتمد تعاليم دين الإسلام الحنيف وتوصياته بترشيد الاستهلاك. وأوضح محمود إسماعيل بالقول: عندما بدأنا بوضع فكرة المشروع مع المهندس المعماري وجدنا أن الإسلام اعتمد المبادىء البيئية منذ القرن الرابع عشر، واليوم العالم يعود إلى تلك المبادىء.
وتوجد في هذا المسجد عناصر بيئية غيرمرئية من بينها أن كل جدرانه مزودة بطبقة من العازل الحراري، وهناك حوض يتم جمع مياه الأمطار فيه تحت الأرض ومعالجتها وإعادة استخدامها في المرافق الصحية.

"توقعات باسترداد كلفة المسجد المرتفعة عبر ترشيد الطاقة"

ومع أن اعتماد الأساليب الحديثة يرفع كلفة البناء بنسبة عشرين بالمأة، لكن يتوقع أن تعود هذه التكاليف تدريجياً من خلال ترشيد استخدام الطاقة والمياه.
ويقول أحد المصلين عبدالقادر آل بوعزاوي إن: رسالتنا هنا هي جعل المسلمين على بينة بأهمية مواجهة الاحتباس الحراري.. وتكلفة المسجد لها مايبررها.
وتم جمع كلفة المسجد من التبرعات، وهو مفتوح بشكل جزئي، وبمجرد الانتهاء من أعمال البناء سيكون قادراً على استيعاب 1500 شخص، وسيضم صالات للفعاليات الثقافية ودروس اللغة العربية.
01.20           FA