«إسرائيل» تخشى ما بعد «الشيخ مسكين» جنوباً

«إسرائيل» تخشى ما بعد «الشيخ مسكين» جنوباً
السبت ٣٠ يناير ٢٠١٦ - ١٢:١٢ بتوقيت غرينتش

طوّرت «إسرائيل» قراءتها للواقع الميداني في الساحة السورية، في أعقاب النجاحات التي لا يمكن حجبها للجيش السوري على طول الجغرافية السورية.. استعادة مدينة الشيخ مسكين، تحديداً، وهي تبعد ما يقرب من عشرين كيلومتراً من الحدود الجولان المحتل، دقّ ناقوس الخطر لدى الإسرائيليين، ودفعهم إلى الإقرار بأن مقاربتهم الابتدائية العلنية للتدخل الروسي في سوريا، ترجيح فشله، كانت مقاربة خاطئة ومتسرعة.

الموقف الإسرائيلي جرى تظهيره أمس، عبر صحيفة «هآرتس»، التي كشفت عن قلق خاص لدى تل أبيب، من اقتراب الجيش النظامي وتكثيف الغارات الروسية في الجنوب السوري، وتحديداً ما يتعلق بإمكان انتقال «عدوى» الانتصارات إلى هذه المنطقة، ما من شأنه أن يقلب المعادلات الميدانية القائمة، وأن يقوّض بحسب تعبيرها، «الاستقرار النسبي بالقرب من الحدود الإسرائيلية».

تقديرات المؤسسة الأمنية في تل أبيب، كما تشير الصحيفة، تؤكد نجاح التدخل الروسي والغارات الجوية التي جاءت مكثفة ضد المعارضة السورية ، وهو الأمر الذي أدى «إلى استقرار الخطوط الدفاعية للنظام السوري»، بل وأيضاً إلى نجاحاته في أكثر من منطقة احتكاك مع المعارضة.

وأشارت الصحيفة إلى أن استعادة الجيش السوري لمدينة الشيخ مسكين، تحديداً، «تزعج» "إسرائيل" والأردن. فمن ناحية "إسرائيل"، يعدّ هذا الإنجاز إشارة إلى أن الروس لن يكتفوا بالتدخل العسكري إلى جانب الجيش السوري في الشمال والغرب، بل سيتمددون أيضاً باتجاه الجنوب، وذلك خلافاً للتقديرات الإسرائيلية الابتدائية، بأنهم سيركزون ضرباتهم الجوية شمالاً، «لكن الروس مع طائراتهم ينزاحون تدريجاً باتجاه الجنوب، ويقتربون أيضاً من الحدود الإسرائيلية. أما لناحية الخشية الأردنية، فتتعلق بإمكان نزوح جماعي لجماعات المتمردين(الارهابيين) إلى داخل أراضي المملكة، وتحديداً جماعات متشددة مثل «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة».

كذلك فإنّ "إسرائيل" قلقة، حسب «هآرتس»، أيضاً إلى إمكان تعامل الجيش السوري مع مدينة الشيخ مسكين، كمنصة انطلاق لشن هجمات إلى الغرب من المدينة، و«إذا قررت الحكومة السورية، بتشجيع من الروس والإيرانيين فعل ذلك، وشن هجوم على المتمردين في مرتفعات الجولان، فقد يسبب ذلك تقويض الوضع القائم على الحدود الإسرائيلية».

وتنتقل «هآرتس» لتقويم مؤتمر جنيف وتستبعد إمكانية نجاحه، إذ إنه جاء مصحوباً بالكثير من النقاش حول هوية المشاركين وغيرها من المعضلات، «لكن حتى لو جرى التوصل إلى اتفاق في وقت لاحق لإنهاء القتال في سوريا، إلا أنّ من الصعب أن نرى كيف يمكن فرض هذا الاتفاق وتنفيذه، نظراً إلى العدد الهائل من التنظيمات (المعارضة) والجهات الخارجية المتدخلة في الساحة السورية».

* يحيى دبوق/ الأخبار