ترامب "الشرير" يُشعِرُ الجمهوريين بأزمة أخلاقية حادة

ترامب
الخميس ٠٣ مارس ٢٠١٦ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

دعا سياسيون أميركيون من أتباع الحزب الجمهوري للوقوف في وجه المرشح الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب وإسقاطه، على خلفية تصريحاته ومواقفه التي تثير ردود أفعال واسعة في الكثير من القضايا، محذرين من خطورة استمراره في اكتساح منافسيه الآخرين.

وقالت مصادر إعلامية إن قيادة الحزب الجمهوري تواجه أزمة كبيرة داخلها، فهي لا ترغب في فوز ترامب، ولا في خوضه للانتخابات بسبب الرفض الكبير الذي يجده داخل وخارج الولايات المتحدة، لا سيما عقب تطاوله على المسلمين والدعوة لمنع دخولهم الولايات المتحدة، إلى حدّ أن بعض الدول منعته من دخول أراضيها، لكنها في الوقت نفسه غير قادرة على منعه من الترشح، لعدم وجود نص في اللائحة الداخلية للحزب تخولها القيام بهذه الخطوة، لذلك فهي تأمل أن يتفوق عليه أحد المرشحين الآخرين وينقذها من هذا المأزق.
وكانت شخصيات منتمية للحزب من بينها أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب قد عقدوا اجتماعات مع ترامب، وعرضوا عليه عدم ترشيح نفسه للانتخابات، مراعاة لمصلحة الحزب وعدم حدوث تصدعات، إلا أنه تمسك برأيه ورفض مناقشة مسألة انسحابه من الماراثون الانتخابي.
وقال المحلل السياسي دانا ميلبانك المعروف بتأييده للحزب الجمهوري في مقال نشره في واشنطن بوست إن الجمهوريين "يواجهون تحديا أخلاقيا" بشأن ما إذا كانوا قادرين على التصدي لترامب، الذي وصفه بـ"المتعصب والعنصري الذي يبث الكراهية ويعادي المسلمين والنساء واللاتينيين ويتحالف مع المنظمات الإرهابية مثل كو كلوكس كلان".
واستدلّ ميلبانك على حديثه بالعديد من آرائه، ومنها التغريدة الشهيرة التي طالب فيها على الملأ بفصل أحد القضاة الذي ينظر في قضية ضده من الخدمة "لأنه لاتيني".
ومضى ميليانك يقول إن هزيمة ترامب داخل حزبه ومنعه من المضي في السباق الرئاسي "لم تعد خيارا سياسيا، بل هي في الأساس خيار أخلاقي".
وقال مخاطبا الناخب الأميركي "هذا الرجل شرير، أن تؤيد ترامب يعني أنك تؤيد العنصرية وكراهية الآخر.. ومن الأفضل للحزب الجمهوري أن يخسر الانتخابات نهائيا من أن يخسر المبادئ الإنسانية، لأن بإمكاننا كسب انتخابات قادمة، لكن من المؤكد أننا لن نستعيد مبادئنا وأخلاقنا إذا سمحنا لترامب بأن يمثلنا في الانتخابات أو أن يقود الولايات المتحدة يوما ما".
وقالت الكاتبة في "واشنطن تايمز" جيسيكا شاسمار إن مؤيدي الحزب الجمهوري مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بوضع حد لمغامرة ترامب، وعدم مكافأته على تصريحاته العنصرية وهجومه على الديمقراطية بمنحه شرف تمثيلهم.
وقالت إن "ترامب أكد بنفسه بما لا يدع مجالا لأي شكوك أنه لن يتقيد بالقيود التي ينص عليها الدستور ويلزم بها السلطة التنفيذية وسوف يوسع أعمال التعذيب ويستخدم سلطاته للانتقام من معارضيه وسيطرد ملايين المهاجرين ويحط من قدر النساء والمكسيكيين والمسلمين واليهود وذوي الاحتياجات الخاصة، ويقرب إليه المنظمات الإرهابية البيضاء".
وأكد المحلل السياسي مايكل بوسكين أن ترامب تسبب في هزة عميقة داخل الحزب الجمهوري، مشيرا إلى أن العديد من أعضاء الحزب ومناصريه يخشون أن ينتهي السباق التمهيدي إلى وضع المرشح المثير للجدل في مواجهة خصمته اللدود، هيلاري كلينتون، مؤكدا أن ذلك يعني توسيع فرص الأخيرة للفوز بنتائج الانتخابات.
وعلى صعيد التجارة، تشكل أفكار ترامب خطورة كبيرة وربما تؤدي إلى إحباط عقود من الزعامة الأميركية في مجال تحرير التجارة، إذا قرر فرض تعريفات كبيرة على الواردات الأجنبية، كتلك القادمة من الصين والمكسيك".