ليبيا... هل ثنيت الوسادة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس؟+فيديو

الأربعاء ٠٦ أبريل ٢٠١٦ - ٠٩:٤٨ بتوقيت غرينتش

(العالم) 06/04/2016 - انتزاعٌ أو تسليمٌ للسلطةِ في طرابلس.. لم يستمرَ أكثرَ من عشرين ساعة، خطوةٌ رآها البعضُ ناجحة قبلَ أن يخرجَ رئيسُ حكومةِ الإنقاذ عن صمتِهِ برفضِ تسليمِ السلطة، ما يبدو مؤشرًا على حِدةِ الإنقسام داخلَ الحكومةِ غير المعترفِ بها دوليا.

إعلانُ التخلي عن الحكم.. حملَ خاتمَ حكومةِ خليفة الغويل.. لكنه لم يتضمنْ أسماءَ الوزراء.. أو توقيعاتِ أيٍ منهم.. رغم أن البيانَ صدرَ بعدَ لقاءِ بعضهم.. للإعدادِ لتسليمِ السلطةِ سلميًا. 

بيانٌ تزامن مع وجودِ المبعوثِ الدولي.. في العاصمة طرابلس لأولِ مرة.. حيث أكدَ مارتن كوبلر.. استعدادَ الأممِ المتحدة.. لتقديمِ كلِ الدعمِ اللازم.. لإنجازِ عمليةِ تسليمِ السلطة.. إلى حكومةِ الوفاقِ الوطني.. وهو ما حصل فعلا في اليومِ ذاته.. على الأقلِ وَفقا للبيانِ المعلن.

تسليمٌ سلسٌ للسلطةِ إن كان كذلك.. دفعَ إليه فقدانُ حكومةِ الإنقاذ.. لجزءٍ كبيرٍ من الدعمِ الشعبي.. وانقسامٌ في موقفِ الميليشياتِ الداعمة.. المنضويةِ تحت لواءِ فجر ليبيا.

هكذا إذن تُعلَّق الآمال.. على حكومةِ فايز السراج.. لإخراجِ ليبيا من الفوضى الأمنية.. ونفقِ الخلافاتِ السياسيةِ الحادة.. بين شرقِ البلادِ وغربهِا.. وهكذا يتفاءلُ الكثيرون.. داخل ليبيا وخارجَها.

غير أن الأمورَ ليست بتلك البساطة.. بل هي أكثرُ تعقيدًا من مجردِ الإنتقال.. بالسلطةِ كاملِ السلطةِ وفعليًا.. إذ إن الحكومةَ الموازيةَ في طبرق.. لديها هي الأخرى ما تقول.

هناك في شرقِ البلادِ.. حيث الخصومُ السياسيون.. وحيث البرلمانُ المعترفُ به دوليا.. تكمن معضلةٌ أخرى لحكومةِ الوفاق.. في ظلِ غيابِ دعمٍ سياسيٍ.. من مجلسِ النوابِ في طبرق.. أحدِ ركائزِ اتفاقِ الصخيراتِ المغربية.

على صعيدِ الولاءاتِ العسكرية.. أو ولاءاتِ الميليشياتِ المتنازعة.. من منطلقِ الواقعِ الليبي.. لا تبدو المسألةُ أقلَ تعقيدا.. من المعادلةِ السياسيةِ المستعصية.

كتيبةٌ بأكملِها في شرقِ ليبيا.. هي الكتيبةُ مائةٌ واثنانِ وخمسون.. الفصيلُ المنافسُ لحرسِ المنشآتِ النفطية.. أعلنت ولاءَها التامَّ لخليفة حفتر.. بعد دعمِ أحدِ قادةِ الحرس.. لحكومةِ الوحدةِ التي يقودها السراج.

وكأنها رمالٌ متحركة.. تلك الأرضيةُ السياسيةُ والأمنية.. التي تستعدُ الحكومةُ الجديدة.. للعملِ في ظروفِها الحالية.. بل حتى بما تحملُه من ماضٍ قريب.. إذ يرى مراقبونَ للشأنِ الليبي.. أن ولاءاتِ الفصائلِ المسلحة.. غيرُ مستقرةٍ كما أثبتتهُ الأحداثُ في ليبيا.. خلال السنواتِ الخمسِ الماضية.

02:10 - 07/04 - 5