لهذه الأسباب يسعون لتغييب صوت المنار!؟

لهذه الأسباب يسعون لتغييب صوت المنار!؟
الجمعة ٠٨ أبريل ٢٠١٦ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

ان الحرب التي تشنها بعض الدول و الانظمة العربية، على قوى و دول محور المقاومة، بدأت تأخذ أنماطا و صورا مختلفة بطريقة عملها و مفاعيلها و نتائجها، لغرض طمس الحقائق و إضعاف المعنويات. عملية الحجب الأخيرة لقناة "المنار" من قمر نايلسات و قبلها عربسات، ليست إلا دليلا على إفلاس هذه القوى المرتبطة بالمحور و المشروع الصهيو-أمريكي و المنخرطة بالحرب على القوى المقاومة لهذا المشروع بشكل علني.

تزامنآ مع قرار شرکة "النایلسات" بوقف بث قناة "المنار" الفضائیة على أقمارها الصناعیة، لا أعرف بالتحدید ما هو سقف الغباء و العقلیة الهمجیة و العنجهیة الجاهلیة فی مثل هذه التصرفات، وما هو المبرر المقنع لبعض القوى العربیة، عندما تقوم بمثل هذه التصرفات والسلوکیات الرعناء، کما لا أعرف إن کان هذا الموضوع بالتحدید وتغییب صوت "المنار"، سوف یشکل إنجازآ لقوى هذا المحور المرتبطة بالمشروع الصهیو-أمریکی.

الیوم لا یمکن انکار أن هناک حربا إعلامیة کبرى تنتهجها بعض الدول و الانظمة العربیة، کعقیدة حربیة إعلامیة، بحربها على قوى ودول محور المقاومة، وقد اتضح للجمیع أخیرا أن هذه الحرب بدأت تأخذ أنماطا و صورا مختلفة بطریقة عملها ومفاعیلها ونتائجها، فالیوم تحاول هذه القوى الإقلیمیة تغییب دور الإعلام العربی المقاوم بشکل شبه کامل، لطمس الحقائق وإضعاف المعنویات. وما عملیة الحجب الأخیرة لقناة "المنار" من قمر نایلسات و قبلها عربسات، إلا دلیل على إفلاس هذه القوى المرتبطة بالمحور و المشروع الصهیو-أمریکی و المنخرطة بالحرب على القوى المقاومة لهذا المشروع بشکل علنی.

فی الفترة الماضیة، کنا نتحدث عن مجموعة کبیرة من المعارک الإعلامیة التی تستهدف قوى المقاومة، والتی قادتها بعض وسائل الإعلام التابعة لقوى إقلیمیة تابعة ومتحالفة مع المشروع الصهیو ـ أمیرکی، أما الیوم فقد أصبحنا نتحدث عن تدخل علنی و بشکل ممنهج من قبل هذه القوى بمسار الحرب الإعلامیة، فالیوم لا یمکن أبدا وضع ما جرى أخیرا من تعد على حریة الإعلام المقاوم إلا فی خانة العمالة للمشروع الصهیو- أمیرکی. فعندما تنتهج هذه القوى والأنظمة نهجآ علنیآ وعدائیآ و بشکل مباشر على الإعلام العربی المقاوم، فهی انما تؤکد بما لا یقطع الشک أنها جزء من المشروع الصهیو- أمریکی، الذی یستهدف ویضرب المنطقة وبقوة بهذه المرحلة.

وبالنسبة لنا نعلم جیدا أن الحرب على"المنار" بدأت بشکل ممنهج منذ عام 2006 وبالتحدید بعد هزیمة کیان الاحتلال الصهیونی و حلفائه فی معرکة تموز، وإعلان انتصار حزب الله على هذه الغزوة الهمجیة التی حملت مجموعة من الأهداف والأجندات الصهیو أمریکیة التی تستهدف المنطقة، و أسقط بعضها حزب الله بانتصاره عام 2006.  وقد کان لـ"المنار" دورآ بارزآ بهذا الانجاز عبر تغطیتها الواسعة لتفاصیل فضیحة الهزیمة الصهیونیة. و بعد ذلک استمر هذا التصعید ضد "المنار". ومنذ ذلک الحین إلى الیوم، نعیش مع تصعید ممنهج ضد "المنار" من قبل هذه القوى المتحالفة مع المشروع الصهیو أمیرکی. فالقناة تعاقب الیوم، لأنها وقفت مع سوریا ولأنها تصدت منذ البدایة للحرب الإعلامیة التی تشن ضد سوریا من قبل هذه القوى منذ أربعة أعوام مضت، ولأنها وقفت مع الیمن ومع فلسطین.... وو ألخ، وفضحت حقیقة المشاریع الصهیو - أمریکیة التی تستهدف المنطقة.

الیوم تحاول بعض هذه القوى بعد تعثر أهداف و أجندة حربها و مجموع معارکها ضد قوى المقاومة فی المنطقة، إسکات وتغییب صوت هذه القوى المقاومة، کجزء من منهجیة الحرب متعددة الوجوه و الفصول و الأنماط التی تشن على قوى المقاومة بهذه المرحلة، وهذه المعادلة أصبحت واضحة لجمیع المتابعین، فالحرب التی تشن الیوم وبشکل مباشر على "المنار" لتغییب صوتها، هی تأکید صریح لطبیعة ومنهجیة الحرب الشرسة التی تشن الیوم على قوى المقاومة فی المنطقة العربیة.

الیوم.. على جمیع هذه القوى و الأنظمة التی عملت أخیرآ على محاولة تغییب صوت "المنار"، أن تعترف بأن صوت هذه القناة قد هزمها و أسقط عنها ورقة التوت الأخیرة، ونعلم جمیعا أنه بعد افتضاح الوجه التآمری الحقیقی لوسائل إعلام هذه القوى المرتبطة بالمشروع الصهیو - أمیرکی التی مولت من قبل هذه القوى ولدیها موازنات سنویة تعادل موازنات دول، وتحول متابعة الکثیرین من المهتمین بالإعلام العربی سواء أکانوا مشاهدین أم متابعین لمسار ومهنیة هذه الوسائل الإعلامیة إلى قنوات المقاومة العربیة، التی شکلت وعلى رغم محدودیة مواردها نقلة نوعیة بمسار الإعلام العربی المهنی إلى حد ما، وهذا ما یزعج الیوم هذه القوى التی صرفت وأنفقت ملیارات من الدولارات على إعلامها التی ظهر أخیرآ الوجه الحقیقی له، وأصبح إعلامآ ناطقا باسم المشروع الصهیو -أمیرکی، وهو بعید کل البعد من طموحات وتطلعات الشعب العربی، بعکس قنوات ووسائل إعلام المقاومة التی هی بنظر الکثیرین الیوم تجسد مفهوما حقیقیا لتطلعات وطموحات الشعوب العربیة الساعیة للتحرر و هزیمة المشروع الصهیو- أمیرکی و أدواته والذی یستهدف الشعب العربی من المحیط إلى الخلیج (الفارسي) ولا یستثنی أحدآ بالمطلق.

ختامآ.. على القائمین الیوم على مشروع تغییب و إسکات صوت "المنار"، أن یصححوا مسار إعلامهم المفلس و الذی یعکس حقیقة إفلاس مشروع ممولیه المرتبطین بالمشروع الصهیو ـ أمیرکی، فهم کلما حاولوا ضرب الإعلام العربی المقاوم ستزید شعبیة هذا الإعلام المقاوم بالشارع العربی، ما سینعکس بشکل مباشر على زیادة حجم القاعدة والجماهیر العربیة المنخرطة فکرا وسلوکا بالمشروع المقاوم للمشروع الصهیو - أمیرکی الذی یستهدف المنطقة کل المنطقة الیوم، وبألنسبة لقناة "المنار" فهی ستبقى منارة صامدة رغم المحاولات الظلامیة لاخماد صورتها وصوتها.

* هشام الهبيشان ـ تسنيم

210