خاص للعالم.. الصحة العالمية تحذر من تدهور الوضع الصحي في اليمن

السبت ٠٩ أبريل ٢٠١٦ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش

صنعاء (العالم) 2016.04.09 ـ حذر ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أحمد شادول، من تدهور الوضع الصحي في اليمن الذي بات على وشك الانهيار بفعل الأزمة، مبيناً أن 28 بالمأة المنشآت الصحية غيرعاملة وحوالي 14 بالمأة منها تعمل بكفائة 50 بالمأة فقط.

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "رأي وقضية" أشار أحمد شادول، أنه ومنذ عام تقريباً بدء التدهور في الوضع والنظام الصحي باليمن يزداد، مؤكداً أن الوضع بات اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه قبل عام من نواحي كثيرة، منها نقض الأدوية ونقص الكوادر الصحية العاملة نتيجة الوضع الأمني العام، وكذلك نقص المحاليل وذخائر الدم وغيرها، مبيناً أن كل هذه النواحي تأثرت تأثيراً كاملاً وكبيراً جراء النزاع الدائر في اليمن.

وأوضح أن خروج القطاع الخاص من استيراد الأدوية كان له أثر كبير جداً في نقص الأدوية وارتفاع أسعارها في السوق.

"شادول: أوقفنا حمي الضنك التي ضربت تعز في 2015 بواقع 6000 مصاب"

وبين أن ذلك دفع فرع منظمة الصحة العالمية في اليمن لكي تصدر قبل أربعة أشهر تقريباً نداءأ تحذر فيه من أن الوضع الصحي في اليمن بات على وشك الانهيار.

وفيما لفت إلى أن النظام الصحي في اليمن وقبل اندلاع الأزمة لم يكن أصلاً بالشكل المطلوب لكنه حذر في الوقت ذاته من أنه بات من الصعب أن يعود إلى ما كان عليه قبل الأزمة، وذلك لأسباب كثيرة ومنها على سبيل المثال مهاجرة عدد كبير من الكوادر المختلفة والتي يحتاج عودتها إلى الوقت أو التعويض عنها من خلال تدريب من ينوب عنهم لسنوات طويلة.

وحول الأرقام التي أصدرها فرع منظمة الصحة العالمية في اليمن قبل أشهر بشأن الوضع الصحي وصف أحمد شادول هذه الأرقام بالمخيفة جداً، مبيناً أن أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى دعم وهو ما يشكل تقريباً 80 بالمأة من سكان القطر، كما أوضح أن 14 مليون يمني بحاجة إلى خدمات صحية ورعاية أولية ما يعادل تقريبا 50 بالمأة من سكان القطر.

وأضاف: كما لو أننا تحدثنا عن أمراض سوء التغذية وعدم توفر الأدوية.. فالوضع صعب ومخيف جداً.

وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن إلى أن توفير الأدوية والمحاليل والمعدات الطبية بات يشكل مشكلة كبيرة، حيث أن القطاع الخاص لم يعد يستوردها، وبالتالي بات الاعتماد أكثراً على منظمة الصحة العالمية في توفيرها، وقال: نواجه في ذلك تحديات كبيرة بدأ بالتمويل، وثانياً ترحيله وإدخاله إلى اليمن، وثالثاً توزيعه داخل اليمن.. حيث أن ترحيله من جيبوتي إلى داخل اليمن ارتفع تقريبا ثلاثة أضعاف مما كنا ندفعه قبل الأزمة.

كما أشار إلى تفشي أوبئة كثيرة كالكوليرا والسحايا وحمى الضنك في نقاط مختلفة باليمن، مبيناً أنه وفي 2015 واجهنا وباءاً كبيراً وهو حمى الضنك حيث بدأ في عدن بأكثر من 6000 حالة، وبعدها بأشهر واجهنا وباءاً كبيراً في تعز.

وأضاف: إستطعنا أن نسيطر عليه في فترة وجيزة لكن بصعوبة شديدة، جداً فوباء الضنك كان بحاجة إلى الرش والسيطرة على الناقل أي البعوض.

وبين أن النزوح وعدم وجود المياه الآمنة للشرب اضطرت المواطنين لكي يستخزنوا المياه في مستودعات صغيرة أدت إلى تكاثر الناقل وبالتالي انتشرت الأوبئة.

وبين أنه: في الشتاء كان لدينا انتشار لأمراض الجهاز التنفسي خاصة لدى الأطفال، وفي الصيف نحتاط لعدم حدوث أوبئة الكوليرا والسحايا.. ولحسن الحظ التحصين جار بشكل جيد والتغطية جيدة حتى أنها تغطي 84 بالمأة من سكان اليمن.

"شادول: أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى دعم صحي"

وأضاف ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن في حديثه لمراسلنا: من هذا المنبر أقدم الشكر الكبير والتحية للعاملين الصحيين ولكل المتطوعين في المجال الصحي لأن هذا هو إنجازهم، وأقدم الشكر للمواطن اليمني عل تقبل الخدمة والسعي لها، وأشكر المنظمات العاملة في المجال الصحي والممولين الذين قدموا الدعم اللازم.

وأضاف: أن المنظمة لديها 34 شريك دولي ومحلي في شؤون الصحة في اليمن: وكلاهم يقومون بأدوار كبيرة في مختلف المناطق، كما أننا نقدم لهم بعض الدعم سواء كان المادي أو الأدوية أو المعدات.. علاوة على التعاون الكبير من وزارة الصحة اليمنية التي كان لها دور كبير كبير جداً لكي نوصل الخدمات لأكبر عدد من المواطنين.

وبشأن بطىء الحركة الدولية بهذا الشأن أوضح أحمد شادول أن: الوضع صعب ومعقد جداً من حيث الوصول إلى اليمن والحركة داخلها.. فالوضع الأمني يجعل الكثير من المنظمات تتردد في التواجد، كما أن الدعم المادي غير كاف لدعم العملية الإنسانية المطلوبة في اليمن، كما أن الأضواء غيرمسلطة عليها.

وأوضح أن عدم وجود الوقود كان مشكلة كبيرة في هذا المجال حيث أن الكثير من المستشفيات تتوقف عن العمل في حال عدم وجود الكهرباء، ما أثر تأثيراً سلبياً على عمل المستشفيات.

كما توجه أحمد شادول إلى الأطراف الداخلية في اليمن، وعزا ذلك ألى أن: الصحة مازالت على حياد، واستطعنا من الوصول إلى مناطق كثيرة جداً، وهذا كان بتعاون من الأطراف المختلفة، في تسهيل إيصال المعونات.. ونأمل أن تبقى المؤسسات الصحية على حياد ولايتم ضربها وكذلك العاملين الصحيين والإسعافات.

وحول الوضع الصحي في المناطق الساخنة قال: شجعنا عدداً كبيراً من الأطباء والممرضين وكوادر التخدير لكي يعملوا في مناطق النزاع على مدار الساعة، ودعمناهم بواقع فريق أو فريقين بالمؤسسة الواحدة، دعمناهم مادياً ومن جانب توفير الوقود للمستشفى لكي تعمل على مدار الساعة، وكذلك توفير الأدوية والمعدات الجراحية.

ونوه إلى أن هؤلاء: يبذلوا جهداً كبيراً جداً جداً.. والضغوط عليهم صعبة جداً.. وفي معظم الأحيان هم يشتغلون فقط للطوارىء.
وبشأن المنشآت الصحية التي أغلقت بسبب استهدافها أوتدميرها أو نقص الكادر والدواء أكد أحمد شادول أن المعلومات المبدئية لدراسة تقوم بها منظمة الصحة العالمية في اليمن تقول بأن 28 بالمأة من هذه المنشأت غيرعاملة وحوالي 14 بالمأة منها تعمل بكفائة 50 بالمأة فقط.

وأضاف: هذه مشكلة كبيرة جداً ونتمنى أن نستطيع من معالجتها ولدينا خطة كبيرة جداً لإعادة جاهزيتها لكن الوضع الآن هو مقتصر على تقديم الخدمات الأساسية قدر الإمكان.. ونحن مركزين على المؤسسات الرئيسية في المناطق الأكثر احتياجاً لكي تستمر في تقديم الخدمات، وستكون المرحلة القادمة مرحلة تأهيل بقية المؤسسات الصحية.

"شادول: قدمنا دعما لكي تعمل المنظمات الصحية في مناطق النزاع على مدار الساعة"

كما أشار إلى أن سوء التغذية كان ولازال يشكل مشكلة كبيرة جداً في اليمن قبل الأزمة حيث كانت اليمن تعتبر من الدول التي تعد ذات أعلى معدلات سوء التغذية، وأضاف إلى أنها الآن باتت مشكلة مركبة نتيجة أزدياد أعداد المبتلين.

وأوضح أن أمراضاً كبيرة يعاني منها الأطفال في اليمن نتيجة سوءالتغذية، وقال: كنا ندعم حوالي 19 مركز لعلاج سوء التغذية الوخيم والمعقد الذي ترافقه أمراض، هي لازالت تعمل ولكن ليست بنفس الكفاءة، ونأمل بنهاية يونيو 2016 أن نصل إلى أربعين مركز في مناطق اليمن المختلفة.

كما أشار إلى أن مراكز كمركز الأورام والمعمل المركزي وبنوك الدم ومراكز غسيل الكلى لم تكن تتلقى أي دعم، مضيفاً: لكن الحمد لله تحصلنا على دعم يفوق الـ12 مليون دولار لهذه المراكز واستطعنا أن نوفر جزءاً من الدعم لها.. ولكن مهما كانت الجهود فهي غير كافية.
104-3