ما هي علاقة السجادة المعلقة على الجدار في لقاءات السيسي بتيران وصنافير؟

ما هي علاقة السجادة المعلقة على الجدار في لقاءات السيسي بتيران وصنافير؟
الثلاثاء ١٢ أبريل ٢٠١٦ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

كشفت الإعلامية سارة حازم، أن السجادة التي تظهر في المقابلات الرسمية لرؤساء مصر، والمكتوب عليها خريطة القطر المصري، ليست مجرد خريطة، أو قطعة ديكور موجودة خلف الرؤساء في المقابلات الرسمية، لكنها قصة كفاح وطني طويلة، ترصد وتحكي كيف كانت مصر على مدار التاريخ تسعى للإستقلال الوطني الكامل، وغير المنقوص.

ومن المعروف انه خلال جميع اللقاءات التي تتم بين الرئيس المصري مع اي وفود رسمية قادمة او رؤساء دول يتم وضع خريطة لجمهورية مصر العربية توضح مساحة مصر وحدودها بدقة تامة تحت اسم "القطر المصري" وتعد هذه السجادة بمثابة دلالة وبرهان على كفاح الدولة عبر مئات السنين للوصول الى الاستقلال ونشر الاستقرار وهذا هو الحال الذي تم بين السيسي والملك سلمان في المقابلة الرسمية التي تمت واعلن فيها السيسي التنازل عن "تيران" و"صنافير".

وأضافت سارة، خلال برنامج "الصحافة اليوم"، المذاع على فضائية "النهار اليوم"، أنه في ديسمبر 2014، رصدت جريدة الأهرام قصة الكفاح خلف تلك السجادة، موضحة أن الحكاية بدأت في عهد الخديوي إسماعيل عندما كان يحاول أن يخرج مصر من عباءة الحكم العثماني، فجاءته فكرة أن يقوم بتصميم خريطة لمصر، مع الاحتفال بقناة السويس، حتى تُظهر للعالم الحدود المصرية.

وتابعت الإعلامية قائلة: "إن الخديوي إسماعيل إستعان بمجموعة من العلماء المصريين والأجانب الذين يعملون في المسح الجغرافي، لتحديد ملامح الدولة المصرية من خلال الخريطة، وبعدها أرسل الخديوي صورة من الخريطة إلى الأستانة ليصنعوا سجادة حرير يدوية بتفاصيل الخريطة، واحتفظ بالخريطة في مصر حتى يطابقها بالسجادة"، وأوضحت أن هدف الخديوي هو إعلان إستقلال مصر عن الدولة العثمانية.

وأشارت إلى أن السجادة لم تر النور، لأن السلطان العثماني أمر بإيقاف قرار صنع السجادة، لأنه عرف الهدف من وراءها، لكن الحلم استمر حتى تم تنفيذه بأيدي مصرية في عهد عباس حلمي الثاني، عندما طلب من مصنع سجاد دمنهور أن يصنع السجادة، وتم الانتهاء من العمل فيها بعد وفاة الخديوي عباس حلمي، لكنها ظلت في المخازن الخديوية حتى إعلان معاهدة 1936، ووقتها خرجت الخريطة إلى النور.

وأوضحت أنه تم وضعها لأول مرة خلف الملك فؤاد في لقاءاته الرسمية، ثم الملك فاروق، وبعد ذلك تم حجبها، حتى قررت رئاسة الجمهورية أن تجعل من قصر الاتحادية المقر الرئيسي للاستقبالات الرسمية، فتم وضعها في الصالون الرئيسي للقصر، لافتة إلى أن ظهورها خلف الوفود كان له مغزى وطنيا مهما، وهو أن عمر الخريطة حوالي 90 سنة، وهو أطول من عمر بعض الدول العربية، والإسلامية، والأجنبية، فضلا عن إبراز حدود مصر حتى يعلموا أنها خط أحمر، والممتدة من الإسكندرية شمالا، حتى حلايب وشلاتين جنوبا، ومن السلوم غربا، حتى جزيرة تيران، وصنافير شرقا.

106