القمة الامريكية الخليجية ونصائح اوباما للزعماء الخليجيين

القمة الامريكية الخليجية ونصائح اوباما للزعماء الخليجيين
السبت ٢٣ أبريل ٢٠١٦ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للرياض خلال الاسبوع الحالي ولقائه بالملك سلمان وزعماء الدول الخليجية اظهرت مدى تشابك العلاقات الامريكية الخليجية ورغبة الطرفين لاستمرارها و تعزيزها في المستقبل.

وسائل الاعلام السعودية اشارت الى ان الملك سلمان لم يستقبل اوباما في المطار بل ارسل ممثلا عنه لتوحي بان السعودية منزعجة من الموقف الامريكي تجاهها ،  ولكن وسائل الاعلام الامريكية اعتبرت زيارة اوباما للرياض ناجحة لان اوباما اكد خلال هذه الزيارة التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الاقليمي ودعم حلفاءها الخليجيين.كما أعلن مستشار الرئيس الامريكي بن رودس ان اللقاءات في الرياض ساعدت على تنقية الاجواء .

الرئيس الامريكي يدرك جيدا مدى تخوف زعماء دول الخليج من تعاظم دورايران  في المنطقة بعد الاتفاق النووي بين ايران والدول الست الكبرى ويرى ضرورة ان تبادر دول الخليج الى اقامة علاقات جيدة مع ايران اذا ما ارادت الحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة.

الرئيس الامريكي يرى ان الموقف السلبي للسعودية ودول الخليج من ايران يضر بدول الخليج اكثر مما يضر بايران ولهذا السبب يشجع هذه الدول  على التقارب مع ايران ، ولكنه في نفس الوقت يبعث وزيردفاعه اشتون كارتر الى المنطقة ليطمئن وزراء دفاع دولها بان الولايات المتحدة مستعدة للتعاون العسكري  معها  بما فيها تعزيز  منظومة الدفاع الصاروخي الخليجي ، والأمن البحري، والتسليح والتدريب العسكري ،  بهدف تعزيز القدرات العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي، وتمكينها من بناء جاهزيتها ...

وقد أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال لقائه بوزراء دفاع مجلس التعاون  التزام بلاده بضمان «أمن دول الخليج بما في ذلك الالتزام الذي أعرب عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في القمة الخليجية - الأميركية في كامب ديفيد.

وكان كبير مستشاري أوباما روب ميلي كشف النقاب في وقت سابق عن التوصّل إلى اتفاق لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف، يتضمن تعزيز القدرات الدفاعية لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج، ومواجهة تهديدات الفضاء الافتراضي..

وقال إن "الولايات المتحدة تقترح على دول الخليج تدريب قواتها الخاصة وتطوير قدراتها البحرية لمنع إيران من نقل أسلحة إلى المجموعات التي تدعمها في المنطقة.
إن ما قاله المسوولون العسكريون الامريكيون بشأن حاجة دول مجلس التعاون لتعزيز قدراتها العسكرية يدخل في اطار محاولات الولايات المتحدة لبيع اكبر كمية من الطائرات والاسلحة لدول المجلس بذريعة مواجهتها لقدرات ايران العسكرية والصاروخية.

فالدول العربية الخليجية وعلى رأسها السعودية تخشى القدرات العسكرية الايرانية وتسعى لايجاد توازن عسكري بينها وبين ايران ، ولكن الرئيس الامريكي يدرك جيدا بان ايران لن تشكل خطرا على دول المنطقة وخاصة دول مجلس التعاون ولذلك اقترح على دول مجلس التعاون التفاوض مع ايران لانها لم ولن تكون عدوا لها بل ان التعاون بينها وبين دول الخليج يساعد على استقرار المنطقة وابتعادها عن اي تشنج وتوتر .

ان زيارة الرئيس الامريكي للرياض ولقائه مع زعماء دول مجلس التعاون ظهر ان  العلاقات الامريكية الخليجية لا زالت قوية ومستمرة لحاجة الطرفين لبعضهما البعض ولم تكن قوية في اي وقت مثل ما هي عليه الان.

ان القمة الامريكية الخليجية طمأنت زعماء دول مجلس التعاون بأن الولايات المتحدة لا زالت داعمة لهم ووفية لأصدقائها في الخليج طالما حقق الخليجيون مصالحها وأخذوا بأرائها ووجهات نظرها واقتراحاتها .

* شاكر كسرائي
213