أردوغان: تركيا تواجه "داعش" كما لا تفعل أي دولة أخرى!

أردوغان: تركيا تواجه
الأربعاء ١١ مايو ٢٠١٦ - ٠٢:٠١ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "إن ما تقوم به تركيا حاليا في مواجهة "الدولة الإسلامية" (داعش) لا تفعله أي دولة أخرى في العالم، والخسائر التي لحقت بنا في تلك المواجهة لم تتعرض لها أي دولة أخرى، وبالطبع نحن أيضا ألحقنا خسائر كبيرة بالدولة الإسلامية"، متسائلاً كيف يمكن لدولة تقوم بتلك المواجهة أن تدعم "الدولة الإسلامية".

ونقلاً عن وكالة "الأناضول"، أضاف أردوغان خلال كلمة له اليوم الأربعاء، في افتتاح المؤتمر العاشر لرؤساء أركان دول البلقان بإسطنبول: أنه "في الوقت الذي لم تقم فيه دول المصدر باتخاذ أي خطوة فيما يتعلق بمكافحة "داعش" ولم تكن تتبادل المعلومات الاستخباراتية اللازمة، كانت تنتظر من تركيا أن تقوم بكل شيء.. وتعرضت تركيا للعديد من الاتهامات الظالمة التي لا أساس لها من الصحة.. لا يمكن أن يستمر هذا إلى مالا نهاية.. ووصل الأمر بالبعض لاتهام تركيا بمساعدة داعش".

وتابع أردوغان: "نعرف جيداً من أي الدول الغربية جاءت الأسلحة التي بيد "داعش"، وقد قلنا للعديد من أصدقائنا إنهم يرتكبون خطأ وطلبنا منهم أن لا يقوموا بإلقاء مساعدات من الطائرات في بعض المناطق، ولكنهم قالوا إنهم مجبرون على فعل ذلك لأن بعض المناطق على وشك السقوط، وكانت النتيجة أن ذهب نصف المساعدات التي ألقوا بها إلى "داعش"، والنصف الآخر إلى منظمة "ب.ي.د." الإرهابية".

وفيما يتعلق باللاجئين، قال أردوغان: "استضفنا ثلاثة ملايين سوري وعراقي فارين من الظلم والحرب، استضافة ليس لها مثيل في العالم، ولم نفكر فيما إذا كانت المساعدات ستأتينا من أوروبا أو العالم أو مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.. ما أنفقناه من ميزانيتنا القومية 10 مليارات دولار، وإذا أضفنا ما أنفقته منظماتنا الأهلية وبلدياتنا يصل المبلغ حوالي عشرين مليار دولار".

وتابع أردوغان: أن الدول الغربية تفكر في الكيفية التي توقف بها الهجرة، في حين أن تركيا لم تفكر في شيء كهذا، ولم تغلق أبوابها في وجه القادمين، أو تسلط عليهم قوات الأمن، لأنها تعتقد أنه من الظلم إغلاق الأبواب في وجه الهاربين من القنابل.

وأكد أردوغان أن "المسألة السورية لم تعد مجرد أزمة محلية أو إقليمية، بل أصبحت تشكّل تهديداً عالمياً، بالنظر إلى نتائجها وانعكاساتها، وباتت دول البلقان مثل تركيا، تواجه مصاعب مالية كبيرة، وتتحمل أعباءً ثقيلة نتيجة الأزمة".

وأضاف: أنه لن يحل السلام في المنطقة ولا في مناطق العالم الأخرى، دون التوصل لحل في سوريا يقوم على المطالب المشروعة للشعب.. قائلا: إن تركيا مصممة على اتخاذ الخطوات اللازمة، من أجل إنهاء استخدام المنظمات الإرهابية للطرف المقابل لحدودها، وذلك لضمان أمن مواطنيها في المقام الأول.

وأشار إلى ضرورة جعل البحر الأسود حوضاً للاستقرار مرة أخرى، مشيراً أنه قال للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، خلال زيارته إلى تركيا مؤخراً: أن البحر الأسود بات بحيرة روسية، وأن على جميع الدول المشاطئة له أن تضطلع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها، وأن تتخذ دول الناتو الخطوات اللازمة براً وبحراً وجواً، وإلا فإن التاريخ لن يغفر لها.

وقال: إن تركيا ستقوم في الفترة المقبلة، بعرض مقترحات ملموسة بخصوص هذا الأمر، على الدول المطلة على البحر الأسود.

وقال الرئيس التركي ايضا: إن بلاده تعرض إنشاء أمانة دائمة للجمعية البرلمانية لدول جنوب شرق أوروبا، في إسطنبول، في إطار تعزيز التعاون بين دول تلك المنطقة.

وكرر أردوغان دعم تركيا لدمج دول البلقان، في المؤسسات الأوروبية والأطلسية، وعلى رأسها الناتو، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
104-3