بانوراما؛ ماذا بعد اسقاط طائرة المساعدات الروسية في سوريا

الثلاثاء ٠٢ أغسطس ٢٠١٦ - ١٢:٥٥ بتوقيت غرينتش

(العالم) - بانوراما - 02-08-2016- مستجدات ميدانية في سوريا ستكون لها تداعيات واسعة على مستقبل الجماعات الارهابية في الشمال السوري، فالرد الروسي لا يزال في طور الترجيحات حيال اسقاط المسلحين طائرة مساعدات روسية في ريف ادلب، كما يؤثر فشل الجماعات المسلحة في هجماتها في ريفي حلب الشمالي والجنوبي بان المراهنات على العودة للمربع الاول في حلب باتت خاسرة.

 مع تزايد الكلام والحراك الدبلوماسي على خلفية احياء الحل السياسي للازمة السورية، لا يبدو ان صوت الرصاص سيخفت حتى في حال تاكيد عقد جولة المفاوضات الجديدة في جنيف.

وفي الحيثيات الميدانية، اسقاط مروحية عسكرية روسية من نوع مي ثمانية في ريف ادلب. الكرملين اعلن مقتل طاقم المروحية المكون من خمسة اشخاص مضيفا انهم تجنبوا السقوط  في منطقة سكنية للتقليل من الخسائر. فيما اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان المروحية اسقطت خلال عودتها الى قاعدة حميميم، بعد استهدافها بمضادات ارضية فوق مناطق يسيطر عليها الارهابيون. 

وعلى الارض مستجدات ميدانية تمثلت بعملية عسكرية للجماعات الارهابية في جنوب حلب في محاولة لفك الطوق الذي يفرضه الجيش وحلفاؤه على الاحياء الشرقية للمدينة. هذه الجماعات حشدت عناصرها وجهزت الياتها واطلقت ما اسمتها عملية غزوة حلب. حيث ارسلت اليات مفخخة باتجاه مواقع الجيش وحلفائه. فيما شنت هجمات على مناطق الراموسة والشيخ مقصود وكتيبة الدفاع الجوي وتلة بازو.

لكن الاليات المفخخة والهجمات المعد لها سابقا اثبتت فشلها، بعد صدها من قبل الجيش وحلفائه، الذين استعادوا السيطرة على نقطتين في سد الشقيدلي واطراف قرية السابقية في الريف الجنوبي لحلب. هذا وسقط العشرات من القتلى في صفوف الارهابيين بينهم مسؤولان عسكريان في ما يسمى بجيش الفتح الارهابي.

وعلى جبهة مخيم حندرات يتقدم الجيش وحلفاؤه على عدة محاور حيث خاض معارك عنيفة مع الارهابيين استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة، واوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.

ارتفاع وتيرة المعارك في حلب على جبهتيها الشمالية والجنوبية يشير الى وصول المسلحين لمرحلة الاختناق بعد فرض الطوق عليهم وقطع طرق امدادهم، حيث يقول المتابعون ان العملية التي اطلقوها لا تعدو كونها النفاس الاخيرة التي يلفظونها قبل انهاء وجودهم في حلب وخطوة تنبع من يأسهم من تجنب مصير بات محتوما.

وبناء على حقيقة ان الخيار العسكري للارهابيين ورعاتهم بات في حكم الميت، خاصة وان تحركا عسكريا اكثر قوة بات متوقعا من روسيا بعد اسقاط مروحيتها، فان المرحلة التي ستلي فشل معركتهم المزعومة في حلب ستؤدي بلا شك الرضوخ للمسار الذي يتجه نحو الحل السياسي والذي سيتقرر مصيره على وقع رصاص الجيش وحلفائه.

2