لماذا يترحم المتحدث باسم جيش الاحتلال بحرقة على الدكتور زويل؟!

لماذا يترحم المتحدث باسم جيش الاحتلال بحرقة على الدكتور زويل؟!
الأحد ٠٧ أغسطس ٢٠١٦ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

اذا تأملنا القائمة التي تضم العلماء او الادباء العرب والمسلمين الذين فازوا بجائزة نوبل للسلام، نجد ان هناك قاسما مشتركا بين معظمهم، وهو التطبيع مع الكيان الصهيوني، واقامة علاقات معه، او عدم معارضة سياساته، واتخاذ مواقف “غير مقاومة” تجاه احتلالها للاراضي العربية، وحروبها ضد دول الجوار، وخاصة في لبنان وسورية وفلسطين ومصر.

العالم الاميركي من اصل مصري، احمد زويل، كان التعبير الابرز حول هذه الحقيقة، فقد كان مولعا بالتطبيع مع الاحتلال، والقى محاضرات في جامعاته، واعد ابحاثا مشتركة مع خبراء في الجيش الاسرائيلي، لتطوير منظمة صواريخ باستخدام الليزر، الامر الذي اهله للفوز بجائزة “وولف برايز″ الاسرئيلية عام 1993، وسلمها له الرئيس الاسرائيلي حاييم وايزمان في الكنيست، ويعتبر الحصول على هذه الجائزة العلمية الاضخم في فلسطين المحتلة هو البوابة الرئيسية للحصول على جائزة “نوبل”!

وبسبب مواقف الدكتور زويل هذه لم يكن غريبا ان يكون افيجاي ادرعي الناطق باسم الجيش الاحتلال من ابرز الناعين له، والمتغنين بأخلاقه، وانجازاته العلمية، واطلاق صفة “البطولة” عليه، واعتباره نموذجا للعرب “الطيبين”، بالمقارنة بالذين يحتلون قمة سلالم البطولة من رجال المقاومة للاحتلال.

لعل الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري الاسبق الذي تعرض لانتقادات كبيرة من داخل مصر وخارجها، كان مصيبا لرفض مشروع مركز ابحاث علمي تقدم به الى حكومته الدكتور الراحل زويل، لانه كان يخشى دعوته لخبراء اسرائيليين للمشاركة فيه، وابحاثه، وفعل الشيء نفسه الدكتور احمد نظيف.

اللافت ان معظم الطامحين العرب بالفوز بجائزة نوبل يحرصون على التأكيد من خلال رسائل علنية او سرية، يرسلونها الى "اسرائيل" من خلال الظهور في برامج تلفزيونية اسرائيلة، او القاء محاضرات في جامعات ومعاهد اسرائيلية، على حرصهم على التطبيع، والحديث عن “غرامهم” بالسلام، وتمسكهم بالمفاوضات طريق اوحد للوصول اليه، ونبذ كل اشكال "العنف"، وربما يفيد التذكير بأن اتفاقات اوسلو وقبلها كامب ديفيد كانت السلم الذي اوصل “ارهابيين” مثل الرئيس الاسبق انور السادات، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والسيد محمود عباس (ابو مازن) رئيس السلطة، الى الجائزة نفسها، جنبا الى جنب مع مناحيم بيغن، واسحق رابين، وشمعون بيريس.

الخطورة لا تتوقف هنا، وانما في تسلل هذا المعيار، اي التطبيع مع الاحتلال، الى الكثير من المؤسسات التي تمنح جوائز لـ”مبدعين” عرب في مجالات الفن والادب والشعر والرواية والترجمة وفروع عديدة اخرى، فالمنتوج الادبي الذي يتحدث عن السلام والتطبيع، وتفهم الآخر واعتباراته، يحظى بفرصة اكبر للوصول الى الكثير من الجوائز العربية في معظم الاحيان، ولكن هذا لا يعني ان ادباء شرفاء يعارضون التطبيع ويتمسكون بالثوابت الوطنية، لم يحصلوا على هذه الجوائز، او لا يستحقونها عن جدارة، ومثلما لم نعمم في الحالة الاولى، لا نسقط في فخ التعميم في الحالة الثانية، ولكننا نحذر من هذه الظاهرة ومعاييرها التي بدأت تتسلل بقوة الى حياتنا الثقافية والعلمية العربية ومؤسسات جوائزها، وتشرف عليها حكومات تقيم علاقات علنية او سرية مع دولة الاحتلال.

الدكتور زويل يعتبر قيمة علمية كبيرة، ليس لدينا اي شك في ذلك، ولكن ان يصل به الامر الى درجة المشاركة في ابحاث تخدم الصناعة العسكرية الاسرائيلية وتطورها، فهذا في اعتقادنا “ام الكبائر” الوطنية، وينسف كل هذه الانجازات العلمية، في نظرنا على الاقل.

“راي اليوم”

3