وبعد أكثر من عامين على تلك المجزرة المروعة.. يرى عدد من أهالي الضحايا المكلومين.. بعضا من القصاص لذويهم من المدانين.. بارتكاب تلك الجريمة بحق طلاب القاعدة الجوية.. إذ تُنفذ السلطات العراقية أحكام الإعدام لست وثلاثين.
الإعدامُ الذي كان عليه شاهدا أيضا.. كل من وزير العدل حيدر الزاملي.. ومحافظ ذي قار يحيى الناصري.. تم تنفيذُه شنقا داخل سجن الناصرية.. الذي إليه نُقل المدانون الأسبوع الماضي.. بعد مصادقةِ الرئيس العراقي ومحكمة التمييز على الأحكام.
رئيسُ مجلس الوزراء حيدر العبادي.. الذي أمر بتشكيل لجنة قبل نحو شهر.. تتولى حسم ملف المحكومين بالإعدام.. كان قد طالب اللجنة بتحديد المعوقات.. والأسباب التي تؤدي إلى تأخير تنفيذ الأحكام.. ووضعِ التوصياتِ اللازمة لتسريعِ المصادقةِ عليها.. وتنفيذِها من الجهاتِ المختصة.
وبذلك تكون تلك الجهات قد نفذت الإعدام.. ضمن الأطر القانونية العراقية بإشراف وزارة العدل.. ما أثلج صدور العشرات من عوائل الضحايا.. وفقا لما نقله متحدث باسم محافظة ذي قار.. عن تلك العائلات التي حضرت تنفيذ أحكام الإعدام..
أحكام أصدرتها المحكمة الجنائية المركزية.. في فبراير الماضي بحق أربعين مدانا.. عملا بقانون مكافحة الإرهاب.. وقبلها نظرت الهيئة الثانية للمحكمة.. في دعوى سبعة وأربعين متهما.. غير أنها أفرجت عن سبعة منهم.. لعدم كفاية الأدلة في حق هؤلاء.
مجزرة سبايكر التي حُفرت بعمق في ذاكرة العراقيين.. لا يمكن أن تُنسى من جيل عاش أحداثها.. ولا حتى من أجيالٍ قادمة لعقود.. فبالدم البارد أُبيد طلابُ قاعدة جوية.. وهم في ربيع العمر يُقادون إلى حتفهم.. وبأبشع الأساليب الممكنة والمتاحة يُقتلون.
جريمةٌ لن تُنسى فقط لعدد ضحاياها.. أو لأنها سببت جرحا عميقا.. ولكن أيضا لأن عائلات الضحايا رأوا بأعينهم.. أبناءهم وأزواجهم يقادون ويقتلون.. فقد وثقت داعش جريمتها لحظة بلحظة.. كغيرها من الجرائم التي احترفت تصويرها.. دون أدنى رحمة أو شفقة أو رأفة بالأسير.
5