ومع انطلاق معركة تحرير الموصل يشهد العراق لحمة وطنية بين كافة المكونات وإجماع عام على ضرورة احترام السيادة العراقية وإنهاء الوجود العسكري التركي في العراق.

واحتشد آلاف العراقيين من أنصار التيار الصدري منذ ساعات الصباح الأولى أمام مبنى السفارة التركية في منطقة الوزيرية بالعاصمة بغداد للمطالبة بإخراج القوات التركية من شمال العراق.

ورفع المتظاهرون أعلام بلادهم ولافتات ضد أنقرة كما أعلنوا محاصرتهم للبعثة الدبلوماسية التركية لحين تحقيق مطالبهم. كما أشادوا ببدء عملية تحرير الموصل مؤكدين قدرة القوات العراقية على استعادة الموصل دون الحاجة لأي قوات أجنبية.

وتأتي التظاهرة استجابة لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا أنصاره للتظاهر أمام السفارة التركية للتنديد بمواقف أنقرة والمطالبة بانسحاب القوات التركية فورا.

وعلى الرغم من استثناء أنقرة من معركة تحرير الموصل وأنباء عن محاصرة القوات التركية في معسكر بعشيقة غير أن الأتراك ما زالوا متمسكين بضرورة مشاركتهم في المعركة معتبرين أن ذلك من حقهم ومحذرين من عواقب وخيمة في حال عدم مشاركتهم في معارك الموصل.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالقول "تركيا لا تتلقى أوامر من أحد، ولن تخرج من معكسر بعشيقة.. ومن غير الوارد أن نبقى خارج العملية وسنكون جزءاً منها."

ورد عليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالقول إن دخول القوات التركية للعراق لن يكون نزهة ولن يخرج الجنود الأتراك سالمين.. محذراً أنقرة من التدخل في عملية الموصل والبقاء في العراق.

وكانت أنقرة أرسلت وفداً إلى بغداد لإقناع الجانب العراقي بضرورة مشاركتها في معركة الموصل، غير أن الأفكار التي قدمها الوفد لم ترق حسب الخارجية العراقية إلى مستوى الاستجابة لمطلب العراق ألا وهو انسحاب القوات التركية من بعشيقة واحترام سيادة البلاد.
104-3