التوغل التركي في شمال سوريا يُحدث شرخا في صفوف الجماعات المسلحة

التوغل التركي في شمال سوريا يُحدث شرخا في صفوف الجماعات المسلحة
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٨:٢٥ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "راي اليوم" مقالا افتتاحيا اشارت فيه الى انه، اذا صحت “الفتوى الشرعية” التي صدرت عن محكمة في الأردن، وتبيح رصد وقتل القيادي البارز في “جبهة النصرة” او “فتح الشام” حاليا، أبو ماريا القحطاني، بسبب فتواه بجواز مشاركة قوات عسكرية حليفة، مثل الجيش الحر، وفصائل مسلحة الى جانب الجيش التركي ضد “داعش”، فإن هذه الفتوى، تعني حدوث شرخ كبير في “جبهة النصرة” ومرجعياتها الشرعية في الأردن التي قدمت لها الغطاء الشرعي، وانحازت الى جانبها في خلافها، مع خصمها أي “داعش”.

ويشير المقال الى ان الخلاف بدأ عندما شن القحطاني، المفتي الشرعي العام السابق لـ”جبهة النصرة” او “فتح الشام” حاليا، هجوما عنيفا على عصام البرقاوي (ابو محمد المقدسي) منظر التيار السفلي لنشر الأخير تغريدة على حسابه على “التويتر” عرض فيها بالقحطاني قال فيها “من يزعم بان فصائل الجيش الحر تسارع بالنزول الى حكم الشرع، والجماعات الجهادية تتهرب منه، يجب عليه شرعا ان يترك جماعته الجهادية فورا، وينضم للجيش الحر”، وتابع القحطاني “نصيحة محب لك دع ساحة الشام لاهلها، ودعك من اطلاقاتك التي يطير بها الغلاة، ..”.

وبحسب الصحيفة فان الخلاف كان موجودا منذ زمن، ولكنه ظهر على السطح بعد اقدام فصائل مسلحة وأخرى تتبع الجيش الحر، مثل فصيل نور الدين زنكي، علاوة على وحدات أخرى من جيش الفتح، انضمت الى الجيش التركي في قتال “داعش” وإخراج قواتها من مدن وبلدات في ريف حلب مثل جرابلس والباب، حيث افتى  المقدسي بعدم جواز هذا القتال شرعا، لان الجيش التركي جيش علماني، في ايحاء مبطن بانه يتساوى في هذه الحالة مع الجيوش الامريكية والغربية الأخرى، وان لم يقل ذلك صراحة في فتواه التي اغضبت القحطاني.

ويؤكد المقال ان أهمية هذا الخلاف ياتي لتزامنه مع الحرب التي تشن على عدة جبهات للقضاء على “داعش” في كل من الموصل والرقة الى جانب مناطق الشمال السوري، ومع القصف الجوي الروسي والسوري لتجمعات جبهة “فتح الشام” في حلب الشرقية.

المقدسي اكد على حرمة القتال الى جانب القوات الامريكية ضد “داعش” ولمحّ في تصريحات نشرتها الصحيفة “راي اليوم” قبل عام تقريبا، انه لن يتردد في الوقوف الى جانب “داعش” اذا كان الخيار بينها وبين “القوات الصليبية”.

ويتابع المقال ان من التقى بالمقدسي في الاردن خلال الأسبوعين الماضيين يخرج بانطباع قوي، بأنه غاضب جدا تأثرا بتصريحات القحطاني، وقتال فصائل الجيش الحر وغيرها تحت راية “العلمانية” التركية، ومن غير المستبعد ان يكون خلف الفتوى المذكورة آنفا، او غير معارض لها على وجه الدقة.

ويختم المقال بالقول ان الساحة “الجهادية” في سوريا تشهد حاليا إعادة صياغة جذرية في خريطة تحالفاتها لصالح “داعش”، وان جاء ذلك بطريقة غير مباشرة، والاسابيع المقبلة قد تشهد انشقاقات، وإعادة “تموضع″ على مستوى المقاتلين على الارض والمرجعيات الشرعية أيضا.

المصدر: راي اليوم

109-4