كيف أثارت "الحباري" أزمة بين أثرياء خليجيين وباكستان!؟

كيف أثارت
الأربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

حذرت إحدى مقاطعات باكستان أثرياء خليجيين من محاولة صيد طيور الحباري، متحدية بذلك سياسة الحكومة الباكستانية التي اعتادت إعطاء تراخيص الصيد إلى حلفائها.

العالم - منوعات

تخصص باكستان مساحات من موطن طيور الحبارى المهاجرة في فصل الشتاء لبعض الأثرياء من الدول العربية في الخليج الفارسي.. حيث يأتون بأسلحتهم داخل سيارات خاصة ومُجهزة بأنظمة الرادار لتتبع الطيور، وفق ما جاء في صحيفة الغارديان.

لكن مسؤولاً في حكومة إقليم خيبر بختونخوا في شمالي غربي البلاد، قال إنه تم رفض طلب أحد الأثرياء الخليجيين بصيد الحبارى، ولم يُسمح له بصيد مثل هذه الأنواع من الطيور، بحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء.

من جانبه صرح السياسي عمران خان، عضو حركة الإنصاف الباكستانية التي تحكم الإقليم، بأنه لن يسمح لأحد باصطياد هذا النوع من الطيور، وأن "هذه الطيور محمية ومطاردتها غير قانونية".

يذكر أن الصيادين الخليجيين جاؤوا للصيد في باكستان في ستينيات القرن الماضي بعد أن أوشكت طيور الحبارى على الانقراض في شبه الجزيرة العربية.

ورغم معارضة المسؤولين عن حماية البيئة وتحذيراتهم من التضاؤل السريع في أعداد طيور الحبارى الذي سيؤدي إلى انقراضها بسبب الهجوم السنوي عليها، إلا أن الأقاليم الباكستانية الثلاثة الأخرى ستسمح بالصيد.

ويُسمح لكل شخص باصطياد ما يصل إلى 100 طائر فقط، إلا أنه من الصعب السيطرة على رغبات الزائرين ذوي النفوذ، فيتلقَّى بعض المسؤولين المحليين هدايا ومجوهرات للسماح للزائرين باصطياد أعداد أكبر.

قرار صدر عام 1972 بمنعهم

ويُذكر أنه قد صدر أكثر من 30 تصريحاً في عام 2014 للزوار الأثرياء والشخصيات المهمة.

وتزايدت الاحتجاجات الشعبية في السنوات الأخيرة ضد السماح للأثرياء الخليجيين بقتل الطيور الممنوعة من الصيد أصلاً في باكستان بأمر من المحكمة العليا في عام 1972. كما قضت المحكمة العليا في العام الماضي بعدم إصدار أية تراخيص أخرى.

الصيد تقليدٌ يساهم ببناء علاقات جيدة

وعلى جانب آخر صرح مسؤولون في وزارة الخارجية الباكستانية بأن عملية الصيد تُعد تقليداً يحدث منذ فترة طويلة، من شأنه المحافظة على إحداث توازن في السياسات لحاجة باكستان إلى بناء علاقات جيدة في المنطقة.

وتتمتع دول العربية في الخليج الفارسي بنفوذ كبير في باكستان، إذ يعمل في هذه الدول ملايين من الباكستانيين، ويجلبون العملات الأجنبية التي تحتاجها البلاد بشدة.

الجدير بالذكر أن نواز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، قريب بشكل خاص من المملكة السعودية، إذ عاش هناك فترة طويلة بعد أن خسر سلطته إثر انقلاب عسكري حدث في عام 1999.

طيور الحباري

وطيور الحباري هي أنواع خاصة من الطيور، تتميز بكونها طيوراً صغيرة وسريعة، تهاجر من سهوب آسيا الوسطى إلى مناطق خاصة في صحارى باكستان كل شتاء. ومن المُشاع أن لحم طيور الحباري له تاثير على الحالة الجنسية، وهو ما أدى إلى زيادة الرغبة في اصطياده، وأدى إلى قرب انقراضه تقريباً من منطقة الخليج الفارسي.

وحسب ما تنص عليه اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المُهددة بالانقراض، فالحباري تُعد عرضة لخطر الانقراض الوشيك. ما أدى إلى قيام بعض البلدان في المنطقة، بما في ذلك الإمارات والسعودية، إلى إقامة برامج مُخصصة لتربية طيور الحباري في محاولة للحفاظ عليها.

ويُمكن لرحلات الصيد الملكية في باكستان أن تستمر لأسابيع، وتتطلَّب بعض الإجراءات الخاصة للحفاظ على الراحة التي اعتاد الأثرياء العرب عليها.

وفي بعض المناطق النائية من باكستان، دفع الزوار العرب الأموال لتمهيد الطرق وإقامة مطارات خاصة بهم لجلب أطنان من المعدات الخاصة، بما في ذلك المركبات المُجهزة، وكل ما هو ضروري لمعسكراتهم الفخمة. حتى أن البعض منهم قد بنى قصوراً صحراوية واسعة مُحاطة بجدران شاهقة.

الخليجيون يساعدون المناطق الفقيرة

في حين أشار بعض المدافعين عن هذا التقليد إلى الفوائد التي تعود على المجتمعات الفقيرة من المكافآت التي يمنحها الخليجيون مثل بناء مستشفيات ومدارس جديدة. إلا أنه في خطوة جديدة حدثت الأسبوع الماضي، اعترض بعض مزارعي نبات الحمص الشائع في بلدة بهاكار في إقليم البنجاب ضد مجموعة من صيادي طيور الحبارى من العرب، الذين "ألحقوا أضراراً بمحاصيلهم"، ما أدى إلى مناوشات مع الشرطة أثناء محاولتهم التظاهر.

104-2