عطوان يهاجم السعودية ومن هدد وتوعد بإسقاط الأسد، ويتفرجون اليوم على حلب..

عطوان يهاجم السعودية ومن هدد وتوعد بإسقاط  الأسد، ويتفرجون اليوم على حلب..
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

نشر موقع راي اليوم مقالا لعبد الباري عطوان وجه فيه انتقادات للذين توعدوا باسقاط الرئيس بشار الأسد وحكومته في اشهر معدودة، من الدول والقنوات التلفزيونية التي حرضت على الفتنة، وقلبت الحقائق، وضللت الشعب السوري، ودعته الى الثورة، وسلحته، ووعدته بأسقاط النظام ثم وقفت تتفرج على ما حصل في حلب، وهي تملك الجيوش والطائرات الامريكية الحديثة.

العالم ـ مقالات

وجاء في مقال عبد الباري عطوان، ان هذه الدول تحاول ان تبرئ نفسها من الجريمة التي ارتكبتها في حق سورية وشعبها على مدى ست سنوات، وتتباكى بكاء المنافقين على الضحايا والجرحى والمهجرين، وهي التي رفضت استقبال لاجئ سوري واحد على اراضيها، واضاف:

ندرك جيدا انهم يملكون امبراطوريات إعلامية ضخمة، وجيوشا الكترونية جبارة على وسائط التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لن يدفن الحقائق حول دورهم، الرئيس المشبوه، في تدمير المنطقة العربية، وبذر بذور الفتنة الطائفية، وشن حرب دموية في اليمن، وقتل الآلاف من أبنائه وتجويع الملايين منهم.

استعادة الجيش السوري لمدينة حلب، وخروج المسلحين منها، وهم يتفرجون، ولم ينطقوا بكلمة تضامن واحدة مع اهلها، وتركوا النواح والبكاء لأجهزتهم الإعلامية، ودسوا رؤوسهم في التراب.

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لم يتطرق الى حلب، ولم ترد على لسانه كلمة “سوريا” في خطابه الذي القاه امام مجلس الشورى، ولم يصدر تصريحا واحد عن وزير خارجيته عادل الجبير، الذي كان يردد ليل نهار، وفي كل المناسبات ان الرئيس الأسد يجب ان يتنحى سلما او حربا، انه الرعب مما هو قادم.

الشعب السوري تعرض الى اكبر خدعة في التاريخ، عندما ورطوه في مؤامرة لتدمير بلده، وقتل مئات الآلاف من اشقائه على جانبي الخط السياسي، وهم آخر من يحق لهم الحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان.

وقال عطوان في جانب اخر من مقاله: يوما بعد يوم تكشف لنا أمريكا وحلفاؤها مدى كراهيتهم لكل ما هو عربي ومسلم، وتثبت ان كل تدخلاتها العسكرية هي لتمزيق هذه الامة، وبذر بذور الفتن الطائفية في صفوفها، واشعال نار حروب يكون العرب والمسلمون هم وقودها.

من تدخل في الشأن السوري، وضخ آلاف الاطنان من الأسلحة والعتاد والمليارات من الدولارات، هو الذي يجب ان يدفع فاتورة الاعمار كاملة، وثمن جرائمه في سوريا، ويتحمل الكثير من المسؤولية عن سفك دماء الشهداء والقتلى والجرحى.

طالبنا، وسنظل نطالب، بالديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان للشعب السوري، وعانينا الكثير من النظام، في وقت كانت هذه الأنظمة التي تدعي الحرص على هذا الشعب ترتعد خوفا منه، وتفرش السجاد الأحمر لقادته الذين يصفونهم اليوم بالطغاة.

الامة العربية وشرفاؤها، والشعب السوري نفسه يعرف جرم هؤلاء، وسيأتي يوم الحساب لكل من سفك دم، او ساعد في سفك دم انسان وطفل سوري، كما ان هذه الامة العظيمة لن تنسى مطلقا أولئك الذين سفكوا، او تواطأوا مع سفاكي دماء الاشقاء اليمنيين.. وسيدفعون ثمن جرائمهم ضد الإنسانية غاليا.

سوريا ستنهض من كبوتها، وشعبها سيتصالح فيما بينه، وسيتجاوز كل المحن، تماما مثلما حصل في كل الحروب الأخرى في المنطقة، والمعارضة السورية بدأت الخطوة الأولى في هذه المسيرة بقبولها التفاوض مجددا.. وبعد ان يهدأ الغبار في يوم ما، ونأمل ان يكون قريبا، وسيتم الالتفاف الى رؤوس الفتنة، والمحرضين على الدمار والخراب، لن نخاف.. ولن نصمت.. والأيام بيننا.

2-210