احتفالات في حلب.. هل انتهت الحرب؟

احتفالات في حلب.. هل انتهت الحرب؟
السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

اكمل الجيش السوري سيطرته الكاملة على مدينة حلب بعد خروج المسلحين منها، وانطلقت الاحتفالات في الاحياء الغربية في المدينة، وسط أصوات الموسيقى المنبعثة من اجهزة التسجيل، وابواق السيارات العالية، حيث تحولت الشوارع الى ميادين للرقص والغناء والهتافات للرئيس والجيش السوري معا، وذكرت الانباء ان الاحتفالات انتقلت أيضا الى مدن أخرى، مثل حمص واللاذقية.

العالم - سوريا

من الطبيعي ان يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اول المتصلين، واهمهم، بالرئيس السوري بشار الاسد لتهنئته بـ”تحرير مدينة حلب من المتمردين”، مؤكدا ان هدف روسيا الان التركيز على السلام، ورد عليه الرئيس الأسد بالقول “الانتصارات في سوريا فتحت باب العمل السياسي”.

العمل السياسي بصورته الجديدة، وبعد الانقلاب الذي حصل في مدينة حلب في موازين القوى لصالح الرئيس السوري وحكومته وانصاره، سينطلق حتما في مدينة الآستانة منتصف الشهر المقبل بحضور قادة وممثلين عن روسيا وايران وتركيا وسوريا، وربما دول أخرى، ولكن ليس الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبية أخرى.

الرئيس الروسي الذي باتت دولته تملك اليد العليا في سوريا يريد وقفا لاطلاق النار في جميع انحاء البلاد، وهذا طموح ربما يكون صعب التحقيق كليا دون القضاء على “داعش” في مدينة الرقة، واستعادة الجيش السوري لمديني تدمر وادلب، التي تتجمع فيها حاليا معظم الجماعات المسلحة المتشددة مثل “فتح الشام” (النصرة سابقا)، و”جيش الفتح” و”احرار الشام” وغيرها.

السيد حسن نصر الله امين عام “حزب الله” الذي لعبت قواته دورا بارزا في تماسك النظام السوري، واستعادة مناطق كثيرة في سوريا من قبل الجيش، قال في خطابه الذي تزامن مع الاحتفالات في حلب “ان نظام يسيطر على اكبر مدينتين في سوريا وهما دمشق وحلب الى جانب حمص وحماة واللاذقية وطرطوس والسويداء هو نظام قوي وفاعل ولا احد في العالم يستطيع تجاهله”، وأضاف “ان سيطرة الجيش السوري على حلب اكدت ان هدف اسقاط النظام في سوريا سقط وفشل”، ملخصا بذلك الواقع السياسي الجديد في سوريا والمنطقة.

استعادة الجيش السوري لمدينة حلب، وإعادة توحيدها مجددا تحت لواء “الدولة السورية”، نقطة تحول جذرية في الحرب السورية، ولكن هذا لا يعني ان الحرب انتهت كليا، ولا نعتقد انها ستنتهي الا في ظل التوصل الى حل سياسي يحقق المشاركة في السلطة، ويضع دستورا جديدا وحكومة وحدة وطنية، وانتخابات حرة ونزيهة في اطار تعددية حزبية ومصالحة وطنية حقيقية.

المصدر / راي اليوم

109-1
“راي اليوم”