مصر و"اسرائيل" الخاسران الاكبران..

ارتباك نتنياهو و"السعار" الذي يعيشه يعكسان حجم الالم

ارتباك نتنياهو و
الإثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

ما كنا نتمنى في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان تكون الحكومة المصرية هي الخاسر الاكبر الى جانب كيان الاحتلال الاسرائيلي في “معركة” التصويت” في مجلس الامن الدولي على مشروع قرار بوقف الاستيطان الاسرائيلي فورا باعتباره “غير شرعي” وينسف جهود التسوية، ومهما كانت الوعود التي قدمها دونالد ترامب الرئيس الاميركي المنتخب للرئيس عبد الفتاح السيسي اثناء اتصاله الهاتفي معه.

العالم - مقالات

هناك مواقف مفصلية تاريخية تتعلق بكرامة الدول والشعوب يجب التعاطي بمسؤولية عليا تجاهها، خاصة عندما تكون الدولة في وزن مصر التي تحتل مكانة استراتيجية محورية في منطقة مثل “الشرق الاوسط”، وتملك ارثا حضاريا وزعامة اقليمية ودولية تمتد لاكثر من ثمانية آلاف عام.

عندما تصوت 14 دولة من بينها اربع دول دائمة العضوية مثل فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين لصالح القرار، وتمتنع دولة واحدة هي الولايات المتحدة الاميركية فهذا يعني ان هناك اجماعا دوليا على التصدي لاسرائيل، وهي الوحيدة التي اقيمت بقرار دولي “مزور”، ووضع حد لغرورها وغطرستها، ولا نعرف كيف لم تلتقط الحكومة المصرية ووزارة خارجيتها هذه “المعلومة”، وتتصرف على اساسها، حتى لا تجد نفسها في هذا الموقف المحرج، والمعيب في آن واحد.

حكومة بنيامن نتنياهو التي اصيبت بحالة من السعار بدأت تستدعي سفراء الدول التي صوتت لصالح القرار للاحتجاج والتقريع، ولكنها لن تجرؤ على استدعاء سفراء الدول العظمى، وان تجرأت ستواجه بالاحتقار والازدراء.

يجادل البعض محقا، بان هذا القرار لن يكون مهما، مثل قرارات عديدة صدرت عن الامم المتحدة ومجلس الامن ومنظماتها الاخرى، لان كيان الاحتلال الاسرائيلي لم يلتزم بها، ولم تنفذ اي منها، ولكن في زمن الهوان والضعف العربي، بتنا نبحث عن اي صفعة دبلوماسية توجه الى هذا الكيان الغاصب، مهما كانت ضعيفة او غير مؤثرة.

القرار كان مهما، حتى لو كان مجرد جرس انذار لكيان الاحتلال، الذي وضع نفسه دائما فوق كل القوانين الدولية، وتمتع بحماية من الغرب الاستعماري، لانه يعكس حالة القرف التي تسود العالم من جراء ممارساته العدوانية والاستيطانية، وجرائم الحرب التي يرتكبها في حق الامتين العربية والاسلامية.

من يتابع حالة الارتباك التي يعيشها نتنياهو وحكومته وسفراؤه واللوبيات الداعمة له، بسبب هذا الارتباك يدرك ما نقول.

رأي اليوم .. بتصرف

2-4