احرار البحرين تندد بالنظام الخليفي لتعرضه للشيخ عيسى قاسم

احرار البحرين تندد بالنظام الخليفي لتعرضه للشيخ عيسى قاسم
الإثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٩:٠١ بتوقيت غرينتش

نشرت حركة احرار البحرين الاسلامية بيانا وصلت العالم نسخة منه، تحت عنوان "صمود منقطع النظير يسطره شعب يواجه نظاما مجرما"، تعرضت خلاله الحركة للخطأ القاتل الذي يرتكبه النظام البحريني بتعرضه لآية الله الشيخ عيسى احمد قاسم بالسوء.

العالم - البحرين

اليكم نص البيان لحركة احرار البحرين الاسلامية:

يرتكب الطاغية الخليفي خطأ قاتلا اذا اعتقد ان بامكانه ان يتعرض لشخص سماحة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم بالسوء، ويكفيه ان ينظر الى من تعرض لمثله سابقا والى اين آل امره. في العشرينات قتل جلاوزة عيسى بن علي الشيخ سعيد العرب من بني جمرة، فلم يكد يمر عام الا وقد رمي ذلك المجرم في مزبلة التاريخ على يدي الميجور ديلي، المعتمد السياسي البريطاني. وحين قام والده بسجن المرحوم الشيخ عبد الامير الجمري، الذي مرت الاسبوع الماضي الذكرى العاشرة لرحيله، لم يلبث الا هنيهة حتى سقط هو الآخر في تلك المزبلة، ولم يحظ حتى بتشييع ملائم يليق بمنصبه. وهاهو الشعب يهتف يوميا باسم الشيخ الجمري، قائد انتفاضة التسعينات المباركة، ويلعن من سجنه وأهانه الذي انتهى ذكره ومسح من ذاكرة الوطن. ولاحقت روح (الشهيد) السيد موسى الصدر معمر القذافي حتى سقط ذليلا وقتل شر قتلة. ولم يعد هناك من يذكره الا بالتهكم والازدراء. اما السيد موسى الصدر فقد بقي علما على رؤوس الاشهاد، يتغنى به اللبنانيون وكل من يعشق الحرية والعلم والايمان. لقد تعرض حملة رسالة السماء، من انبياء وآئمة واوصياء ودعاة للقتل والتنكيل قرونا، وما يزالون يتعرضون لاصناف العذاب.

طاغية البحرين قرر الانتحار لانه لم يقرآ تاريخ من سبقه من الطغاة، وها هو يكرر جرائمهم معتقدا ان بامكانه الافلات من القانون الالهي الذي لا يستطيع احد تعويق نفاذه: ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم خيرا لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب عظيم". وتوجه القرآن الكريم لتحذير الطغاة الذين يستضعفون المؤمنين وينكلون بهم قائلا:  يوم نبطش الكبرى انا منتقمون. وفي آية اخرى يقول الله سبحانه وتعالى: انا من المجرمين منتقمون. هذا الصعلوك الخليفي يتطاول على السماء ويظن ان الدعم الانجلو – امريكي سوف يقيه من غضب الرحمن. وحين بعث مرتزقته صباح الاربعاء الماضي لارهاب المواطنين بمنطقة الدراز والمرابطين على واحد من اقدس ثغور الاسلام حول منزل سماحة الشيخ عيسى قاسم، كان يظن انه سوف يحتمي بقصوره التي شيدها باموال الشعب المنهوبة، ولم يقرآ الآية الكريمة: "وظنوا انهم مانعتهم حصونهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب". انه مرعوب باصوات الثائرين الذين يهتفون كل يوم: يسقط حمد. وكلما سمعها اوعز لجلاوزته بتغليظ الاحكام الجائرة بحق شباب الوطن. وها هو يخشى من سجين مثل رضا الغسرة ليرفع احكام سجنه الى 215 عاما. بل انه يخاف من طفل صغير اسمه احمد العرب، فينتقم منه بسجنه 160عاما. ألا تخجل؟ ألا تستحي؟ ألا ترعوي؟ متى كان السجن حماية للطغاة؟ متى كاىنت القيود قادرة على كسر شوكة الابطال؟ ومتى استطاعت الاقفاص كبح جماح ليوث الشرى؟

لقد عاش شعبنا البحراني في عهد هذا الطاغية أحلك الحقب الخليفية، فما زاده بطشهم الا تصميما على اسقاط حكمهم العفن. ولشدة ضعف هذه العصابة المجرمة استقدمت الجيوش من اصقاع الارض لحمايتهم من غضب الشعب. ومع ذلك فهم يرتعدون من هتاف شباب الثورة، فينتقمون بالمزيد من الظلم والاحكام الجائرة. لقد اعمى الله ابصارهم وبصائرهم، فلم يهتدوا الطريق، بل انحدروا الى اسفل سافلين، فراح رموزه يكشفون ضعفهم بالتصرفات المشينة التي تعبر عن ضعف وليس قوة. ولكن ثوارنا لهم بالمرصاد، فلن يتركوهم ينعمون بما حرموا الناس منه. ولقد كانت فعالياتهم لاحياء عيد الشهداء شهادة حية على يقظتهم ووعيهم واصرارهم. لقد أفسدوا على الطاغية ذكرى عيد جلوس جده المقبور، وأحالوا البلاد الى مضمار سباق محتدم بين الحرية والاستبداد، بين الشعب الاصيل والمحتل الدخيل، بين عشاق الحرية والايمان والعدل ونظام القمع والانحراف والظلم. هذا هو الشعب الذي لم يهن منذ ان أعزه الله بالاسلام، ولم يتخاذل عن اداء واجبه منذ ان فتح الله بصيرته على الثورة والتغيير. هذا الشعب لم يساوم محتلا من قبل، بل تصدى ابطاله للاحتلال البرتغالي وقتلوا قائده، فارغموه على التعجيل بالخروج من البلاد، فبرغم ان وجوده بمنطقة الخليج (الفارسي) استمر 150 عاما الا انه لم يستطع البقاء في البحرين الا ثمانين عاما (1521-1602). وتضافرت جهود ابنائه لموجهة الاحتلال البريطاني، فشهدت خمسينات القرن الماضي انتفاضة عارمة استمرت اكثر من عامين، واستشهد العديد من ابناء الوطن في مواجهات مع القوات البريطانية خصوصا بعد العدوان الثلاثي على مصر في 1956. وهناك من الجيل الحاضر من شارك في انتفاضتي 1956 و 1965 التي كان هتاف المشاركين فيهما: يسقط يسقط الاستعمار. واليوم يقف المخلصون من ابناء الوطن الاصليين (شيعة وسنة) على ارضية وطنية صلبة مطالبين برحيل الاحتلال السعودي المقيت، وعدم الرضوخ للواقع المفروض بقوة السلاح.

يا شعب البحرين الأبي:

في الاسبوعين الماضيين نجح شبابك في امور عديدة: اولها انهم أحيوا يوم عبد الشهداء برغم انف الطاغية، وسيطروا على الشوارع ومداخل المناطق السكنية وهتفوا باسم الشعب مطالبين باسقاط حكم الطغمة الخليفية المتخلف، وأسمعوا العالم صرخات ضحايا القتل والتعذيب. في ذلك اليوم انتفض الشعب مجددا وثبة رجل واحد وكالوا الصاع صاعين للمحتلين والعابقين بامن الشعب والوطن، وحطموا كبرياءها وكسروا شوكة مرتزقته. ثانيها: انهم هبوا للدفاع عن سماحة الشيخ عيسى قاسم حينما بعث الديكتاتور مرتزقته للاعتداء على ساحة الفداء في الدراز لارعاب اهلها وجس نبضهم. كان موقف جنود الله مشرفا، فقد هبوا لفداء الشيخ بارواحهم، وهو فداء للاسلام الذي يتعرض للعدوان القبلي بدون توقف منذ العصور الاولى للاسلام العظيم. الثالث: انهم واصلوا رصدهم للقوى الاجنبية التي تدعم الحكم الخليفي العفن، وبحثوا عن مصادر تسليحه، وسعوا لوضع هذه المصادر على قائمة الجهات التي يجب ان تقاضى امام المحاكم الدولية خصوصا اذا استمرت في امداده بما يساعده على اضطهاد الاغلبية السكانية ذات الجذور التاريخية الممتدة الى ما قبل احتلالهم البلاد. هؤلاء النشطاء سيحاصرون الجهات الداعمة للنظام الديكتاتوري الظالم، ويسعون لمقاضاتها امام الجهات الدولية ذات الاختصاص. رابعا: ان ثوار الشعب استطاعوا مواصلة المشوار بدون توقف على مدى السنوات الست الماضية، وهاهم يودعون العام الحالي بصمود واصرار على مواصلة الثورة بكافة اشكالها السلمية حتى تتحقق مطالب الشعب العادلة. فلا معنى للتعايش مع السرطان الخليفي المعادي للانسانية والاخلاق والقيم، وليس من حق احد اجباره على الرضوخ لطغمة تقتل وتسجن وتعذب وتنفي وتسحب جنسية السكان الاصليين، وتهدم المساجد وتضطهد رموز الدين والهوية الوطنية، وتفرض سياسات عنصرية لتفتيت الوحدة الوطنية والتمييز بين مكونات الوطن على خلفيات عرقية او مذهبية. الخامس: ان الثوار عاهدوا شهداءهم على الحضور الدائم في الميادين، والوفاء لدمائهم الزكية وعدم التفريط بثوابت الثورة او المساومة عليها، او القبول بما يحفظ للخليفيين موقعهم الذي استغلوه لمواصلة العدوان على السكان الاصليين. انه عهد الابطال، برعاية الله المقتدر الجبار الذي لا يخيب من سأله ولا يقطع رجاء من رجاه، وهو نعم المولى ونعم النصير.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

2