امن تركيا يبدأ تفكيك هيكلية "داعش" مع بدء تدفق اعترافات "كنز المعلومات" المعتقل

امن تركيا يبدأ تفكيك هيكلية
الخميس ١٩ يناير ٢٠١٧ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

بالتزامن مع بدء تدفق اعترافات منفذ هجوم الملهى الليلي في اسطنبول والذي وصفته وسائل الإعلام التركية بـ"كنز المعلومات" بدأ الأمن التركي بأضخم حملة أمنية ضد جماعة "داعش" الارهابية.

العالم - العالم الاسلامي

ودون توقف تواصل الجهات المختصة التركية التحقيقات المكثفة منذ 48 ساعة مع «سفاح اسطنبول» على أمل جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات في أسرع وقت التي ستقود لكشف المزيد من خلايا جماعة "داعش" المنتشرة في العديد من المحافظات التركية.

وبعد أن اعترف المهاجم بأنه كان على صلة بأحد عناصر الجماعة في مدينة بورصة غرب البلاد، تمكنت السلطات التركية من تفكيك شبكة كبيرة تابعة للجماعة في هذه الولاية الهادئة وأوقفت في حملة أمنية كبيرة 27 شخصاً بينهم 15 إمرأة، وقالت إنها تشتبه بصلتهم بالجماعة وعلاقتهم بهجوم اسطنبول.

ونقلت وسائل الإعلام التركية عن مصادر أمنية قولها إن فرق مكافحة الإرهاب توصلت إلى معلومات عن انتقال شخص كان يقيم مع منفذ هجوم النادي الليلي في منزل بولاية قونية وسط البلاد، إلى ولاية بورصة. وانطلاقاً من هذه المعلومات رصدت فرق مكافحة الإرهاب تحركات الشخص ومن تواصل معهم، ونفذت شرطة المهام الخاصة 7 مداهمات متزامنة أوقفت خلالها 27 شخصاً.

ويحمل المعتقلون جنسيات طاجيكستان، وأوزبكستان، وقرغيزستان، وتركستان الشرقية. وعثرت الشرطة خلال عمليات تفتيش أحد المنازل، على 40 جواز سفر، و38 بطاقة حماية مؤقتة مزورة، و15 هاتف نقّال.

وفي إسطنبول، طلبت محكمة تركية حبس 28 شخصاً من أصل 33 تم توقيفهم في عملية قالت وسائل الإعلام إنها استهدفت البنية الأساسية لداعش  في مدينة اسطنبول وتعتبر بمثابة «ضربة موجعة» لقيادة الجماعة التي تمتلك شبكة واسعة من العناصر داخل الأراضي التركية. كما تم اعتقال قيادي بالجماعة من طاجيكستان يعتقد أنه الذي قاد عملية التواصل بين المهاجم وقيادة الجماعة في سوريا.

وفي سياق متصل، ألقت قوات الأمن التركية، الأربعاء، القبض على 9 أشخاص مشتبهين بصلتهم بجماعة داعش، في ولاية قونية وسط البلاد. وذكرت مصادر أمنية أن فرقا تابعة لمديرية أمن الولاية نفذت عمليات مداهمة على عدة أماكن بالتزامن، ونجحت في القبض على 9 أشخاص، فضلا عن مصادرة بعض الوثائق والمستندات.

وأمس أيضاً، تمكنت قوات الأمن التركية في ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا من مصادرة متفجرات وصواعق، ضمن عملية أمنية ضد الجماعة، وقامت فرق مكافحة الإرهاب باعتقال شخص كان ينوي تنفيذ عملية انتحارية وبناء على اعترافاته عثرت قوات الأمن على كيس مدفون في الأرض في منطقة أقجا قلعة في الولاية، يحتوي على 3 كيلو و560 جراما من مادة تي إن تي المتفجرة، و3 صواعق قنابل يدوية، وعدد من المستلزمات التي تستخدم في التفجيرات.

وألقي القبض أمس الاول على مشاريبوف في شقة بإسطنبول، ومعه رجل عراقي و3 سيدات من دول إفريقية إحداهن مصرية، وقال والي اسطنبول واصب شاهين في تصريحات صحافية أنه ضبط بحوزة مشاريبوف 197 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى مسدسين، وخزانة رصاص.

وأكد وزير العدل التركي بكر بوزداغ أن جميع المعطيات تشير إلى صلة داعش بهجوم اسطنبول، وأوضح أن «الشرطة تتبعت تحركات مشاريبوف من خلال تحليل جميع المعطيات التي تتعلق به بداية من تسجيلات الكاميرات والمعلومات الرقمية وحتى أدق التفاصيل، حيث تمت تعبئة كافة الإمكانيات لإلقاء القبض عليه».

وقال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش «من هي القوة الحقيقية التي تقف وراء الهجوم التي وجهت المعتدي أو المعتدين؟ نأمل الآن في كشف كل الحقائق».

وحسب صحيفة حرييت التركية التي نشرت جانبا من نص الاعترافات فإن منفذ الهجوم خطط للقيام بالعملية في ساحة تقسيم المركزية السياحية وسط اسطنبول، وقال: «وصلتني التعليمات من أحد أمراء داعش في الرقة بضرورة تنفيذ العملية في ليلة رأس السنة في شارع تقسيم، ولكن عقب عمليات الكشف النهائية وصلت إلى نتيجة أن الأمر صعب جدا بسبب الإجراءات الأمنية المكثفة».

ويضيف المنفذ حسب الصحيفة: «ركبت تاكسي وتجولت في مناطق الساحل واخترت نادي رينا حيث لم تكن هناك إجراءات أمنية تعيق العملية ومن ثم عدت إلى التواصل مع الأمير من خلال قناة اتصال بيننا وأخبرته بذلك والأمير وافق على تنفيذ العملية في ملهى رينا.. كانت الساعة 22:00 عدت إلى زيتين بورنو وجهزت نفسي وأخذت السلاح وتوجهت مجددا إلى اورتاكوي كوي ونفذت العملية في رينا».

وترجح مصادر تركية أن المنفذ وعلى الرغم من قيامه بالعملية بقرار من داعش إلا أنه على الأغلب نفذها بدافع الحصول على المال «قاتل مأجور»، حيث تم العثور على قرابة 200 ألف دولار في مكان اختبائه يُرجح أنها وصلت إليه من قيادة الجماعة في سوريا، ولفتت إلى أن المهاجم أبدى حرصا كبيرا على حياته ولم يكن يسعى إلى الموت على خلاف جميع منفذي الهجمات الأخرى للجماعة.

وذكر موقع «خبر 7» أن الشرطة التركية توصلت إلى مكان تخفي المهاجم، عقب سلسلة عمليات وتحقيقات، كان أهمها حين اعتقلت 3 مواطنين أوزبكيين في ولاية هاتاي قبل أيام ممن هم على صلة بـ «ماشاربيوف».

ولفت الموقع إلى أن ماشاريبوف أُصيب بالذعر والخوف إثر عملية الاعتقال تلك، ما جعله يجري اتصالا مع خلية تتبع لداعش في ولاية كونيا، ثم انتقل إلى منزل في منطقة إسنيورت حيث قبضت عليه الشرطة، وأشار الموقع إلى أن الشرطة عثرت عليه مختبئا تحت السرير، وأن أولى كلماته كانت باللغة التركية حين خاطب عناصر الشرطة قائلا «لا تقتلوني».

وكشفت مصادر أوزبكية أن عبد القادر ماشاريبوف، كان مدرجا على قائمة المطلوبين في أوزبكستان، لانتمائه لتنظيمات إرهابية. ونقلت الأناضول عن مسؤول أمني قوله «ماشاريبوف غادر أوزبكستان، قبل 6 أعوام وتوجه إلى أفغانستان والسلطات الأمنية الأوزبكية أدرجت اسمه في قوائم المطلوبين أمنيًا، بعد ورود معلومات استخبارية حول انتمائه لتنظيم إرهابي في أفغانستان».

المصدر: القدس العربي

2-112