الجيوسي: “إذلال” علم أمريكا في مطار إيران: “عنتريات” لا نجرؤ عليها

الجيوسي: “إذلال” علم أمريكا في مطار إيران: “عنتريات” لا نجرؤ عليها
السبت ٠٤ فبراير ٢٠١٧ - ٠٨:٤٦ بتوقيت غرينتش

مُؤسف حقّاً أن تخلو صفحات النجوم الدعاة، من أي تعليقٍ “عابرٍ” حول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع دخول مواطني 7 دول إسلامية مُعظمها عربية الولايات المتحدة الأمريكية، نقول مُؤسف لأن هؤلاء هبّوا هبّة رجلٍ واحد حين تعلّق الأمر بتهجير السوريين مثلاً، أو منعهم على يد النظام السوري من “الحياة”، مُؤسف لأنهم قالوا لنا ذات يوم هم أنفسهم أن المؤمنون أخوة وجسد واحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، يبدو أن الجسد هذه المرة تناول “مُضادّاً حيوياً” صُنع في أمريكا!.

العالم - العالم الاسلامي
تمنّيت لو أجد مقطع فيديو واحد لأيّ واحدٍ منهم، ينتقد ترامب والإدارة الأمريكية، أو يدعو حكومته إلى وجوب التحرّك السريع تُجاه هذا “الطاغية” العُنصري، الذي لم يجرؤ أحد، حتى ليدعو عليه بالمرض، أو الشلل وإن كنّا ضد هذه الطريقة الساذجة في محاولة القضاء على “الخصوم” أو “الأعداء”!.

تصمت الشعوب الخليجية تماماً أو أُجبرت على الصمت المُطبق تُجاه الأحداث، خلا موقع التدوينات القصيرة “تويتر” من أي وسم نشط معارض لقرار ترامب ضد المسلمين، وانشغل الجميع خلال تظاهر الآلاف في أمريكا ضد قرار ترامب، في وسم “هاشتاق” سخيف حمل عنوان “هل تسمح لزوجتك بتناول الخيار”، والذي حمل إيحاءات جنسية بالطبع!.

في السعودية تحديداً، ونذكر المملكة لأنها “الشقيقة الكبرى”، وخادمة الحرمين، هناك أنشودة في أحد الكتب الدينية، تقول كلماتها: “مُسلمون.. مُسلمون.. مُسلمون.. يا أخي في الهندِ أو في المغربِ لا تسل عن عُنصري عن نسبي، إنه الإسلام أمي وأبي، إنه بيتي وجسدي، لعلّهم أخبرونا أن الإسلام “أمي وأبي”، لكنهم لم يُخبرونا أن الصمت ممكن أن يكون اختيار في حضرة من يمنعون المسلمين “أمي وأبي” الدخول إلى بلادهم، لا بل ونُدافع عن قرار من وقف في وجههم، في أمريكا لا بد لهم أن يسألوا عن ديني، ليقولوا إنه الإسلام، أخرج أيها المسلم من بلدي!.


عنتريات إيرانية!
على شاشة قناة “SA24″ وضمن برناجها اليومي الحواري، والذي ناقشت حلقته “التعدّيات الإيرانية”( بحسب تعبيره )، يُقلّل أحد المحللين الصحفيين من أهمية “العنتريات” الإيرانية التي تكمن في إظهار مظاهر العداء للولايات المتحدة، خاصّة تلك التي تتعلّق بوضع العلم الأمريكي على الأرض، ويُؤكّد أن وضع علم أمريكا في مطار طهران، ويعلوه العلم الإيراني ليس إلا شكليات، فميزان القوى برأيه لا يُقاس بتلك التصرفات “الصبيانية” البعيدة كل البعد عن الدبلوماسية، بحسب وصفه.

بالطبع “إذلال” العلم الأمريكي على الأرض، أمر لن يقضي على “الجبروت والطغيان” الأمريكي، وهو أمر ليس دبلوماسياً كما يقول الزميل الصحفي، لكن هذا الإذلال الذي تعمّدت السلطات الإيرانية وضعه في مطارها، وعلى مدخل بلادها لعلم أعظم دولة، والذي يصفه الزميل بالعنتريات لا يجرؤ عليه أي نظام عربي، ولو من باب “الاستعراض” حتى، لأنه يترتّب عليه إغضاباً للحليف الأمريكي الذي يحسب حساب غضبه، وهذا التصرّف لم يأتِ اعتباطاً، بل جاء في سياق الرد المدروس على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منع الإيرانيين دخول بلاده، وهو أيضاً ما قابلته إيران بالمِثل.

لا ندري في الحقيقة، ما هي الدبلوماسية التي يريدنا الزميل الصحفي اتباعها حتى ننال رضاه ورضا الأمريكي، أهي تلك التي تتم في السر وتتضمن تنازلات، أم تلك التي تتعهد فيها دول بعينها دفع “الجزية” مقابل الحماية الأمريكية، أم أن الدبلوماسية تُوجبها علينا الشريعة الإسلامية، حتى نعد العُدّة، يا سيدي ها هي إيران أعدتها، بل صفعتنا، وأحرجتنا حين دعمت مقاومتنا، بل وأذلّت الأمريكي حليفنا، أفلا تعقلون؟!.

خالد الجيوسي / راي اليوم

109-1