الأراکي: الثورة الإسلامية مصدر تحول على صعيد المنطقة والعالم

الأراکي: الثورة الإسلامية مصدر تحول على صعيد المنطقة والعالم
الخميس ٠٩ فبراير ٢٠١٧ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

أصدر الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محسن الأراكي بياناً بمناسبة حلول الذكرى الـ38 انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أكد فيه أن التحول الذي أوجدته الثورة الإسلامية لم يقتصر على الداخل الإيراني وإنما أضحا مصدر تحول على صعيد المنطقة والعالم.

العالم ـ إيران

ولکم فیما یلي نص البیان:

"بسم الله الرحمن الرحیم
والفجر و لیال عشر
سلامُ لمطلع الفجر، اشراقة السحر وانفجار النور.
الذكرى السنوية لانتصار الثورة الإسلامية في إيران تعيد إلى الأذهان ثبات شعب أبيّ على مرّ التاريخ، استطاع أن يخطو بعزم راسخ وخطوات ثابتة على طريق العزة والكرامة.
شعب تلقى نداء إمامه الداعي إلى الحرية بروحه وكيانه، ونزل بسلاح الإيمان إلى ميدان المواجهة.. جاء لإزالة معالم الطاغوت، وجعل نداء الحرية والتحرر يتردد صداه في ربوع إيران.
لقد برهن الشعب الإيراني لشعوب العالم في بهمن عام 1357 شمسي (الحادي عشر من شهر شباط/فبراير عام 1979) أن بالإمكان تحقيق النصر، دون الاعتماد على الغرب أو الشرق، وبالاتكال على الله وحده، وبوحدة الكلمة -شعار الامام الخميني الخالد ملهم الامة- والعيش بعزة وكرامة.
حدث عظيم حققه الشعب الإيراني المسلم بتعاضده وتآزره.. إذ استطاع بفضل تمسكه بنداء الوحدة أن يوجد سيلاً عارماً جرف قصور الطاغوت وهدم عروشه على رؤوس الظلمة والضالين، وأزال بساط النظام الشاهنشاهي إلى الأبد، كي يتنفس ويحيا في ظلال الحكومة الإلهية.
وعلى الرغم من انقضاء نحو أربعة عقود من عمر الثورة الإسلامية المباركة، لازال نهبة العالم يطمعون بثروات وخيرات هذه الأرض. لقد حاولت الذئاب المفترسة مراراً وبشتى السبل، النفوذ إلى قلب الأمة والفت في عضدها والحد من عزمها وإرادتها.
لاشك أن التحول الذي أوجدته الثورة الإسلامية لم يقتصر على الداخل الإيراني، بأن يحل نظام الجمهورية الإسلامية محل النظام الشاهنشاهي المنحوس، وإنما أضحت مصدر تحول على صعيد المنطقة والعالم أيضاً، وبثت الأمل في نفوس الشعوب المظلومة المضطهدة، وكانت مدعاة لظهور النهج المقاوم ضد الطغاة المستبدين والناهبين الدوليين، على صعيد المنطقة ومختلف أنحاء المعمورة.
لقد استطاع النهج المقاوم الذي أوجدته الثورة الإسلامية، أن يوقظ الشعوب طوال السنوات التي اعقبت انتصار الثورة الإسلامية، وذلك بفضل حكمة وتدبير الإمام الخميني (قدس سره)، ومن بعده خلفه الصالح ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (مدّ ظله العالي) وأن يقض مضاجع الصهاينة والمستعمرين والقوى العظمى المستكبرة، وسوف يتواصل هذا النهج بمشيئة الله تعالى حتى تحقق النصر النهائي.
وفي ظل الظروف الراهنة، حيث تتكالب الهجمة الشرسة الشاملة التي يشنها العالم المستكبر وأذنابه، لاستهداف الفكر المقاوم ودعاة الحرية والتحرر، فإن سرّ مواصلة تحقيق الانتصارات يكمن في وحدة الكلمة، وهو وحده الذي بوسعه إبطال سحر أحابيل ومخططات المستكبرين. وحدة الكلمة بين جميع الفرق والمذاهب الإسلامية، سواء على صعيد الداخل وبالنسبة للعالم الإسلامي على حد سواء، التي تعد اليوم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت آخر.
وبمناسبة حلول الذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة، أتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى أبناء الشعب الإيراني النبيل، وإلى الشعوب المسلمة في العالم، وكافة المسؤولين المثابرين، وإلى سماحة القائد المفدى (مد ظله العالي)، وسوف نبرهن - بعون الله تعالى - في الثاني والعشرين من شهر بهمن 1395، مرة أخرى للعالم أجمع من خلال مشاركتنا المليونية الملحمية في مسيرات إحياء ذكرى الثورة، وتجديد البيعة مع أهداف الإمام الراحل السامية والشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن، وكذلك تجديد البيعة مع مقام الولاية، نبرهن للعالم مدى عظمة قوتنا واقتدارنا ووحدة شعبنا المقرونة بعظمة إيران.
محسن الأراكي
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية"

104-4