"الأموية الدمشقية في خطر.. من الهلال الخصيب الى الهلال الشيعي.."!

الأحد ٠٥ مارس ٢٠١٧ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

ان أسوأ قصص الحب العذري هي التي تنتهي بالزواج على سنة الله ورسوله من أجل ستر فضيحة.. وان أسوأ العيون هي عيون النساء الجميلة الحوراء التي تلهم الشعراء وتدوخ القصائد ولكنها تكون عمياء.. أما أسوأ الأجساد فهي تلك التي تكون ممشوقة ومقدودة من العنفوان والشباب ولكن قلبها مترهل مجعد كقلب العجوز..

ودعوني أضيف بأن أسوأ الكلام هو ذاك الذي تبنيه مفردات العفاف ويحاول ستر الرذيلة بالشعارات؟؟ ألا أدلكم على كلمات عيونها جميلة وجسمها رشيق ولكنها عمياء وقلبها مترهل ولاتشبه الا فضيحة مضمخة بالرذيلة؟؟ انها شعارات الثورة السورية عن أموية دمشق.. شعارات في قلبها المترهل يسكن الفناء والفضيحة.. وتتمرغ الرذيلة على جسد الرذيلة.. ولكني لااعبأ بقلوب مترهلة متمرغة بالرذيلة بل مايهمني ألا يترهل قلب دمشق.. قلب دمشق الذي تكلله شعارات ثورة الرذيلة..

كلما راجعنا الذرائع التي تتسلح بها القوى المعارضة بكافة أصنافها غالبا العلمانية منها والاسلامية نجد أنها في معظم مناوراتها تلجأ دوما الى الذريعة المذهبية التي تشكل المحرك والذراع الرافع لعصبيتها وموقفها.. ومن هذه الرافعة يراد تقديم مشروع طائفي تقسيمي عبر الدستور سيكون أسوا من خطوط التقسيم الجغرافية حتى وان لم تقسم البلاد لأن تقسيمات النفوس والدستور أسوأ من تقسيمات الأرض.. وعندما يراد التغطية على مذهبية الثورة التي قد تحرج بعض من يرتدي ربطة عنق ويدخن الغليون ويشرب المارتيني والويسكي ويدعي العلمانية فان البديل الثقافي للشعار الطائفي جاهز وهو أن الثورة لاتدافع عن المذاهب ضد المذاهب بل تدافع عن حقيقة تاريخية ناصعة تتجلى في "أموية دمشق" كرمز تاريخي عزيز على نفوس أهل الشام.. وهذه الأموية تتعرض للتآكل والاهانة وتجتاحها أحيانا المجموعات اللاأموية.. ناهيك عن أن من يحكم دمشق يجب أن ينتمي الى أهل السنة.. لأن غير هذا لايستوي مع الحقيقة التاريخية البدهية التي تتلخص بأموية دمشق مما يضر بالمنطق السليم الذي يقتضي الاعتراف دوما بهذه الحقيقة في كل شيء.. فلا يمكن ان تكون أموية دمشق في وجود الجامع الأموي دون ان تكون أيضا في قاسيون.. !!

ولاشك اننا سمعنا كثيرا عن تهويلات وتحذيرات تريد تخويف الناس واعادتهم الى القرن الأول الهجري وتزعم ان هناك هلالا شيعيا يتشكل.. رغم الحقيقة المذهلة هي أن الهلال الشيعي جغرافيا هو أقرب مايكون الى الهلال الخصيب الذي كان حلم القوميين العرب وكان الايقونة التي يدرسها الطلاب في التاريخ وعملت أجيال عديدة على تحقيقها.. وعندما بدأ يتشكل الهلال الخصيب ويخضرّ في الوعي الحالي للجيل القومي في القرن الماضي في مرحلة مابعد الاستقلال تمت مهاجمته وصبغه بتهمة جديدة وأطلق عليه.. الهلال الشيعي.. فقد حول الغاوون ودهاقنة الاعلام مصطلح وحلم الهلال الخصيب في لاوعي جيل الاسلاميين الى اسم جديد هو الهلال الشيعي الذي سيلتهم دمشق الأموية.. ورغم أن الهلال الخصيب التاريخي الأزلي يقع على مسار الهلال الشيعي المزعوم الذي صممته آلة اعلامية جهنمية.. الا أن قتل الهلال الخصيب تم باطلاق مصطلح جديد مسعور اسمه الهلال الشيعي.. فأكل الهلال الشيعي الهلال الخصيب من النفوس وطرده من العقول.. وكلنا نذكر الغضب الهائل الذي ترافق بتحرير مدينة القصير لان احدهم رفع راية الحسين على مئذنة احد المساجد الشيعية ووصل الامر بالتحريض أن نائبا كويتيا أمر بالثأر من قرية في شرق سورية ونحر اهلها بالسكاكين حتى الأطفال منهم.. وكأن من نحر الهلال الشيعي كان دون أن يدري ينحر الهلال الخصيب الذي ألبس لباس الهلال الشيعي..

وكثيرا مارأيت تصريحات مفكرين ومثقفين تنأى بنفسها عن الخطاب المذهبي لكنها تتمسك به بشكل خفي عندما تحوّل النقاش الى وجه مذهبي آخر مقنع بالحقيقة التاريخية بالاشارة الى وجوب الانتباه الى ان دمشق هي العاصمة الأموية ويجب أخذ هذا في عين الاعتبار في اي نقاش للحل السياسي وعدم الاعتداء على الحتمية التاريخية بأن دمشق هي القلب الأموي الذي شكل اول امبراطورية اسلامية.. ولاندري كيف يتم اختيار جزء يسير من التاريخ عمره 90 سنة واعتباره يلخص كل دمشق التي بلغ عمرها آلاف السنين.. ولكن قاع هذا الكلام الذي يلخص كل دمشق بحقبة 90 سنة هو مذهبي يريد ان يقول بأن احترام الفترة الاموية هو ما شحن أهل السنة للانضمام للثورة من أجل الحفاظ على أموية العاصمة السورية دمشق التي يتعرض تراثها الأموي الى الاهانة لأن من يحكم انما يتجاهل هذه الحقيقة الأصيلة ويريد الحاق الاهانة والثأر بالحقبة الاموية عبر التواصل مع الثقافات اللاأموية في ايران والعراق ولبنان!!! ..

وقد اقام مثقفون سوريون القيامة لأن هناك محاولة لسرقة دمشق من حضنها الأموي.. وتباكى البعض على حدوث تلك الرزية والعار في أن دمشق لاتخضع لحكم يحترم الخصوصية الأموية ولايمكن نسبه الى الثقافة الأموية بل تتعرض لاجتياح صفوي وشيعي.. ومن يفتش في كتابات وتصريحات الثوار بمختلف مشاربهم وخاصة الاسلاميين منهم سيجد انها لاتكاد يوما تخلو من الدعوة لاعادة الكرامة الأموية لدمشق التي كما يقوم الصهاينة بتهويد القدس وسرقة كل معالمها العربية والاسلامية ونشر الاستيطان واقتلاع السكان فانها تمربعملية موازية اخترعتها المعارضة السورية بمختلف صنوفها وادعت أن دمشق تتعرض للتشييع (وهو مصطلح تعمد صناعه ان يكون على وزن وقياس مصطلح التهويد في القدس).. وأن هناك اقتلاعا للسكان الدماشقة وترحيلهم وتهجيرهم لاحلال مهاجرين (ايرانيين أو شيعة) محلهم (على غرار الاستيطان الصهيوني للقدس وفلسطين).. وهذه في علم سيكولوجيا الاعلام لايمكن الا أن تكون من انتاج مخابر الموساد "الاسرائيلي" التي أحلت الصراع المذهبي محل الصراع الوجودي على الأرض.. والتي استبدلت في العقل الباطن الشرقي مفهوم الاستيطان الايراني والشيعي بالاستيطان "الاسرائيلي".. والتشييع بدل التهويد.. والهلال الشيعي بدل الهلال الخصيب..

وصل الأمر بالهلوسة أن بعض المنشآت العمرانية في دمشق يفسرها هؤلاء العباقرة على أنها اذلال للعهد الأموي في دمشق لصالح العهد الحالي وللوجود الايراني.. فيقول أحدهم ان هناك أعمدة في احدى ساحات دمشق تمثل خلفاء بني أمية ينظرون بخضوع نحو قاسيون حيث قصر الشعب وهذا يراد منه الثأر من الرمزية الأموية لدمشق لكسر التاريخ من عنقه الأموي.. وطبعا في هذا الزعم الأخرق أيضا محاولة لنسخ الاتهام الذي عرف عن التجربة العمرانية الماسونية والباسها على مقاس نظام الحكم في دمشق.. فالحركة الماسونية عرفت أنها تترك رموزا عمرانية غامضة تعبر عنها في كل بناء تصممه.. حتى ان أحياء كاملة في الغرب وعواصم أوروبة تم تصميمها لتشبه عين الماسون التي لاترى عندما تراها العين عن قرب.. ومن جديد فان الحكم في دمشق تلصق به تهمة أنه له سلوك الماسونية الخفية وأفعاها التي تتسلل بجسدها خلسة لتستقر في رموزها العمرانية التي تثأر من خلفاء بني أمية..

ويتسابق حتى المثقفون العلمانيون والذين يعرفون انهم من رواد الملاهي الليلية والبارات الى الدفاع عن أموية دمشق بحجة أنهم ليسوا اسلاميين ولكنهم معنيون بتاريخ دمشق ورمزيتها الأموية وتصويب مسار التاريخ الذي يهدد أموية دمشق التي اهينت عندما صارت تتعاون مع أعداء البيت الأموي في طهران وقم وجلس على كرسي بني أمية في دمشق من لاينتمي مذهبيا الى أهل السنة لأن الأموية صارت رمزا لأهل السنة كما يدعون..

وهنا لابد أن نسأل أسئلة مفصلية عن أموية دمشق؟؟ ومن ذا الذي يهدد فعلا الأموية الدمشقية التي يجب أن نقر أنها في خطر وانها تتعرض للهجوم الخفي المتواصل..

هل اتت أموية دمشق فقط من وجود خلفاء بني أمية في الحكم أم من حقيقة أن دور دمشق كعاصمة للدنيا كان في فترة الخلافة الأموية؟؟.. وماذا تساوي دمشق في التاريخ الاسلامي لو لم تكن عاصمة أول امبراطورية اسلامية؟ وبمعنى آخر هل اكتسبت دمشق أمويتها من احتضانها لعائلة بني أمية أم من الدور الحضاري والسياسي لدمشق ابان الفترة الأموية؟؟ وماذا يساوي الأمويون في التاريخ لو أنهم لم يحولوا دمشق الى مركز من مراكز القوة في العالم بل وماهو دور دمشق في صناعة المجد الأموي؟ أي أن أهمية الخلافة الأموية في دمشق تأتي من الدور الذي لعبته دمشق كمنتصرة وليس كعاصمة مهزومة.. وبأنها كانت تلعب دورا رئيسا في عالمها القديم وليس دورا ثانويا.. وبالتالي هل ستكون دمشق أموية وتباهي بتراثها الأموي لو ان من حكمها بقي يحكم بساتين الغوطة ولم يحكم امبراطورية شاسعة؟؟ بل ماذا يساوي كل البيت الأموي لو أن دمشق لم تكن عاصمة تمسك بالقرار السياسي لمنطقة تمتد من الصين الى اسبانية طوال تسعين سنة من الحكم الأموي واكتفت بالسلطة في دمشق وبساتينها؟؟ ويوصلنا هذا الى استنتاج ان أموية دمشق تتحقق عندما تصبح عاصمة تحكم العواصم ولاتحكمها العواصم وليس لأنها حكمت بخلفاء أحد البيوتات العربية السياسية.. وأموية دمشق ترتفع وترتقي من ارتفاع دورها وارتقائه كقوة سياسية.. وتسقط أمويتها عندما يسقط قرارها السياسي وتتحول الى مذنب تابع لقوة خارجية.. وهذا ماحصل في الفترة العثمانية التي حرمت دمشق من أمويتها لمدة 400 سنة لم يكن من أموية دمشق الا الجامع أما المجد الاموي فكان صفرا لأن العثمانييين حولوا دمشق الى مدينة تابعة لهم بلا مجد ولاقرار ولاسلطة ووضعوا عليها حاكما لايعترف بأمويتها بل بتركيتها.. ولم يحظ قبر معاوية بأي عناية وهو مؤسس الدولة الأموية وأول امبراطورية اسلامية وبقي مهملا دون أن يبنى له مسجد عثماني عظيم مثل بقية سلاطين بني عثمان رغم انهم يعتبرونه صحابيا ومؤسسا لجماعة أهل السنة..

المدن والحضارات لاتستمد مكانتها من أسر ومن عائلات بل من الدور الحضاري والسياسي لها وهي التي تمنح العائلات السياسية مجدها.. فكما أن حلب كانت مجرد مدينة للتجارة تمر فيها القوافل وطريق الحرير فانها حصلت على مجدها ليس من وجود الأسرة الحمدانية فيها وسيف الدولة ووجود المتنبي في بلاطه يلقي عليه الأشعار والمدائح.. بل ان رمزية حلب في التاريخ العربي المشرق والاسلامي جاء كنتيجة لدورها التاريخي في مواجهة عسكرية ضارية مع الروم والبيزنطيين ونهوضها بعزم قدره على قدر أهل العزم عندما تخلت بغداد عاصمة المسلمين عن هذا الدور الحيوي.. ولولا ذلك الدور العظيم والرائد لما تمتعت حلب بالشهرة بسبب اشعار المتنبي وقصة صداقته بحاكمها ودواة الحبر التي سال حبرها على جبينه عندما ضربه سيف الدولة بها.. بل ان حلب هي التي رفعت من شعر المتنبي ومن اسم سيف الدولة لأن الشاعر والملك قد وقفا على كتف حلب.. ولأن القصيدة جدلت كلماتها بأجساد السيوف التي قاتلت الروم في المعارك فنالت هذه الحظوة وهذه الأهمية.. ولولا حلب التي واجهت بيزنطة لما كان المتنبي ولا كان شعره ولما سمعنا بالدولة الحمدانية التي كانت تحكمها أسرة بني حمدان الشيعية-العلوية.. والدليل ان المتنبي لم يتألق في اشعاره في مصر الاخشيدية ولا في بلاد فارس لأن دور مصر الاخشيدية كان هامشيا رخوا لابطولة فيه ولامعارك ولم تكن تواجه عدوا وموجات من الغزاة.. لان المكانة يصنعها الدور الذي تلعبه مدينة أو دولة وليس الزعامة التي تحكمها..

الغريب أن كل من يناطح السماء اليوم من أجل استرداد الحق الأموي الضائع من دمشق انما يريد أن يسلب من دمشق حقها الأموي في السيادة التي منحها لها الأمويون.. لأن ميزة العصر الأموي كانت متمثلة في عروبة الدولة وفي هيبة الدولة المتينة التي لاتخضع لأية عاصمة بل تخضع لها العواصم.. فمن يريد اليوم احلال الحكم العثماني في دمشق يعني بكل بساطة أنه يريد لدمشق الأموية أن تكون من أتباع اسطنبول وان يكون الخليفة الدمشقي من ولاة السلطان العثماني.. ويتحول الوليد بن عبد الملك الذي بنى الجامع الأموي الى خادم صغير عند ملوك بني عثمان.. لأن الحقيقة التي لانقاش فيها هي أن خلفاء بني عثمان لم يكترثوا لأموية دمشق يوما وتجاهلوها وأصروا على محو عروبتها ان لم يكونوا طمسوها نكاية وخوفا منها ولم يعيدوا لها قيمتها الرمزية والمعنوية الأموية طوال 400 سنة من الحكم كانت فيها دمشق ملحقة بالحرملك وماملكت الأيمان السلطانية.. وبدل أن يقال في القصائد (أمويون فان ضقت بهم.. ألحقوا الدنيا ببستان هشام) فان دمشق الأموية كانت ملحقة ببستان بني عثمان ولم يكترث بأمويتها أي من خلفاء بني عثمان.. ولاشك ان حفيدهم اردوغان الذي جاء ليصلي في المسجد الأموي على أكتاف الثوار السوريين لم يأت من أجل أن يعيد المجد لأموية دمشق بل ليسحق مابقي من أمويتها وليعيد دمشق الى بستان أجداده وليوقف كل محاولة لاعادة المجد الأموي.. المجد الذي يتمثل بقوة دمشق واستقلالها وسطوتها على عواصم المنطقة..

وكل من يجادل في الحق الأموي المسلوب ويذهب لاسترداده الى تل ابيب لتساعده على استعادة الحق الأموي فانه لاشك مجنون و يهين الحق الاموي لان تل ابيب لايمكن ان تقبل بأن تكون دمشق أموية في سطوتها واعتدادها بنفسها بل تريد أن تكون أموية دمشق جزءا من دولة "اسرائيل" ضمن مجال شعار (من الفرات للنيل حدودك يا"اسرائيل") .. فكيف تستوي أموية دمشق التي تحكم العواصم في عهد بني أمية وهي تقع في قلب مشروع "اسرائيل" من الفرات الى النيل الذي يريد ان يحكمها حيث قلب دمشق الأموي النابض بيد نتنياهو والصهاينة؟؟

وكل من ذهب الى السعودية وقطر معتقدا أنه يبحث عن العدالة لمظلومية دمشق الأموية وأنه يريد اعادة البهاء الأموي لدمشق من خلال ملوك السعودية وأمراء الخليج (الفارسي) فانه واهم وبوجه الاهانة للمجد الأموي لأن من في الخليج (الفارسي) ملوك صغار ولايحكمون حتى قصورهم وهم يعملون موظفين عند ملوك ورؤساء الغرب ولايمكن أن يعيدوا بتذللهم للغرب شيئاً من أموية دمشق التي تعتز باستقلالها وبأنها هي التي كات تحكم العلاقة مع ملوك الغرب ولن تكون أمويتها بأن يحكمها حاكم أموي لايملك ولاقرار له حتى في حديقة قصره وينتظر الأوامر من احدى السفارات ولايعرف كيف يحفظ كبرياءها..

ان أموية دمشق تأتي من قوتها واستقلالها وتأتي من نفوذها.. والحقيقة التي يجب أن تقال هي أن دمشق حرمت من نفوذها ومن قوتها وسطوتها منذ أن سقطت الدولة الأموية.. الى أن جاء صلاح الدين فأعاد لدمشق قوتها ودورها الذي يليق بها وأعاد لها مجدها عندما قرر أن يحولها الى عاصمة للرفض.. رفض المشروع الصليبي الاستيطاني.. وخاض حربا مع عالم ذلك الزمان.. وأعاد دور دمشق الى سابق عهده.. ولم يكن مشروعه أن يلحق دمشق بأي عاصمة بل أن تلحق بها العواصم..

ومنذ صلاح الدين غابت دمشق عن دورها الأموي الى أن جاءت مرحلة الرئيس حافظ الأسد الذي اعاد لدمشق لأول مرة دورها السياسي وقوتها في الشرق وجعلها قوة اقليمية ومعادلة صعبة وهو بذلك الوحيد الذي أعاد الدور القائد لدمشق الى سابق عهده الاموي وأعاد لها شيئاً من أمويتها المفقودة بأنه صنع منها عاصمة للرفض والمواجهة والكبرياء.. واليوم نجد ان دمشق تتكالب عليها قوى اسلامية وعربية بحجة انها تريد ان تعيد لدمشق أمويتها.. ولكن اموية دمشق ستكون في خطر وستزول وتذل لو انتصر المشروع الاسلامي العثماني الوهابي عبر الحاقها بالعثمانيين شركاء الأطلسيين وبالوهابيين الذين يعملون أجراء عند الغرب.. ان دمشق كانت تعيش أخطر ايامها في الربيع العربي وهي محاطة بمؤامرة الموجة الاخوانية الاسلامية التي تريد سلب دورها بحجة هويتها الأموية وتقديمه هدية لاسطنبول.. فتكون لها هوية أموية لكنها تنام ذليلة في سرير سلطان عثماني ليذل بها مجد بني أمية جميعهم بالفضيحة..
أما مايدهش فهو أن من المفارقات العجيبة أن من يقف بجانب الشعب السوري وجيشه ليدافع عن دمشق وعنفوانها واستقلالها وكونها عاصمة للرفض ضد ضياعها بين أقدام العثمانيين والوهابيين وملوك اوروبة وزعماء الناتو هم الايرانيون ومقاتلو حزب الله والروس الأرثوذوكس.. أي المعسكر اللاأموي.. وهؤلاء هم الذين يحافظون على أموية دمشق بالحفاظ على دورها كقوة مستقلة ويحافظون على دورها كعاصمة للرفض طموحها ان تحكم الشرق لا أن يحكمها أحد من الشرق أو الغرب.. وهؤلاء الذين تصنفهم المصطلحات اللثورية والاخوانية على أنهم اعداء الأموية الدمشقية هم من حيث لايدرون أكثر أموية من اي اموي.. وصار قتال الجيش السوري وحزب الله والسيد حسن نصر الله ودولة الفقيه لمنع اسقاط دور دمشق السياسي في الشرق هو انتصار لأمويتها..

اننا أمويون في طموحنا وتوثبنا وفي استقلال قرارنا شاء من شاء وابى من ابى.. ونحن أصحاب الهلال الخصيب.. وهلالنا لن تخفيه خدعة تسميته بالهلال الشيعي لذر الرماد في عيوننا.. وسندافع عن أموية دمشق المتمثلة بدورها وبكونها عاصمة للرفض وليس بحكمها بحكم أموي وبحاكم صوري يرتدي تاجا أمويا وهو يرتعش اذا وقف بين يدي عثماني.. لأن علينا أن نقر بحقيقة أن دمشق هي التي تمنح الدور لمن يستحقه وتحرمه من لايستحقه.. وكل من اتى دمشق مخلصا ويريد أن يعيد لها دورها فانها تخلص له وتقاتل معه وتنتصر.. اسألوا صلاح الدين.. واسألوا الرئيس بشار الأسد.. والسيد حسن نصرالله.. فهؤلاء هم أمويو دمشق.. والباقي كلهم خدم ورعاع وصعاليك.. ودمشق لاتحب الصعاليك ولا أن تلعب دور الصعاليك.. فالعصر الأموي نهض.. والأمويون نهضوا يابني عثمان ولن تعودوا..

* نارام سرجون - وكالة أوقات الشام الإخبارية