العالم ـ مقالات
لا يمكن وصف موقف ترامب من المانيا خلال زيارة ميركل الا ب“الابتزازي”، فقد استخدم ترامب كل الوسائل من اجل الضغط على المستشارة الالمانية لتدفع المزيد من الاموال لامريكا ل“تغطية نفاقات” الحماية التي توفرها واشنطن لبلادها.
ترامب لم يحاول اخفاء ما ساد الزيارة من توتر ظاهر، بل هاجم المانيا لانها لم تدفع المزيد من الاموال مقابل استفادتها من مظلة حماية الحلف الاطلسي وواشنطن، وذلك في تغريدتين بعد اقل من 24 ساعة من اجتماعه بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في البيت الابيض.
كتب ترامب في احدى التغريدتين، ان “المانيا مدينة بمبالغ طائلة للحلف الاطلسي ويجب ان تدفع للولايات المتحدة مبالغ أكبر من اجل الدفاع القوي والمكلف جدا الذي توفره لألمانيا“.
هجوم ترامب على المانيا تواصل رغم ان ميركل كانت اكدت يوم الجمعة أن ألمانيا ستزيد نفقاتها الدفاعية للوصول إلى هدف 2% من اجمالي الناتج الداخلي الذي اتفق عليه أعضاء الحلف في السابق، الامر الذي يؤكد ان ترامب يطالب بالمزيد من الاموال.
الملفت ان ابتزاز ترامب لالمانيا على خلفية الازمة مع روسيا بسبب اوكرانيا تحت ذريعة الدفاع عنها، ومطالبتها بتقديم اموال ضخمة الى امريكا، لا يتسق مع منطق الاشياء، فدور امريكا في الناتو ليس من اجل الدفاع عن اوروبا، بل لحماية امنها بالدرجة الاولى.
ما طفا على سطح الزيارة التي قامت بها زعيمة اقوى اقتصاد في اوروبا انجيلا ميركل الى امريكا وابتزاز ترامب لها بهذا الشكل العلني، اثار المزيد من علامات الاستفهام حول العلاقة بين ترامب وبين دول الخليج الفارسي، فمن المؤكد ان ترامب لم يبتز هذه الدول كما فعل مع المانيا، بل “سطا” على خزائنها “سطوا” تحت ذريعة حمايتها، لاسيما ان ترامب قد اعلن من قبل وبصراحة ان هذه الدول تدين بوجودها لامريكا، فهي لا تملك الا المال ولابد انه تضعه تحت تصرف امريكا.
سطو ترامب على خزائن دول الخليج الفارسي بدأت بالخزينة السعودية، وهو ما تكشف خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى امريكا، عندما تجاوز ابن سعود وصف ترامب بنصير للاسلام والمسلمين، الى الاعلان عن استثمارات سعودية بأكثر من 200 مليار دولار لتمويل مشاريع البنى التحتية الامريكية، وهو مبلغ يمثل على ما يبدو الدفعة الاولى من سلسلة دفوعات ستقدمها السعوديه لارضاء نزوات السيد الامريكي.
* شفقنا ـ ماجد حاتمي
210