الاسد تبلّغ من ترامب حلّ مسألة النازحين في لبنان

الاسد تبلّغ من ترامب حلّ مسألة النازحين في لبنان
الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠١٧ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

القرار الدولي بإعلان الحرب الكونية على سوريا ركز في خطته على ضرورة إفراغ سوريا من سكانها لإضعاف النظام ومن ثم إسقاطه لأن بقاء الناس في قراهم ومدنهم يشكل عامل قوة للنظام ويعزز شرعيته، فكانت الأمم المتحدة هي المؤسسة التي سترعى عملية النزوح من خلال تقديم الإغراءات والتسهيلات لإستدراج الأعداد الكبيرة من السوريين للنزوح بكل الإتجاهات فكانت حصة لبنان هي الأكبر، تقول مصادر في 8 آذار، قياسا مع مساحته وحجمه.

ونجح العقل الأميركي والأوروبي «الماكر» بتوزيع النازحين الذين دخلوا لبنان على أكثر من 1500 موقع، إذا ما أمعنا النظر في هذا التوزيع نجد هناك خطة مدروسة بإتقان لنسف لبنان من جذوره ديمغرافيا و إسقاطه من الخارطة الدولية، إلا أن الإنعطافة الأميركية التاريخية تتخذ وفق المصادر بعداً جديا تجاه الشرق الأوسط لاسيما في العراق وسوريا، حيث قامت الإدارة الأميركية الجديدة بشخص الرئيس دونلد ترمب بإبلاغ كل القوى الإقليمية والدولية التي تشارك بالحرب على سوريا بشكل مباشر أو غير مباشر، أن مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أولويتها في هذه المرحلة القضاء على داعش والجماعات التكفيرية المنبثقة عن تنظيم القاعدة.

وتضيف المصادر أن هذه الإنعطافة الأميركية جاءت بعدما فشلت هذه الجماعات التكفيرية بإسقاط النظام وهزيمة سوريا وحلفائها في محور المقاومة، وبالتالي وكما هو معروف أن الإدارات الأميركية على إختلافها تتمتع بمرونة عالية فرضتها المصالح الأميركية، كما أن لهذه الإنعطافة أسباب واقعية هي إنهزام أدوات أميركا من جماعات تكفيرية ودول داعمة لهذه الجماعات وصلابة محور المقاومة الممتد من روسيا إلى لبنان المقاوم مما سيفرض تغييرا مباشرا في أداء القوى السياسية اللبنانية التي راهنت على أدوات التكفير والإرهاب والتي تتأثر بشكل عميق بالسياسة السعودية وبالقرار الأميركي، وبالتالي تضيف المصادر إن أدوات السعودية في لبنان ستقدم على تنازلات سياسية شيئاً فشيئاً وأول بوادر هذا التنازل سيظهر في قانون الإنتخابات الذي قد يبصر النور خلال الشهر الجاري تمهيدا لقبول الواقع السياسي الجديد وهو أن لبنان دولة تقع في خانة محور المقاومة نظاما وشعبا ومقاومة سواء برئيس جمهورية داعم للمقاومة وبرئيس حكومة يلتزم الضوابط التي تضعها المقاومة ومجلس نيابي يشكل الأغلبية الساحقة فيه مؤيدون وغير معادين للمقاومة.
وجزمت المصادر أن الإنعطافة الأميركية الجديدة والتي أبلغ بها رسميا الرئيس الدكتور بشار الأسد ستتضمن حل موضوع النازحيين السوريين الموجودين في لبنان حصرا وهذا سيؤدي إلى عودتهم إلى قراهم ومدنهم وعلى الحكومة اللبنانية أن تشكل لجنة وزارية أو غير وزارية للتواصل والتنسيق مع الحكومة السورية لدرس ملف النازحين برمته وعلى جميع الصعد، ووضع آليات عودتهم لكي لا يكرر لبنان تجربة اللاجئين الفلسطينيين التي تكفلت «الأونروا» بمتابعتهم وتقديم كل ما يحتاجون له وها هي اليوم تتنصل من مسؤوليتها التي كفلها المجتمع الدولي، لأن أعداد النازحين السوريين تفوق قدرة دولة مثل لبنان بحجمه ومقدراته.

*خالد عرار - الديار