فورن بولسي: "ماكرون" ايضاً.. متطرف

فورن بولسي:
الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠١٧ - ١٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

وصفت مجلة أميركية المرشح الوسطي الفرنسي للرئاسة إيمانويل ماكرون بالمتطرف وان وسطيته تمثل فهما جديدا للوسطية في تاريخ البلاد.

العالم - أوروبا

وأوضحت المجلة الأميركية أن ماكرون الذي يُطلق عليه لقب وسطي، لا يملك من هذا اللقب إلا القليل جدا، وبدلا من التفكير فيه بوصفه وسطيا فقط، يجب علينا أن نعتبره تجسيدا لنوع خاص من الوسط السياسي في فرنسا وهو الوسط المتطرف. فقد استفاد هذا الشاب من تقليد يمثل سابقة نادرة في حياة بلاده السياسية.

وقالت إن "الوسط المتطرف" هو مصطلح ابتدعه المؤرخ بيير سيرنا في كتابه "القيّم" عن الثورة الفرنسية، وعلى وجه الخصوص ما تُسمى بمرحلة "التعافي" وهي المرحلة التي استمرت 15 عاما بعد سقوط نابليون وشهدت عودة ملكية أسرة البوربون.

والتعافي يقع بين الملتزمين بالحفاظ على مبادئ الثورة الفرنسية والملتزمين باستئصالها، وقد سعى سيرنا باستخدامه عبارة "الوسط المتطرف" المتناقضة في ذاتها للتشديد على الجهود التي بذلها لويس الثامن عشر خلال سنوات قليلة للسير بين اليسار الثوري واليمين المضاد للثورة.

واختار لويس، المحشور بين رؤيتين متناقضين للعالم، مكانة مكرسة للتوفيق والاعتدال ولنوع من التكنوقراطية، والأهم بالنسبة إليه كان تمسكه بما يُسمى "الصالح العام". ولم تستمر هذه التجربة في "الاعتدال المتطرف" طويلا، فقد انتهت عام 1820 بعملية "إرهابية" حيث اغتال أحد أتباع نابليون عضوا في الأسرة الملكية، الأمر الذي دفع بهذه الأسرة إلى أحضان اليمين المتطرف.

وبالطبع فإن الاختلافات بين ماكرون ولويس الثامن عشر أكثر من عناصر التشابه، لكن ماكرون يواجه مشهدا سياسيا تكثر فيه الحفر، حيث توجد مؤسستان حزبيتان وسطيتان كبيرتان بالبلاد، وقد اختار أن ينصّب نفسه وسطا أعمق منهما في الوسطية لا تشوبها أي مسحة يسارية أو يمينة كما يفضل أن يقول.

فقد تعهد ماكرون بفرض تقشف على القطاع العام المتضخم، وبإلغاء 120 ألف وظيفة خلال خمس سنوات، كما وعد من جانب آخر باستثمارات حكومية كبيرة في البيئة والصحة والزراعة.

وكصديق لعالمي المال والصناعة، صوّر ماكرون نفسه مدافعا عن القيم الثورية الفرنسية والعالمية في الحرية والمساواة.
غاية في الصعوبة

وقالت المجلة إن أكبر تحد لماكرون لن يكون دخول الإليزيه، بل تأسيس "وسط متطرف" فعال، لا ينتهي كما انتهى في القرن التاسع عشر بتأرجحات حادة إما إلى اليمين وإما إلى اليسار، وهي مهمة غاية في الصعوبة، ويثبت ذلك فشل فاليري جيسكار ديستان في الحصول على ولاية ثانية من الرئاسة في 1981، وهو فشل يعكس صعوبة النجاح في التوازن بالنسبة للسياسيين الوسطيين في فرنسا.

وأضافت أن نجاح ماكرون سيعتمد على الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران المقبل، مشيرة إلى أنه ومن الناحية التاريخية يميل الناخبون الفرنسيون إلى منح الرؤساء غالبية برلمانية يحتاجون لها لتنفيذ وعود حملاتهم الانتخابية، لكن كل هؤلاء الرؤساء يتصفون بأنهم يقودون أحزابا عريقة ذات قاعدة شعبية عريضة، إلا أن ماكرون فقد أسس حركته على عجل خلال أقل من عام واحد عندما كان يتولى منصب وزير الاقتصاد في إدارة الرئيس فرانسوا هولاند.

3ـ 220