خرازي: اميركا حولت السعودية الى عميل في الشرق الاوسط

خرازي: اميركا حولت السعودية الى عميل في الشرق الاوسط
الأربعاء ٢٨ يونيو ٢٠١٧ - ٠٤:٤٥ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية كمال خرازي، بان بعض الدول في المنطقة لا تسعى من اجل الامن والاستقرار، لافتا الى ابتزاز اميركا لبعض دول الخليج الفارسي وتحويلها السعودية الى عميل لها في المنطقة.

العالم - ايران

وفي كلمة القاها في مؤتمر "سيكا" المنعقد في بكين حول التعاون ضد الارهاب قال خرازي، رغم ان الارهاب ظاهرة قديمة الا ان ما يطرح اليوم هو نوع من الارهاب الدولي الذي بلغ الذروة خلال العقد او العقدين الاخيرين والذي تعود جذوره الى منطقة الشرق الاوسط من الناحية الجغرافية.

واضاف، ربما يمكن القول بان حادثة 11 سبتمبر في اميركا كانت منعطفا لهذا النوع من الارهاب السلفي – الوهابي حيث ان رد الفعل السريع ومن دون الالتفات الى تداعياته قد زاد من عدم الاستقرار الاقليمي والعالمي.

واعتبر ان الارهابيين الدوليين الذين جرى إعدادهم من قبل بعض دول المنطقة هم الذين يقومون اليوم بتنفيذ العمليات الارهابية في اوروبا والغرب وسائر الدول.

واعرب عن الاسف لان بعض دول المنطقة تستخدم الجماعات الارهابية اداة لتحقيق اهدافها في المنطقة واضاف، ان الغرب بتدخلاته العسكرية سواء في العراق او سوريا او ليبيا قد وفر اجواء واسعة لانشطة الجماعات الارهابية ورغم ان تنظيم "داعش" مني بهزائم متتالية وفقد الكثير من الاراضي التي كانت تحت سيطرته فانه يواصل تدريب وتجهيز وحث مؤيديه في الدول الاخرى للقيام بعمليات ارهابية.

واعتبر هذه الجماعات بانها حصيلة للتطرف المذهبي مثل الوهابية ونوعا من السيادة القبلية، واضاف، ان ضخ هذه الافكار من قبل علماء سلفيين متطرفين في المساجد والدعم المالي لشباب يعتبرون سائر المذاهب كفرة ينبغي قطع رقابهم، لا يرسم افاقا تبعث على الامل لنهاية اعمال العنف هذه.

وتابع قائلا، ان مصالح الدول الغربية في المنطقة ادت الى ان تغض الكثير من هذه الدول خاصة اميركا الطرف عن دور بعض الدول العربية في الخليج الفارسي في نمو الارهاب التكفيري وان مصالحها البالغة مئات مليارات الدولارات في المنطقة لا تسمح لها بالالتفات الى الهيكليات السياسية المولدة والمسببة لعوامل عدم الاستقرار هذه.

واعتبر خرازي التدخل العسكري لاسقاط الانظمة حتى لو كانت غير ديمقراطية بانه لا يشكل طريق الحل المناسب مثلما نراه اليوم في اليمن وليبيا والعراق وافغانستان وسوريا.

واكد بان قضية الامن في منطقة الشرق الاوسط لا تحل من دون حل القضية الفلسطينية واضاف، انه ينبغي البحث عن حل لضمان حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ضغوط هائلة من قبل الكيان الصهيوني منذ العام 1948 .

وقال خرازي، للاسف ان الحكومة الاميركية الجديدة بابتزازها لبعض الدول الجنوبية في الخليج الفارسي تسمح لها بمواصلة ارسال المال والاسلحة لزعزعة الاستقرار في المنطقة والتدخل في شؤون الدول المتازمة، وفي الحقيقة ان اميركا حولت السعودية الى عميل في الشرق الاوسط وبيد مفتوحة اكثر لزعزعة الاستقرار وهو الامر الذي يساعد في نمو الارهاب.

واضاف، انكم تعلمون جيدا بان 15 من خاطفي الطائرة في 11 سبتمبر كانوا من الرعايا السعوديين وان الكونغرس الاميركي اكد هذا الامر في تقريره السري الذي تضمن 28 صفحة الا ان ما ثير الاستغراب هو انه لماذا يضحي المسؤولون الاميركيون بمصالحهم وامنهم القومي من اجل قضايا مادية وفيما لو استمر هذا المسار والفكر كيف يمكننا التغلب على الارهاب الذي لا يرحم وكيف تصل الدول المتازمة في المنطقة الى الاستقرار.

وقال خرازي، ان دماء الالاف من الافراد من شعوب المنطقة، في سوريا والعراق وافغانستان واليمن والبحرين، تراق بدعم من السعودية ويحتفل عليها برقصة السيف في ضيافة قادة اميركا والمنطقة.

واضاف، انه وعلى النقيض من السعودية التي تنفق مليارات الدولارات بلا حساب لترويج ظاهرة "ايرانوفوبيا" (التخويف من ايران) لصرف الانظار عن صادراتها العالمية اي الوهابية والايديولوجية المتطرفة للقاعدة وداعش وبوكوحرام واي جماعة ارهابية مدمرة بدءا من المدن الاوروبية حتى موسكو وطهران وبغداد، فان ايران تحارب الارهاب وتدعم جديا ضحايا التطرف خاصة في العراق وسوريا.

وقال خرازي في الختام، ان ايران طرحت فيما يتعلق بهذه الازمات خاصة في سوريا مقترحات ولكن للاسف ان بعض الدول ليست مستعدة اطلاقا للحوار والعمل على ارساء الاستقرار في المنطقة.

المصدر : فارس

109-3