مستغلا هزائم داعش ..هذه هي تعليمات الجولاني حول القادة الهاربين!

مستغلا هزائم داعش ..هذه هي تعليمات الجولاني حول القادة الهاربين!
الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠١٧ - ٠٤:١٩ بتوقيت غرينتش

أعطى الارهابي أبو محمد الجولاني القائد العسكري لـما تسمى «هيئة تحرير الشام» والمهيمن الفعلي على قرارها، أوامره بضرورة استقطاب واحتضان القياديين والعناصر الذين يفرّون من صفوف تنظيم "داعش" نتيجة المعارك المحتدمة ضده سواء في سوريا أم في العراق.

العالم - سوريا

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر في محافظة إدلب لأسباب مختلفة أهمها تدهور العلاقة بين «هيئة تحرير الشام» ومنافستها اللدود «حركة أحرار الشام» لدرجة باتت تنذر بعودة الاصطدام العسكري بينهما، والثاني تسريب معلومات حول عزم أنقرة القيام بعمل عسكري في الشمال السوري كما تحدث بعض المسؤولين الأتراك عن خطة تقضي بنشر قوات تركية إلى جانب قوات روسية في إدلب تطبيقاً لبنود مذكرة «تخفيف التصعيد».

بموازاة ذلك شهدت إدلب مؤخراً عودة مكثفة للتفجيرات وعمليات الاغتيال المنظمة بعد غيابها فترة بسيطة في أعقاب الادعاء بالقضاء على آخر خلايا تنظيم "داعش" في المحافظة ممثلة بجماعة «جند الأقصى» التي قيل إنه جرى طردها إلى محافظة الرقة.

وبحسب «الوطن» نقلا من مصدر خاص مقرب من قيادي في «هيئة تحرير الشام» فأن الجولاني زعيم جبهة النصرة والقائد العسكري في «هيئة تحرير الشام» شدّد في اجتماع مع بعض قيادات «الهيئة» على «ضرورة العمل على استقطاب كل القيادات والعناصر التي تهرب من صفوف تنظيم داعش نتيجة الظروف الميدانية السيئة التي تحيط بمناطق سيطرة التنظيم»، في إشارة إلى الهزائم التي تلحق بالتنظيم في كل من الموصل والرقة والبادية السورية.

ورغم أن الجولاني لم يضع معايير أو شروطاً محددة للأشخاص الذين يمكن احتضانهم، كما لم يبين الأهداف من وراء هذه الخطوة، لكن كان من الواضح أنه يتوخّى استخدام الفارين من تنظيم "داعش" في أحد أمرين: الأول تقوية صفوف «النصرة» وتزويدها بمقاتلين شرسين لهم تجربة واسعة في القتال ولاسيما في ظل تزايد الخلافات بين «الهيئة» و«أحرار الشام» واحتمال تدهورها نحو الاقتتال من جديد، ويتعلق هذا الأمر بالقيادات والعناصر التي يمكن ترويضها وتطويعها عبر دورات استتابة أو تعليم شرعي. أما الثاني فهو حشد خلايا "داعش" الهاربة من الموصل أو الرقة أو غيرهما التي لا يمكن دمجها في صفوف «الهيئة» لصعوبة إعادة تطويعها، من أجل استخدامها في تنفيذ عمليات تستهدف مصالح وجهات تشكل نقاط تقاطع مشتركة بين «الهيئة» و"داعش"، بعبارة أخرى يستهدف الجولاني من وراء ذلك استغلال الرغبة في الانتقام لدى قادة وعناصر "داعش" الهاربين من أجل تهديد مصالح بعض الدول التي بدأت تكشر أنيابها ضد «الهيئة» في إدلب.

واوعز الجولاني بشكل خاص إلى قاطع البادية في «هيئة تحرير الشام» الذي يقوده عملياً ميسرة الجبوري المعروف بلقب أبي ماريا القحطاني عراقي الجنسية، بالعمل على إيجاد وسائل اتصال مع قادة وعناصر "داعش" وإقناعهم بالتوجه نحو محافظة إدلب وتأمين المعابر والطرق اللازمة لوصولهم إليها بأمان.

وقد سرت، أمس، أنباء عن وصول حسام الشلوف برفقة عشرات المقاتلين السابقين في صفوف "داعش" إلى مدينة إدلب بعد اختفائهم المفاجئ لعدة أيام، ويعتبر حسام الشلوف من القيادات الأمنية الكبيرة في صفوف التنظيم وكان له دور فاعل إلى جانب بعض قادة ميليشيا «الجيش الحر» مثل صدام الجمل ومحمود مطر في تسهيل سيطرة التنظيم على أجزاء واسعة من دير الزور في العام 2014.

وكان الشلوف يقود كتيبة «صدام حسين» تحت راية «الجيش الحر» في دير الزور قبل أن ينشق ويعلن بيعته لتنظيم "داعش" ثم يتدرج في المناصب القيادية حتى أصبح أحد أهم قادة التنظيم الأمنيين في المحافظة. وتنسب إليه عشرات عمليات الإعدام الميداني وعشرات المجازر بحق الأهالي وأبناء العشائر التي ارتكبها بهدف ترسيخ سيطرة التنظيم وإثبات مدى ولائه الشخصي له.

وبالتزامن مع وصول الشلوف تحدثت مصادر إعلامية عن وصول نحو 150 عنصراً من عناصر تنظيم "داعش" إلى إدلب هاربين من معركة الرقة، كما تحدثت معلومات غير مؤكدة عن تسهيل «قوات سورية الديمقراطية – قسد» لفرار عناصر "داعش" من الرقة والاتجاه نحو إدلب بهدف ضرب عصفورين بحجر واحد الأول هو إضعاف مقاومة "داعش" في الرقة وتقليص أعداد مقاتليه ما يؤدي عملياً إلى تسهيل مهام «قسد» في السيطرة على المدينة، والثاني هو العمل على زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى في إدلب عبر خلايا "داعش".

وقبل ذلك بأشهر كان قد تم الإعلان عن وصول القيادي التونسي في تنظيم "داعش" بلال الشواشي المعروف بلقب أبي همام المهاجر إلى إدلب قادماً من الرقة وسط شكوك واسعة أحاطت به وبأسباب قدومه لكون انشقاقه كان الخطوة الأولى من نوعها في ذلك الحين.
 

عبدالله علي / شام تايمز

109-4