حزب الله في "إسرائيل" على درّاجات نارية

حزب الله في
الأحد ٠٩ يوليو ٢٠١٧ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

أكسب الصراع السوري حزب الله تدريباً وخبرة، فضلاً عن ترسانة ضخمة من الأسلحة. وقد أجرت مجلة نيوزويك تحقيقاً عن استعدادات الحزب للحرب مع "إسرائيل"، ناقلةً عن مقاومي الحزب ومسؤوليه قولهم إنهم حولوا أخيراً الجزء الأهم من قواتهم من سوريا إلى جنوب لبنان، استعدادا لعدوان إسرائيلي جديد هناك.

العالم ـ لبنان

في صباح دافئ من شهر أيار 2017، التقت نيوزويك مقاوماً من حزب الله، طويل القامة يحمل مدفع رشاش كبير ويقف بجانب صاروخ في حقل في جنوب دمشق، أسمته ربيع لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافة. ولخص نظرته للأمور بالقول: "إن شاء الله، سنحرر سوريا قريباً ونعود إلى بلادنا. لكن حتى يحدث ذلك، سنبقى هنا حتى أنفاسنا الأخيرة"، متوقعاً أن تبدأ الحرب مع "إسرائيل" قبل انتهاء الصيف.

لا يبدو أن حزب الله يشعر بالقلق من وجوده في جبهات عدة، كما تحلل المجلة. لذلك، كان من المهم بالنسبة إليها الإطلاع عن كثب على كيفية تفكير قيادات الحزب العسكرية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

دخلت المجلة إلى غرفة في أحد أحياء الضاحية، كان يجلس فيها قياديان من الحزب جنباً إلى جنب على الأريكة. كانا يدخنان السجائر ويشربان الشاي. أحدهما، كما تصفه نيوزويك، ضابط الترتيب. والآخر، مساعده. يقول الضابط الأقدم: "منذ دخولنا سوريا، أصبحنا أقوى بكثير". كان حزب الله سابقاً يعلم كيف يدافع. "الآن، تعلمنا كيف نهاجم بشكل مكثف". ثم يقاطعه مساعده قائلاً بفخر: "لدينا اليوم أسلحة لم نحلم بها". يضيف: "قبل الحرب في سوريا، لم يكن بوسعنا الحصول على مثل هذه الأسلحة، خصوصاً بهذه الأسعار المنخفضة".

الحزب اليوم أقوى بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمن. وهذا ما عبر عنه مقاوم من الحزب أسمته المجلة مصطفى بقوله إن "ما شهده العالم من حزب الله في العام 2006 هو 3% مما نحن عليه الآن، خصوصاً بعد التجربة التي اكتسبناها في سوريا". كان مصطفى يبلغ من العمر 18 عاماً عندما ذهب للقتال في سوريا وقد رأى أصدقاءه يستشهدون أمامه. وفقد عدداً من أفراد العائلة هناك. اليوم ليس لديه أي شيء يخسره. وسيقاتل حتى آخر قطرة من دمه.

هناك بعض الحقيقة في شجاعة مصطفى، وفق نيوزويك. فمنذ حرب 2006، بنى حزب الله مخزنه من الأسلحة المتطورة وفي العام 2016، قاد الحزب نحو 20000 من القوات النشطة و25000 من الاحتياط. ما يجعل قواته مماثلة لجيش متوسط ​​الحجم. وقد قال بلال صعب، الباحث في مجلس الأطلسي، وهو مركز بحوث مقره في واشنطن، لنيوزويك، إن "حزب الله هو الجهة الفاعلة الأكثر قدرة على الصمود في العالم منذ فترة".

وعن قدرات الحزب، يقول ضابط الترتيب في الحزب إن ''الحرب مع إسرائيل ستغير الشرق الأوسط بأسره. الجميع سيقاتل. كنا نملك صواريخ بركان-1 كسلاح سري لاستخدامها ضد الإسرائيليين. لكن بعد ذلك كان علينا أن نستخدمها في سوريا. والآن، يعرف الإسرائيليون أنها بحوزتنا. تخيل أنه في ساعة واحدة، يمكننا اطلاق 4000 صاروخ. ويمكننا دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة على مركبات النقل والدراجات النارية. ليس لديهم فكرة كيف يمكننا ضرب البنية التحتية للغاز. لدينا صواريخ مضادة للطائرات. أما الطائرات الإسرائيلية فستنفجر فوراً بعد إقلاعها''.

ولمعرفة الرأي الإسرائيلي بشأن التصريحات المذكورة آنفاً قابلت المجلة جاك نيريا، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، الذي صرح قائلاً: "نحن نعرف جيداً كل الجهود التي يبذلها حزب الله... أول ما يتعين على "إسرائيل" القيام به هو محاولة تحييد التهديد الصاروخي. وسيتم ذلك بطرق مختلفة وبطرق بارعة جداً، بحيث ستعاني "إسرائيل" من الحد الأدنى من الصواريخ الآتية من لبنان. نحن شعب عنيد وأنا لا أنصح حزب الله بأن يقلل من شأننا".

ووفق المجلة، فإن الزيادة الأخيرة في النشاط العسكري من جانب الطرفين لا تبشر بالخير بالنسبة للسلام، خصوصاً بعد تصريح قائد فرقة عسكرية في الحزب مقره الضاحية قائلاً إن "الجيش السوري قادر على التعامل مع الوضع الآن، وتركيزنا الرئيسي اليوم هو في الجنوب".

وتختم المجلة بالقول إن التوتر على الجانب اللبناني من الحدود مع الكيان الإسرائيلي واضح، كما كان لسنوات، وقد اعتاد الناس هناك على العيش مع خطر الصراع. وتنقل عن مسؤول في الحزب في الجنوب قوله "إنهم يستعدون. ونحن نستعد. فجزء من ثقافتنا تعليم أطفالنا وأطفال أطفالنا القتال". 

المصدر: صيدا أونلاين

106-104