النظام الأمريكي يدخل نفق الاتهامات: هل بات ترامب وحيدا؟!

النظام الأمريكي يدخل نفق الاتهامات: هل بات ترامب وحيدا؟!
الجمعة ١٤ يوليو ٢٠١٧ - ٠٩:٣٤ بتوقيت غرينتش

لم یعد دونالد ترامب الرئیس الأمریكي القادر على الإمساك بزمام الحكم، كأي رئیس في العالم أو كرئیس الدولة التي تُقدم نفسھا على أنھا الأقوى. بل أصبح ترامب أسیر دوامة كبیرة من الإتھامات، والتي تجاوزته لتطال نجله بعد ظھور معلومات حول لقاء الأخیر بالمحامیة الروسیة "نتالیا فسیلنیتسكایا" والتي تربطھا علاقة بالكرملین خلال حملة الإنتخابات الأمریكیة 2016 . لكن الأخطر لحاظ وجود ترامب وحيدا في حربه ضد الإستخبارات والإعلام. الأمر الذي یطرح العدید من التساؤلات المستقبلیة. فماذا في الواقع الأمریكي الحالي والحدیث الطاغي عن تواطؤ ترامب؟ وماذا یعكس ھذا الواقع؟

العالم . مقالات

تواطؤ ترامب: حدیث الواقع الأمریكي!

یمكن ملاحظة خطابین على الساحة الأمریكیة كما یلي:

الحدیث السیاسي

اولا: وصف رئیس لجنة الإستخبارات بالكونغرس وعضو مجلس الشیوخ الأمریكي، مارك وارنر، اجتماع نجل الرئیس ترامب مع المحامیة، بأنه أمر لم یسبق له مثیل، معتبراً إنھا المرة الأولى التي یشھد فیھا الشعب الأمریكي دلیلاً واضحاً على قیام كبار المسؤولین بالإجتماع مع الروس أثناء حملة ترامب للإنتخابات الرئاسیة.
ثانيا: بدایة الشھر الحالي، تحدثت كلینتون خلال المؤتمر التكنولوجي في كالیفورنیا، عن التدخل الروسي في الإنتخابات الرئاسیة،، مؤكدًة أن سبب ھزیمتھا یعود للتواطؤ بین أعضاء من فریق الرئیس ترامب مع الروس في الھجمات الإلكترونیة التي استھدفت حملتھا. مشیرة الى أنھا تمتلك معلومات من جھاز الإستخبارات الأمریكي تُشیر الى أن الروس ما كانوا لیعرفوا كیفیة استخدام المعلومات لولا وجود مساعدة من أمریكیین!

الحدیث الإعلامي
أولاً: أشارت صحیفة الإندبندنت البریطانیة منذ أیام، أن "مارك كورالو" محامي الرئیس الأمریكي صرح بأن ترامب لم یكن على علم ولم یحضر أي اجتماع بین نجله ومحامیة مرتبطة بالكرملین. في حین فجر قنبلة جدیدة تتعلق بوجود معلومات تُدین ھیلاري كلینتون بتھمة التعامل مع روسیا! الأمر الذي أحدث بلبلة حول عودة الإتھامات المتبادلة بین المسؤولین الأمریكیین الكبار.

ثانیاً: من جھتھا صحیفة نیویورك تایمز أشارت الأسبوع الماضي، الى تصریح ثلاثة مستشارین في البیت الأبیض، قولھم أن نجل الرئیس الأمیركي دونالد ترامب وافق على لقاء محامیة مرتبطة بالكرملین خلال الحملة الرئاسیة الإنتخابیة في 2016 ،بعد حصوله على وعد بالترویج لمعلومات تضر بسمعة ھیلاري كلینتون. وأكدت الصحیفة تواجد "بول مانافورت" مدیر حملة ترامب، و "جارید كوشنر" صھر ترامب في الإجتماع.

ماذا یعكس ھذا الواقع؟
عدة مسائل یعكسھا ھذا الواقع نُشیر لھا في التالي:
أولاً: جاءت كل ھذه العاصفة من التصریحات موازیة لقمة العشرین ولقاء ترامب بوتین. لكن المثیر ھو أنه وعلى الرغم من تأكید الطرفین الروسي والأمریكي على عدم تدخل روسیا في الشأن الأمریكي، الى أن الإعلام الأمریكي بالإضافة الى القضاء، لم یكترثوا لھذه التصریحات، واستمروا بالتحقیق وبقیت التسریبات حال الواقع الأمریكي حتى وصلت إلى ابن الرئیس الأمریكي ترامب. وھو ما عكس حالة من الإصرار على الإطاحة بترامب عبر إدانته.

ثانیاً: خرج محققوا مجلس الشیوخ بقرار استجواب دونالد ترامب الإبن، حول موضوع اجتماعه بالمحامیة الروسیة، الأمر الذي أعاد النقاش حول أھلیة الرئیس الأمریكي خصوصاً بعد أن أكدت وكالة الإستخبارات الأمریكیة أن الحكومة الروسیة حاولت التأثیر على الانتخابات لصالح دونالد ترامب وفق معلومات مؤكدة تمتلكھا.

ثالثاً: أظھرت التحقیقات أن اجتماع ابن ترامب مع المحامیة الروسیة حصل قبل أیام من إعلان الھجوم الإلكتروني على حملة المرشحة كلینتون، الأمر الذي أظھر الأمور كدلیل لوجود تواطؤ من فریق ترامب مع الحكومة الروسیة للتأثیر على نتائج الإنتخابات.

رابعاً: يعيش ترامب حالة من الصراع مع الواقع الأمریكي بأسره، حیث یقف ترامب بوجه أجھزة الإستخبارات والصحافة والإعلام. لدرجة باتت تُعتبر وسائل الإعلام عدوه اللدود. في حین یبدو واضحاً أن مكتب التحقیقات الفیدرالي مُصر على الإطاحة بالرئیس. حتى خرج الخبراء للقول أن وضع ترامب الیوم، أصعب من وضع ریتشارد نیكسون، والذي أطاح به الاعلام ايضا!

إذن، لا شك أن أزمات النظام الأمریكي كثیرة الیوم. وھي تتعدد بین كونھا داخلیة وخارجیة. لكن أزمة الرئیس الأمریكي، باتت أولویة بالنسبة له، تتخطى أولویات أمریكا. لكنھا تُؤثر حتماً على سمعة النظام الأمریكي. لیدخل دونالد ترامب وفریقه من جدید، نفقاً مجھولاً یشیر الكثیرون الى أنه لن ینتھي إلا بالإطاحة به. وھو ما یجعل السیاسة الأمریكیة في حالة من التضعضع، لا سیما أمام اتھامات وصلت الى حد العمالة، وعلى لسان مسؤولین كبار. وھو ما لم یشھده النظام الأمریكي في تاريخه.

* الوقت

210