نتنياهو اجتمع سرا بوزير خارجية الإمارات في نيويورك

نتنياهو اجتمع سرا بوزير خارجية الإمارات في نيويورك
الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧ - ٠٨:١٩ بتوقيت غرينتش

اجتمع رئيس حكومة الإحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سرا في أيلول/سبتمبر من العام 2012 في نيويورك مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد. ويتضح أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي لا زالت تقيم قناة اتصال مع الإمارات حتى اليوم، وذلك عبر سفيرها في واشنطن.

العالم - فلسطين

ونقلت صحيفة 'هآرتس' عن دبلوماسيين غربيين كبيرين، قولهما إن نتنياهو وبن زايد كان لديهما نفس وجهة النظر بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أن الأخير قد أوضح أن بلاده لا تستطيع تطوير العلاقات مع "إسرائيل" طالما أنها لا تظهر أي تقدم في التسوية مع الفلسطينيين.

وأشار الدبلوماسيان، اللذان رفضا ذكر اسميهما، إلى أن اللقاء قد جرى في 28 أيلول/سبتمبر من العام 2012، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أي بعد يوم واحد من خطاب نتنياهو الذي أطلق عليه عليه 'الخط الأحمر'، حيث ادعى فيه أنه يجب على المجتمع الدولي أن يضع خطا أحمر أمام برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران، ومنعها من حيازة كمية يورانيوم مخصب بدرجة عالية تتيح لها إنتاج قنبلة نووية.

وتبين أن نتنياهو هو الذي بادر إلى اللقاء، حيث أنه منذ أن تسلم مهام منصبه في العام 2009، وهو يحاول تنظيم لقاء مع مسؤولين كبار في الدول العربية الخليجية، مثل السعودية والإمارات والبحرين.

وبحسب صحيفة 'هآرتس' فإن اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي في كانون الثاني/يناير من العام 2010، والذي نسب للموساد الإسرائيلي، أنشأ حالة من التوتر بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات، وأعاق عقد مثل هذا اللقاء مدة سنتين.

وأضاف الدبلوماسيان أنه بعد فترة طويلة كان يرسل فيها نتنياهو رسائل، عبر وسطاء، إلى كبار المسؤولين في الإمارات، وافق بن زايد على لقائه.

وعلم أن اللقاء قد جرى في فندق 'ريجنسي' في نيويورك. ويضيف الدبلوماسيان أن بن زايد وصل بمعية سفير بلاده في واشنطن، يوسف العتيبة، وتم إدخالهما إلى الفندق بشكل سري جدا، عن طريق موقف سيارات تحت الأرض، ثم صعدا بالمصعد الخاص بالخدمات إلى الجناح الذي يقيم فيه نتنياهو.

حضر اللقاء من الجانب الإسرائيلي نتنياهو، والمستشار للأمن القومي في حينه، جنرال الاحتياط يعكوف عميدرور، والسكرتير العسكري يوحنان لوكر.

وبحسب الدبلوماسيين الغربيين، فإن اللقاء كان في أجواء ودية، وتركز على المسألة الإيرانية، وكذلك القضية الفلسطينية. كما عبر فيه بن زايد عن تقديره لخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة.

ويضيف الدبلوماسيان أن بن زايد قد أكد لنتنياهو أن بلاده معنية بتطوير العلاقات مع "إسرائيل"، ولكنها لا تستطيع القيام بذلك، وخاصة بشكل علني، طالما استمر الجمود السياسي بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

يذكر في هذا السياق، أن "إسرائيل" تلقت رسالة مماثلة، مؤخرا، في أيلول/سبتمبر 2016، حيث شاركت وزير الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، في وجبة غداء في نيويورك كان الضيف المركزي فيها بن زايد، والذي شدد على أن بلاده ودول أخرى في الخليج (الفارسي) معنية بتطوير علاقاتها مع "إسرائيل"، ولكنها لن تقوم بخطوات تطبيع معها دون إظهار أي رغبة حقيقية في التقدم السياسي باتجاه ما يسمى بـ"حل الدولتين".

وأكد الدبلوماسيان الغربيان على أن موقف الإمارات بشأن العلاقات مع الكيان الاسرائيلي وفي الشأن الفلسطيني لا يزال هو نفسه عندما يتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نتنياهو عن رغبتهما بالدفع بمبادرة تسوية إقليمية بمشاركة دول عربية.

كما لفت الدبلوماسيان إلى أن نتنياهو حاول في السنوات الخمس الأخيرة تنظيم لقاء مع ولي العهد الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد. وبحسبهما فإن رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، طوني بلير، والمقرب من ولي العهد الإماراتي ويعمل مستشارا لديه، حاول مساعدة نتنياهو في تنظيم هذا اللقاء.

ولفتت الصحيفة، في هذا السياق، إلى أن بلير كان له دور في مبادرة تسوية إقليمية، في أعقاب القمة السرية التي جرت في العقبة في شباط/فبراير من العام 2016، حيث كان لبلير، الذي يعتبر مقربا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دور في الاتصالات بين نتنياهو ويتسحاك هرتسوغ لتشكيل حكومة وحدة. وفي حينه ألمح بلير إلى أن تشكيل هذه الحكومة وتحريك العملية السياسية سوف يجعل ولي العهد الإماراتي يوافق على المشاركة بشكل شخصي أو إرسال مندوب من قبله إلى قمة إقليمية تشارك فيها "إسرائيل".

إلى ذلك، وبحسب تقارير نشرت في الإعلام الأميركي، فإن نتنياهو يواصل الحفاظ على قناة اتصال مع الإمارات، بواسطة سفير "إسرائيل" في واشنطن، رون ديرمر. وكان مسؤولون في الإدارة الأميركية قد أكدوا، قبل سنتين، أن ديرمر يقيم علاقات عمل وثيقة مع سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، وأن الاثنين متفقان في كل القضايا باستثناء القضية الفلسطينية.

المصدر: عرب 48

2-104