في البادية .. واشنطن تخسر ميليشياتها تباعاً

في البادية .. واشنطن تخسر ميليشياتها تباعاً
الأربعاء ٠٢ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٤:٢٤ بتوقيت غرينتش

افادت "شبكة عاجل الإخبارية" نقلا عن مصادر متعددة أن مجموعة ثانية من ميليشيا "جيش مغاوير الثورة" غادرت معسكر التنف الواقع على الحدود السورية-العراقية.

العالم - سوريا
وبحسب المعلومات فقد غادرت المجموعة المعسكر بعد خلافات مع قيادة القوات الأمريكية حول التوجهات العسكرية لـ"التحالف الأمريكي" في سورية، إذعرضت واشنطن على الميليشيات التي تدعمها في منطقة البادية السورية أن توقف القتال ضد الجيش العربي السوري، وتستعد للانتقال بجزء كبير من قوامها إلى مناطق ريف الحسكة الجنوبي لتكون جزء من "قوات سورية الديمقراطية"، وذلك تمهيدا لإطلاق عملية من قبل التحالف باستخدام الميليشيات المكونة من مقاتلين ينحدرون من العشائر العربية ضد تنظيم "داعش" في مناطق ريف دير الزور الشمالي.

مجموعة "جيش مغاوير الثورة" التي غادرت إلى "مخيم الركبان" بالسلاح الفردي وما تمتلكه أصلا من سيارات، سلمت كامل الأسلحة والمعدات الثقيلة والمتوسطة التي تسلمتها من التحالف قبل أن تغادر، ليبقى من قوام هذه الميليشيا مايقارب الـ60 مقاتلاً فقط في محيط قاعدة "التنف" وذلك بمهام حراسة ومراقبة فقط.

وكانت المجموعة الأولى بقيادة المدعو "أبوالحوس الفراتي" قد انسحبت من قاعدة التنف إلى مخيم الركبان قبل نحو أسبوع من الآن، وذلك على أثر إعلان ميليشيا "لواء شهداء القريتين" فك ارتباطها بالتحالف الأمريكي.

التحالف الأمريكي كان قد نقل مجموعة من ميليشيا "جيش مغاوير الثورة "إلى مناطق ريف الحسكة الجنوبي، وتحدثت المعلومات عن نية التحالف الأمريكي إقامة قاعدة غير شرعية جديدة في مدينة الشدادي النفطية، إلا أن مصادر شبكة عاجل الإخبارية أكدت أن مجموعة "مغاوير الثورة" ضمت إلى ميليشيا "قوات النخبة" المتمركزة في منطقة "مالحة الذرو" بريف الحسكة الجنوبي الغربي، علما إن ميليشيا "النخبة" تابعة لـما يعرف باسم "تيارالغد" الذي يقوده أحمد الجربا.

وبقيت كل من ميليشيات "جيش أسود الشرقية- تجمع قوات أحمد العبدو-جيش أحرار العشائر-لواءشهداء القريتين"، دون أن تبين موقفها من المطالب الأمريكية الجديدة، وإذا ما قررت الموافقة على أن توقف عملياتها ضد الجيش العربي السوري في البادية وحصر عملياتها القتالية بقتال تنظيم "داعش" تحت وصاية التحالف الأمريكي، فمن المتوقع أن يتم نقلها إلى مناطق شرق الرقة، وجنوب الحسكة، وذلك تمهيدا لشن عمليات باتجاه ريف دير الزور الشمالي الغربي، والشمالي الشرقي بهدف الوصول إلى التخوم الشمالية لمدينتي "الميادين-البوكمال" بريف دير الزور الشرقي.

التوجهات الجديدة للتحالف الأمريكي تأتي بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من عزل وتحييد قاعدتي "التنف" و "الزكف" اللتين تتواجد فيهما القوات الأمريكية بطريقة غيرشرعية، وذلك من خلال وصول الجيش العربي السوري إلى الحدود مع العراق، وأسهم وصول الجيش والحشد الشعبي العراقيين بقطع كامل الطرق المحتملة لميليشيات واشنطن للتقدم من البادية السورية إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي انطلاقا من المحاور الجنوبية.

وللتذكير، فإن ميليشيا "جيش مغاوير الثورة" نشأت على انقاض ميليشيا "جيش سورية الجديد"، وانهارت الأخيرة بعد العملية الفاشلة التي شنتها انطلاقا من التنف باتجاه مناطق جنوب البوكمال في آذار من العام 2015 وكان "جيش سورية الجديد" مرتبط بالتحالف الأمريكي من جهة، وبميليشيا "جبهة الأصالة والتنمية" الإخوانية من جهة، إلا أن التحالف الأمريكي تخلى عن خدمات "جبهة الأصالة" بعد أن رفضت التنسيق مع تحالف ميليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، وميليشيات أخرى ترتبط بالتحالف الأمريكي، ما دفع قيادة "جبهة الأصالة" لإعلانها التبرء من ميليشيا" جيش سوريا الجديد في صيف العام2015.

المصدر : شام تايمز

109-4