الجيش السوري يقطّع ريفي حمص و حماة إلى 3 جيوب

الجيش السوري يقطّع ريفي حمص و حماة إلى 3 جيوب
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠١٧ - ١١:٥٤ بتوقيت غرينتش

تسارعت المعطيات الميدانية في ريفي حمص وحماة لصالح قوات الجیش والدفاع الوطنی السوري على حساب تنظيم "داعش" الارهابی، الذي بات محاصرًا في بلدة عقيربات شرق مدينة السلمية، بعد عمليات عسكرية من ثلاثة محاور قطّعت المنطقة إلى ثلاثة جيوب، لا تتجاوز مساحة الواحد منها 250 كيلومترًا مربعًا.

العالم - سوريا

وجاء هذا التقدم بثقل وترسانة عسكرية كبيرة وضعها الجیش في معاركه ضد "داعش"، بعد اتفاقيات “تخفيف التوتر” التي جمدت جبهاته العسكرية الأخرى في بقية المحافظات السورية. وبحسب خريطة السيطرة ينطلق المحور الأول للقوات السورية من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، والتي سيطرت عليها مطلع آب الجاري، بينما يتركز المحور الثاني من ريف مدينة الرقة الجنوبي ووصلت فيه إلى حقل توينان والأكرم النفطين. أما المحور الثالث فقد أطبق الحصار على "داعش" من خلاله في ريف حماة، ويمتد من ريف حلب الجنوبي وصولًا إلى ريف حمص الشرقي.

تواصل "داعش" مقطوع عن دير الزور

و ذكرت وسائل إعلام سورية، في 18 آب الجاري، أن “وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة، تطبق الحصار على مجموعة كبيرة من تنظيم داعش في بلدة عقيربات”. و لم توضح وكالة “أعماق”، الناطقة باسم “داعش”، مجريات المعارك في المنطقة، إلا أنها استمرت في الإعلان عن قتل عشرات العناصر من قوات الأسد من خلال هجمات معاكسة على مواقعهم. و تخوض قوات الجیش معارك منذ أشهر في المنطقة، ومنحتها السيطرة على السخنة حظوظًا أكبر في تمكين المحور الغربي عند عقدة (الشولا) نحو مفرق عقيربات وحصار البلدة. وبإحكام الحصار على التنظيم، قُطع أي تواصل بين قواته شرًقا في دير الزور، وغربًا في جيب عقيربات وحدود السلمية. وتضع قوات الجیش السوري جبال البلعاس نصب أعينها في ريفي حماة وحمص، ما يُدخل التنظيم في وضع حرج. وجاء التقدم المتسارع بعد تجاوز 21 كيلومترًا باتجاه قرى خربة مكمان وبلدة الكدير جنوب الرقة، إلى جانب مسافة 12 كيلومترًا جنوب شرق المدينة بعد السيطرة على بير الرحوم، وذلك بعد عملية إنزال جوي ليلي لأول مرة، مساء الجمعة 18 آب، بعمق 20 كيلومترًا خلف خطوط "داعش" على الحدود الإدارية بين الرقة و حمص.

الجغرافيا تحاصر التنظيم

و تخضع منطقة عقيربات في ريف حماة الشرقي لسيطرة "داعش" منذ عام 2014، وتقع في العمق السوري، وتمتد من الريف الشرقي لمدينة السلمية وصولًا إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وتحاذي منطقة “البلعاس” الخاضعة للتنظيم أيضًا في ريف حمص من المحور الجنوبي. وشكّلت منطلقًا لهجمات "داعش" باتجاه بلدات منطقة السلمية منذ عام 2014، وكان أكثر الأحداث دموية الهجوم المباغت على بلدة المبعوجة مطلع نيسان 2015، وخلّف ما لا يقل عن 60 قتيلًا وعشرات الجرحى، عدا عن أسرى ومفقودين. وتكررت الحادثة بعد عامين، وتحديدًا في 18 أيار الماضي، حين هاجم "داعش" قرية عقارب الصافية ونفذ مجزرة أودت بحياة نحو 60 قتيلًا أيضًا، بينهم مدنيون وعسكريون في قوات الأسد. وتعود أهميتها الاستراتيجية لكونها شكّلت نقطة التقاء جغرافي بمناطق "داعش" في محافظات حلب والرقة وحمص، كما تعتبر المتنفس الوحيد لـ"داعش" في المنطقة. وتتناغم عمليات الجیش السوري وحلفائه ضد تنظيم "داعش" مع معارك مستمرة منذ ستة أشهر في معقله الرقة، زادت وتيرتها بنحو متصاعد في الشهرين الماضيين .

المصدر : عنب بلدي

109-1