السلطات الإماراتية ترقي سفيرها بواشنطن إلى مرتبة وزير

السلطات الإماراتية ترقي سفيرها بواشنطن إلى مرتبة وزير
السبت ٠٤ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

أعلنت السلطات الإماراتية الجمعة، ترقية سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة إلى درجة وزير.

العالم - العالم الاسلامي

وجاءت ترقية العتيبة، عبر مرسوم اتحادي صادر عن رئيس دولة الإمارات (المعزول والمغيب) الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، نصَ على أنه تقرر “بموجب المرسوم رقم 128 لسنة 2017 منح السفير فوق العادة مفوض يوسف مانع سعيد أحمد العتيبة، رئيس بعثة الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية درجة وزير”.

إلا ان مصادر مطلعة أفادت ان هذه الترقية تمهيد لعودة العتيبة من واشنطن، بسبب تورطه بفضائح تتعلق بالتمويل وشراء الذمم في وقت وجه فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي اتهامات لعدة مسؤولين في حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكانت تقارير عديدة أشارت إلى تورط الإمارات باتصالات بين حملة دونالد ترامب والجانب الروسي.

ويأتي قرار ترقية العتيبة كما أفادت مصادر  تمهيدا لعزله من منصب السفير وتوليه منصبا حكوميا رفيعا.

يتمتع العتيبة بعلاقات جيدة مع العديد من المسؤولين الأميركيين في الإدارات المتعاقبة، ولعب دورا بارزا في الترويج للسياسة الإماراتية داخل الولايات المتحدة الأميركية، وكان من أبرز الشخصيات التي تقدم محاضرات تتعلق بمكافحة التطرف في واشنطن.

ومنذ تعيينه، اهتم بإقامة علاقات مع العديد من مسؤولي الإدارة الأميركية خاصة ممن انتهت خدمتهم، وأنفق مبالغ مالية ضخمة على جماعات الضغط السياسي ومراكز البحوث للتأثير في السياسة الأميركية وتحسين صورة بلده لدى واشنطن.

الرسائل المسربة

كشفت الوثائق المسربة من بريده الإلكتروني في يونيو/حزيران 2017 عن علاقته الوثيقة بعدة شخصيات أغلبها من طاقم الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن، بالإضافة إلى مؤسسات منها “الدفاع عن الديمقراطيات” التي تمولها منظمة المؤتمر اليهودي العالمي الذي يُعدُّ أبرز اللوبيات الموالية لـ"اسرائيل" في الولايات المتحدة.

برز دور السفير الإماراتي أيضا أثناء أحداث الربيع العربي، حين سعى لإقناع الإدارة الأميركية برفع الحظر عن تصدير السلاح إلى مصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وذكرت إحدى الرسائل التي نشرها موقع إنترسبت الإلكتروني المتخصص بالصحافة الاستقصائية، أن العتيبة قال إن الربيع العربي ساهم في نشر التطرف على حساب الاعتدال والتسامح، ووصف الإمارات والأردن بأنهما آخر “الصامدين في معسكر الاعتدال”.

وكشفت الوثائق المسربة -وهي في حوالي 55 صفحة- عن الدور الذي يقوم به العتيبة لتشويه صورة حلفاء واشنطن، والتأثير على السياسة الأميركية الخارجية.

فقبل أيام من الإعلان عن كشف هذه الوثائق، انتقد وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس -في ندوة بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية نظمت في واشنطن- السياسة الخارجية لقطر، والتغطية الإخبارية لقناة الجزيرة.

وكشفت الوثائق عن اتصالات جرت قبيل انعقاد هذه الندوة دعا خلالها العتيبة غيتس رسميا لتناول الغداء، ونقل إليه رسالة من محمد بن زايد قائلا إن “محمد بن زايد يرسل تحياته من أبوظبي، ويقول لك افتح عليهم (يقصد قطر) أبواب الجحيم غدا”.

ومما بينته الرسائل أن اتصالا إماراتيا أميركيا جرى لمنع عقد مؤتمر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة. ووفق الرسالة، قال السفير الإماراتي مازحا “ألا يجب تغيير القاعدة الأميركية في قطر؟”.

الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا حضر أيضا في رسائل السفير المسربة؛ ففي رسالة بتاريخ 16 أغسطس/آب 2016 كتب جون هانا ليوسف العتيبة رسالة قال فيها “مرحبا سعادة السفير، أرجو أن تكون بخير، لقد أرفقت لك مع هذه الرسالة مقالة متوسطة الحجم من صحيفة تركية، تقول إننا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات شركاء مع دولة الإمارات وآخرين في التآمر للإعداد للانقلاب في تركيا، إنه تكريم لنا أن نكون بصحبتك، أتمنى أن أراك قريبا”.

وكشفت عينة من الرسائل الإلكترونية المقرصنة من حساب السفير الإماراتي لدى واشنطن، عن جدول أعمال مفصل لاجتماع مرتقب بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية ومديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الموالية لإسرائيل، يتضمن تقييما مشتركا للتغيرات التي حدثت في القيادة السعودية.

ويشمل التقييم -وفق ما ورد في جدول الأعمال المسرب- إجراء تقييم مشترك للتغييرات في القيادة السعودية، ووضع خطة لدعم استقرار السعودية وإنجاح التوجهات الجديدة هناك.

وفي يوليو/تموز 2017، خرج العتيبة بتصريح قال فيه إن ما تريده الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين للشرق الأوسط هو “حكومات علمانية”، معتبرا أن ذلك يتعارض مع ما تريده قطر، ورأى محللون أن ذلك يجعل من العتيبة صانع قرار في سياسة السعودية التي تتمتع بمكانة إسلامية خاصة.

وأضاف في مقابلة على قناة “بي بي أس” (PBS) الأميركية، أنه يرى أن خلاف دول الحصار مع قطر يتجاوز الخلاف الدبلوماسي بل يذهب أبعد من ذلك، وحدده بأنه “خلاف فلسفي”.

وتابع السفير قائلا “إذا سألت الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين أي شرق أوسط يريدون رؤيته في السنوات العشر المقبلة، فسيكون شرق أوسط مختلفا بشكل أساسي عما تريده قطر خلال الفترة نفسها، نحن نريد شرق أوسط أكثر علمانية، مستقرا ومزدهرا تقوده حكومات قوية”.

وطن

106-10