مثقفون وكتاب عرب: لقاؤنا مع الأسد “فرصة تاريخية” 

مثقفون وكتاب عرب: لقاؤنا مع الأسد “فرصة تاريخية” 
الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

ثلاث ساعات وربع الساعة في حضرة الرئيس السوري بشار الأسد شكلت حسب الحاضرين فرصة تاريخية ومرتكزا للعمل وإعلانا لمرحلة جديدة تؤسس لنهضة عربية حتى أن البعض وصفها باللقاء غير المسبوق على مستوى المنطقة بأن يلتقي رئيس دولة مع تجمع عربي يفوق عدده 100 مواطن عربي من خارج سورية.

العالم - سوريا

هذا ما عبر عنه عدد من المشاركين في الملتقى العربي لمواجهة الحلف الأمريكي الصهيوني الرجعي ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني الذي عقدت فعالياته على مدى يومين بدمشق والذي التقى مشاركوه أمس الرئيس بشار الأسد الذي افتتح الملتقى.

وخلال رصد "سانا" لآراء عدد من المشاركين باللقاء الذي جمعهم مع الرئيس الأسد وصف الكاتب السياسي اليمني علي المحطوري اللقاء بـ “الفرصة التاريخية” مضيفاً “تذكرت أول كلمة للرئيس بشار الأسد في القمة العربية منذ 17 عاماً حيث لفتنا حديثه العقلاني جداً في تلك المرحلة وقلت حينها أن أعداء الأمة سيحاربونه وهو ما يحصل الآن” مؤكداً أنه على الأمة العربية أن تستفيد من وجود قائد بهذا المستوى الذي رغم الحرب التي تشن على بلاده قاد المعركة “بعقل متقد وأعصاب باردة”.

وتضمن اللقاء نقاشات مستفيضة منها ما طرحه الكاتب المحطوري عن أهمية وجود المسار التحرري في اليمن الذي وقف ضد المخططات التي تحاك ضد سورية والمنطقة وضرورة الاستفادة من التجربة للبناء عليها في العمل العربي المستقبلي.

واعتبر المحامي الأردني سميح خريس أن ساعات النقاش التي قضوها مع الرئيس الأسد كانت “لقاءً غير مسبوق على مستوى المنطقة بأن يلتقي رئيس دولة بتجمع عربي يزيد قوامه على 100 مواطن عربي لمدة ثلاث ساعات وربع الساعة ويتحاور معهم ويسمع منهم ويؤكد لهم أنه يستفيد من آرائهم متجاوزاً الشكليات والبروتوكولات الرسمية:”مؤكداً أن اللقاء شكل مرتكزا أساسياً للعمل القومي القادم لأن الرئيس الأسد ركز خلال حديثه على مقومات العمل العربي والقومي المشترك وفسر معنى القومية والعروبة وميز بين القومية والقطرية صانعا بذلك “حواراً مفيداً انتظره كثيرون”.

ووصف آخرون اللقاء بأنه “لقاء فاق التوقعات” ومنهم عضو الحزب الاشتراكي المصري كريمة الحفناوي التي قالت “اعتقدنا أن يكون هناك كلمة ترحيبية وخطاباً رسميا لرئيس دولة لكنه كان نقاشاً وحواراً عظيماً حول المقاومة العربية والعروبة والإسلام والقضية الفلسطينية ودور الشعوب في دعم المقاومة ومواجهة الحلف الرجعي الصهيوني الأمريكي “وتابعت..بعض المشاركين قالوا “كان الرئيس الأسد يصر على أن يتابع النقاش ويقول لنا أنه يحب الحوار معنا”.

بدوره رأى زاهر الخطيب أمين عام رابطة الشغيلة اللبنانية وزير لبناني سابق أن الرئيس الأسد يمثل مؤءسسة حوارية كاملة حيث تفاعل مع كل الموجودين حسب تعبير الخطيب الذي بين أن اللقاء رسم للمشاركين معالم الملتقى ووفر عليهم الكثير من المباحثات لأن النقاش أوضح آلية النهوض العربية بعد المؤامرات التي صيغت من الحلف الأمريكي الغربي الصهيوني التركي الرجعي العربي والذي على رأس حربته السعودية.

وأشارت الباحثة الأردنية تهاني الشخشير إلى أن الهدف الأساسي للمشروع الامبريالي الأمريكي الصهيوني تدمير سورية ولذلك أتوا إلى دمشق ليقفوا في وجه هذا المشروع مؤكدة أن صمود الشعب السوري العظيم وحنكة قيادة الرئيس الأسد في إدارة الحرب أفشلا المخططات الاستعمارية والإرهابية.

وأعربت الشخشير عن سعادتها بافتتاح الرئيس الأسد للملتقى لأن ذلك يدل على إيمانه بأهمية وجود كل القوى التقدمية من كل أنحاء الوطن العربي واجتماعهم في دمشق وأضافت “نؤكد أننا سنستمر في النضال معا كقوى تقدمية في مواجهة هذا المشروع حتى تحرير فلسطين والأراضي المحتلة من الوطن العربي”.

عباس قروح مسؤول العلاقات العربية في حزب الله اللبناني أشار إلى أن اللقاء مع الرئيس الأسد يدل على حرصه الدائم “من خلال وجوده الشخصي أو رعايته”في المؤتمرات القومية العربية لاهتمامه بالنخب العربية واعتماده عليهم في المساهمة باستنهاض الشعوب العربية.

وأضاف “بعد هذا اللقاء يحق لنا الآن أن نقول أننا أمام مرحلة جديدة من النهضة العربية لأن سورية شكلت صدمة لكل أعداء الأمة وكانوا يراهنون أن سورية ستصل إلى عام 2017 بشكل مختلف وبالتالي يختلف شكل المنطقة ككل لكن الصمود السوري الذي تحقق في هذه السنوات ساهم بإعادة الخارطة العربية وإعادة التوازن العالمي ومنع الاحادية الأمريكية من التحكم والاستبداد في مقدرات الدول”.

عماد المالحي عضو المكتب السياسي في حزب الوحدة الشعبية الأردني نوه بأهمية اللقاء لأن حديث الرئيس الأسد منح المشاركين دفعة معنوية وحتمية بأن الانتصار قادم على المحور الإمبريالي الرجعي مبيناً أن الحوار مع الرئيس الأسد تركز على عدة عناوين أهمها تعدد ساحات القتال في المنطقة العربية وأن المعركة القومية هي معركة واحدة إضافة للتحليل المستفيض عن الواقع العربي والواقع داخل الدولة السورية.

ورأى المالحي أن الجيش العربي السوري في هذه الحرب لا يدافع عن سورية فقط بل عن “عروبة المنطقة بشكل عام” وبالتالي فهو يحرص على “التفاف شعبي عربي في هذه المحطة التاريخية الخطرة” معتبرا أن السوريين وقيادتهم تحملوا العبء الأكبر في الدفاع عن المنطقة وأن هناك معادلات دولية كبيرة جدا ستتعدل وتتغير نتيجة الصمود الاسطوري الذي تقوده سورية.

وقال المالحي “الرئيس الأسد لم يضق صدره بأي من أسئلتنا رغم كثرتها لقد شكل نموذجا لقائد عربي يستحق كل الاحترام من حركة التحرر العربية”.

وكان الملتقى العربي لمواجهة الحلف الأمريكي الصهيوني الرجعى ضم عددا من القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية من سورية ولبنان وفلسطين واليمن والأردن ومصر والعراق والجزائر والبحرين وموريتانيا.

109-2