درس عن خروج الروح وموت الكافر يثير الجدل في السعودية

درس عن خروج الروح وموت الكافر يثير الجدل في السعودية
الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٢٨ بتوقيت غرينتش

تناقلت مواقع التواصل، خلال اليومين الماضيين، صورة لصفحة من منهاج "التربية الإسلامية" المعتمد في مدارس السعودية تشرح طريقة خروج الروح وموت الكافر؛ ما جدد الجدل حول المناهج التعليمية والأهداف منها.

العالم - منوعات 

وتضمنت الصورة شرحًا لحالة خروج الروح أثناء الموت؛ وجاء في فقرة “حال الكافر عند رحيله”، أن “روح الكافر تخرج من جسده بصعوبة، ثم تجعل في مسوح من النار فتصبح كأنتن ريح جيفة وجدت على الأرض… 

وينادى صاحبها بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، ثم تطرح روح الكافر من السماء طرحًا حتى تقع في جسده”.

واستنكر مثقفون سعوديون تدريس مثل تلك الأمور في المدارس؛ وتساءل الكاتب مظفر عبد الله راشد في تغريدة على تويتر: “لماذا يتعلم الأطفال هذا الكلام! ومنا لوزير التربية (التربية الإسلامية- صف تاسع- صفحه ١٦) خروج الروح، موت الكافر”.

وعبرت الكاتبة، دلع المفتي عن امتعاضها من المنهاج المقرر؛ قائلة إنها “ثقافة الموت التي يتعلمها أولادنا في المدارس”.

وعلق مغرد يدعى عبد الله إنه “فيلم رعب، الحين فهمت كوابيسي من وين”.

وأضاف مغرد يدعى ناصر إن “الوضع سيء. أنا مدرس إسلامية للمرحلة الابتدائية.

ولما أسألهم شنو نقول للي ما يصلي أو اللي ما يسمع كلام أهله (بمعنى شنو ننصحه) تجيني الإجابة: نقوله كافر! وطبعًا مهما تكلمت عن تغيير المنهج وإزالة الكلمات الشائكة والحادة ما يجيني رد، وأتهم بتمييع الدين”.

ثقافة الموت

ويثير توجه بعض الدعاة لنشر أفكار الخوف من عذاب القبر وسوء الخاتمة، حفيظة مثقفين سعوديين، يرون في مثل تلك الأفكار “هزيمة للحياة، وغرسًا لثقافة الموت وعقد الذنب”.

وتنتقد الكاتبة السعودية مرام مكاوي، انتشار مثل تلك الأفكار “فبدلًا من الأحاديث التي تبين حرمة دم المسلم؛ تحولنا إلى الحديث عن سوء الخاتمة، وأهمية التوبة والرجوع إلى الله تعالى”.

وتقول الكاتبة: “نعاني في المملكة ،منذ أمد طويل، من أولئك الذين يتحكمون في حياتنا، ويفرضون علينا قناعاتهم، ويخبروننا كيف نعيش حياتنا؛ كيف وأين يجب أن ندرس ونعمل ونتنقل ونفرح ونحزن ونحتفل ونتزوج، وقد صادروا منا كل فرح؛ حتى صارت بلادنا طاردة في الإجازات، ومدننا خاوية أوقات الأعياد والمناسبات، وصرنا نتوسل فرحة يتيمة في كل بلدان الدنيا إلا بلادنا”.

مشهد تمثيلي لتكفين ميت

وفي يوليو/تموز الماضي، أثار مقطع فيديو تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الاستياء والغضب في السعودية، اعتراضًا على تركيزه على الترهيب في الدعوة، وتصويره لمشهد تمثيلي يظهر طريقة تكفين الميت.

ويبدو في المقطع أحد الدعاة وهو يحذر الحضور من سوء الخاتمة (…) ويقول باكيًا بعد تمثيل تكفين أحدهم “هذه نهايتك يا مسكين!”.

انتهاك لحقوق الطفل

وسبق أن نشر مدونون سعوديون مقاطع مشابهة، ففي مارس/آذار الماضي، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم، مقطع فيديو يصور محتسبين سعوديين وهم يطالبون طفلًا بالتوبة وهو يبكي ويعترف بأخطائه، في إحدى الفعاليات الدعوية المشابهة؛ ما صنفه البعض على أنه “انتهاك لحقوق الطفل”.

ويصور المقطع طفلًا لم يتجاوز العاشرة من عمره أمام جمهور من الفتية، يقف إلى جانبه محتسبون، ليعترف باكيًا بأنه أقدم على سب أمه؛ قائلًا لها “الله يقطعك”، ويدخل في موجة بكاء مطالبًا الشباب بالتوبة.

ويقول الكاتب السعودي سطام المقرن، إن الخطاب السائد في المجتمع أحيانًا قد “يلغي إنسانية الإنسان، فهو مجرد تلميذ فقط، إذ يجب عليه أن يستلهم المعلومات من رجل الدين، ويكررها كالببغاء دون تفكير، فهو خادم للفكرة وليس العكس”.

وسبق أن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، مطلع العام الحالي، صورةً لعمل فني، نفذته طفلة سعودية في إحدى مدارس البنات، يجسد نعشًا يضم جثة مكفنة، أمامها عبارة تقول “هل أعددت نفسك لمثل هذا اليوم؟”.

المصدر : إرم نيوز 

120