الليرة تفرض نفسها على الحلبة.. “انبطاح” قاسٍ للدولار!

الليرة تفرض نفسها على الحلبة.. “انبطاح” قاسٍ للدولار!
الثلاثاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

في العموم فإن الترقب سيد الموقف، إلا في السوق السوداء التي كانت تحبس أنفاسها منذ نحو ثلاثة أسابيع إلى أن صمتت بشكل مطلق اليوم، ليس هذا فحسب بل سجلت إقفالا ونزوعا عن الشراء نظر من خلاله على أنه اعتراف بخسارة القدرة على مواجهة الأمر الواقع في جولة هامة جدا ومن العيار الثقيل،  كل ذلك جاء على نقطة تهاوي سعر صرف الدولار الذي حصل الاثنين فوصل سعر الصرف في السوق السوداء إلى 405 مساءا بعد أن هبط إلى 410 ليرة عصرا.

العالم - سوريا


هذا الهبوط الحاد في السوق السوداء، أعقب قيام المصرف المركزي بتحديد سعر صرف الحوالات بـ 434 ليرة، وفورا، كان التهاوي “المرير” بالنسبة للدولار، بعد أسابيع من محاولته، أي الدولار، استعادة بريقه في “السوداء” حينما هوى من مستوى 520 ليرة وسطيا إلى 480 ليرة في المعدل الوسطي أيضا، فيما وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في لبنان إلى 390 ليرة. ومن جانب ما، يمكن رؤية ما يحصل على أنه خط تنازلي لبداية نهاية الأزمة الاقتصادية بنفس الطريقة التي بدأت فيها الأزمة تصاعديا، ولكن بعكس الاتجاه.

ولاحقا، سجلت السوق ترقبا مليئا بالحذر، خاصة وأن لا شيء مضمون ومعروف النتيجة، لكن فرص معاودة صعود سعر الصرف ضئيلة جدا والكلام العام يجنح لعدم المراهنة على ذلك فيما زادت فرصة الهبوط من ثقلها في السوق وفرضت نفسها بوضوح.

تجميد إلى حين
وبمواكبة من شبكة "عاجل" الإخبارية من داخل السوق، تم تسجيل شيء من الجمود في توزيع السلع من جانب بعض تجار الجملة إلى حين انجلاء الموقف الذي حدد بداية الأسبوع المقبل موعدا مرتقبا لأجل ذلك، فيما واصلت أسواق أخرى البيع بشكل طبيعي دون أن تتنازل عن التسعيرة المتعارف عليها قرشا واحدا رغم أن أي ارتفاع كان يطرأ على سعر الصرف كانت هناك مسارعة لموازاته.

وقالت مصادر "عاجل" الخاصة، أن البيع بالجملة بالنسبة للمواد الغذائية أوقفه بعض تجاره، فيما أكدت مصادر أخرى في سوق المفروشات أن لا أحد أبدى استعدادا لإجراء تنزيلات على الأسعار، لذلك فإن صالات المفروشات قد توقف البيع بشكل مؤقت إلى حين تبين الموقف الذي يبدو ضبابيا أكثر من أي شيء آخر.

وبالنسبة للصفقات التي تعقد في صالات البيع في سوق الكهربائيات، فمشت على أعراف جديدة أضيفت إلى السوق وهو الدفع بطريقة “الكاش” وفي حال كانت أي زيادة على السعر فذلك على عاتق البائع أما الانخفاض فعلى عاتق المشتري، وكل ذلك لتسيير الأمور حاليا، وفي سوق السيارات قالت مصادرنا أن انخفاضات سجلت على المركبات المستعملة بحدود 300 ألف إلى 400 ألف ليرة اليوم، فيما اعتبر من يتمسك بالسعر القديم يمارس “التشليف” بالأرقام بحسب لغة السوق، وبالطبع فإن تأكيد كل ذلك متروك للأيام المقبلة قبل نهاية الأسبوع الحالي.

التبوغ ملتزمة
في سوق التبوغ سجل التزام مطلق بهبوط سعر الصرف، على أن هذه الحالة ليست جديدة بل بدأت منذ أسابيع ومنذ اللحظات الأولى لبدء الهبوط في سعر الصرف، لتكاد التبوغ تكون السلعة الوحيدة التي تتماهى مع الهبوط في السوق ولا تتمسك بارتفاع الأسعار خصوصا، وأنها تعتبر من السلع الرئيسية التي يداوم على شرائها المستهلك بشكل يومي ومتواتر.

وفيما سجلت أنواع التبوغ هبوطات متتالية، لم يكن هذا الالتزام موجودا لدى باقي السلع لاسيما الغذائية التي تعتبر بدورها رئيسية الشراء بشكل يومي، فقد بقيت هذه الأخيرة على حالها مع تمسك واضح بالسعر المتعارف عليه خصوصا في متاجر الجملة.

وفيما عدا المتة، فليس هناك انقطاعات على السلع، والسوق ممتلئة إلى درجة التخمة، لكن بالسعر القديم ولا أحد يتحدث عن هبوط منتظر في السعر وكل شيء مكتوم، ويبقى أي تغيير محتمل ليومه حيث يجري البيع والشراء كما هي العادة وسط انتظار حثيث سجل أوجه اليوم من جانب المستهلك لتسجيل انخفاضات سعرية متوازية من انخفاض سعر الصرف.

العقارات تتريث
وبموازاة ذلك كله، تريث سوق العقارات فأصبحت الحركة بطيئة في عمليات البيع والشراء، لكن ذلك لا يعني أن هناك تأثرا بالهبوط لاسيما وأن العقارات تعتبر واحدة من خزائن الأموال المضمونة، وطرأ التريث على كافة أسواق العقارات في مناطق العاصمة المشهود لها نشاط الحركة.

109-4