هكذا باغت الجيش السوري وحلفاؤه ’النصرة’ في جبل الحص

هكذا باغت الجيش السوري وحلفاؤه ’النصرة’ في جبل الحص
الإثنين ١٥ يناير ٢٠١٨ - ٠١:٢٧ بتوقيت غرينتش

في وقت كانت فيه الأنظار تتجه الى معارك ريف إدلب عند المشارف الجنوبية لمطار أبو الظهور العسكري، وفي وقت حشدت فيه الفصائل المسلحة في الشمال السوري كل قواتها وعتادها لخوض هذه المعركة المصيرية بالنسبة لها، ومُنع الجيش السوري وحلفاؤه من الوصول الى مطار ابو الظهور وتحريره، فاجأ الجيش السوري مدعوما بمجموعات من الحلفاء المسلحين في المنطقة، بفتح جبهة جديدة غرب مدينة خناصر باتجاه جبل الحص الاستراتيجي الذي يتحكم بإمدادات المسلحين في ريف حلب الجنوبي وريف حماه الشرقي.

العالم - سوريا

خارطة توضح المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري والحلفاء مؤخرا

مصادر ميدانية قالت لـ”موقع العهد الأخباري” أن فتح جبهة جبل الحص غرب خناصر أربك كل خطط الهجوم المعاكس الذي شنه المسلحون الذين اصبح عليهم خوض جبهتين لمنع حصارهم في منطقة مساحتها الف وثلاثمئة كلم مربع شرقي حماه، بعد تقدم الجيش وقوات الحلفاء في قرى جبل الحص الاستراتيجي وتمكنها من تحرير تلة الضمان التي تتحكم بكل ما حولها جغرافيًّا، وبالتالي اصبح طريق القوة المهاجمة مفتوحا للتواصل مع قوات الجيش العربي السوري المتواجدة جنوب مطار أبو الظهور.

المصادر الميدانية قالت في حديثها لـ”موقع العهد” أن “عملية الجيش السوري التي بدأت قبل أسبوعين جنوب مطار ابو الظهور عند جبهة ابو دالي والتي أسفرت عن تحرير عشرات القرى خلال أسبوع من القتال ووصول الجيش السوري وحلفائه الى قرية استبلات على بعد 4 كلم من مطار أبو الظهور، جعل المسلحين يحشدون في هذه المنطقة ويستقدمون مؤازرات على عجل من جبل الحص وقراه خصوصا بعدما أصبحت خطوط إمدادهم مهددة بالقطع جراء سيطرة الجيش السوري وحلفائه على تلة أبو رويل، ما أجبر هيئة تحرير الشام "النصرة" وهي الجسم الأكبر المتواجد في جبل الحص أجبرها على الانسحاب سريعا وبطريقة فوضوية من جميع قرى الجبل المذكور من حدود خناصر حتى بردة، وتمكَّن الجيش السوري وحلفاؤه بهجوم مباغت وسريع من وصل خناصر بالتلال الحاكمة في جبل الحص، وبالتالي تم فتح خطين باتجاه مطار أبو الظهور وبشكل متزامن الأول من تل الضمان باتجاه قرية الهوتة، والثاني من جبل المدور باتجاه جب الأعمى للوصول الى مطار أبو الظهور من الجهة الشرقية والإتصال الميداني مع قوات الجيش السوري جنوبي المطار التي تخوض منذ أسبوعين معارك ضارية في تلك المنطقة”.

وتشير المصادر إلى أن “قوة الهجوم في هذا المحور الذي يحسب من ريف حلب الجنوبي سوف تصل الى المطار وتحرره خلال الأيام القليلة القادمة ما يفتح الطريق امام تحرير كل المناطق الواقعة في محيط مطار أبو الظهور وصولا الى مدينة إدلب”.

الجيش السوري يقترب من إغلاق المنفذ على مناطق سيطرة الجماعات المسلحة في ريف حماه الشرقي

في السياق، تقول المصادر الميدانية أن “الجيش السوري يقترب من إغلاق المنفذ على مناطق سيطرة الجماعات المسلحة في ريف حماه الشرقي”، واضافت المصادر أن “المسافة المتبقية امام القوات المهاجمة من محور خناصر جبل الحصن الى محيط مطار أبو الظهور العسكري تقدر بأربعة كيلومترات، تصبح بعدها عشرات القرى، الواقعة تحت سيطرة المسلحين في شرق حماه في حصار مطبق من قبل الجيش السوري، وبالتالي يتم فصل جزء كبير من ريف حماه الشرقي عن ريف حلب الجنوبي، ما يساهم في تشتيت قوات المسلحين وتقطيع اوصالهم قبل معركة إدلب، كما أن تحرير مطار أبو الظهور سوف يجعل المسلحين المحاصرين في ريف حماه الشرقي في حالة ميؤس منها عسكرياً، وبالتالي سوف تنهار هذه الجبهة بسرعة”، تقول المصادر الميدانية وتؤكد أن “ما يحصل في محيط أبو الظهور ستكون له انعكاسات كبيرة على مجمل الوضع في الشمال السوري وتحديدا في سهل الغاب وجبل الزاوية، حيث سيتفرغ الجيش وحلفاؤه لهذه المنطقة الحصينة وسوف يتم الاعتماد على مطار أبو الظهور العسكري أثناء الهجوم القادم لتحرير سهل الغاب والمناطق المحيطة به من معسكر المسطومة مرورا بجسر الشغور وصولا الى جبلي الزاوية والأربعين.”

العهد