الميدان السوري.. مخططات وحسابات المحاور

الميدان السوري.. مخططات وحسابات المحاور
الإثنين ١٥ يناير ٢٠١٨ - ٠٣:١٧ بتوقيت غرينتش

التقدم السريع للجيش السوري في مثلث أرياف حلب إدلب حماة احدث مفاجئة لم تكن في الحسبان لتركيا وهي التي تدير ادلب ومن يعمل بها علنا ودون اي مواربة، وهو ما جعل انقرة تهدد وتنفذ تهديدها باستهداف قاعدتي حميميم وطرطوس الروسيتين في الساحل السوري عبر دعم جماعاتها بطائرات بدون طيار متطورة الى حد كبير ومحملات بقذائف لاستهداف المواقع الروسية، في رسالة واضحة لموسكو ان قطع يد انقرة في سوريا يساوي تهديد اليد الروسية في سوريا ايضا .

العالم - مقالات

وبالرغم من نفي زعيم الكرملين فلاديمير بوتين، وجود اي علاقة بين انقرة والطائرات التي استهدفت القاعدتين، الا انه نفي يوحي بالعكس، فالطائرات خرجت من محافظة ادلب التي تهيمن عليها انقرة، التي تعلم بكل رصاصة دخلت او ستدخل اليها، واذا لم تكن هي من زودت الفصائل المسلحة بهذه الطائرات، ولكن سهلت وصولها لهم وغضت الطرف عن دخولها لنفس الهدف، وقالت موسكو ان من استخدمها تلق تدريبا في الخارج، اين مثلا تلقوا هذا التدريب في أكاديمية ساندهيرست البريطانية ام في لأكاديمية العسكرية الاميركية؟ ام تلقوا هذا التدريب على يد ضباط دولة جارة؟ واللافت في الهجوم انه جاء في نفس وقت معارك ادلب وتوقفت بعد مكالمة اردوغان بوتين، ولكن انقرة ليست خلفها!!!.

ما يجري الان في ادلب يشبه الى حد كبير ما جرى في محافظة حلب في الشهر الثاني من عام 2016 وبعيد فك الحصار عن نبل والزهراء، احرز الجيش السوري تقدما كبيرا باتجاه الحدود مع تركيا ووصل الى مدينة تل رفعت وكانت شبه محررة وساقطة ناريا حالها حال مطار ابو الضهور الان ولكن لجوء انقرة الى موسكو ومطالبتها بايقاف الهجوم انهى كل شيء في تلك المنطقة.

ان توقف الهجوم الان في ادلب سيكون من الصعب تحريك الجبهة مرة اخرى، لان الجماعات المسلحة وحتى اللحظة لم تستوعب الهجوم، اضافة الى ان الخلافات تضرب اوساط المسلحين بشكل كبير وهو ما يسهل هذه العملية تحديدا.

اللافت في هجوم النصرة ومن معها على مواقع الجيش السوري في ريفي ادلب وحماة، هو وجود عربات مدرعة من نوع “بانثير” تمتلكها انقرة، فكيف وصلت ليد النصرة الارهابية؟.

خلال اسابيع معدودة تهاوت مواقع جبهة النصرة واحرار الشام والحزب التركستاني في ارياف حماة وادلب وحلب المتصلة فيما بينها، وبات الجيش السوري على ابواب مطار ابو الضهور العسكري احد اهم القواعد العسكرية في الشمال السوري، ويشكل في حال تحريره نقطة ارتكاز مهمة للعمليات في غرب محافظة ادلب وخصوصا على اتجاه بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين اضافة الى مدن سراقب ومعرة النعمان واريحا وادلب.

بعد هذه المعطيات هل لاتزال موسكو تعتقد ان انقرة هي شريك في مكافحة الارهاب او طرف ضامن وليست شريك اساسي في تغذية الارهاب؟ وهناك سؤال مهم يطرح نفسه هل ستتحول الحرب المفروضة على سوريا الى حرب افغانية اخرى او عشرية حمراء جزائرية وتستمر عشر سنوات مثل البلدين؟

ربما على موسكو ان تعي ان الحرب في سوريا لا يوجد بها لون رمادي، فاما معنا او علينا، وقد تعرضت روسيا لعدة طعنات من قبل واشنطن وانقرة خلال تواجدها في سوريا، والسؤال هل تنتظر طائرة اخرى تسقط بنيران تركية او اميركية لتعي ما يحصل؟.

المصدر : راي اليوم

109-1