نقل السفارة الأمريكية يمهد لاخطر مشروع لتهويد القدس

نقل السفارة الأمريكية يمهد لاخطر مشروع لتهويد القدس
الأحد ١٣ مايو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

أقدم کیان الاحتلال الاسرائيلي بعد قيامه عام 1948 على تدمير معظم القرى الواقعة غرب القدس، من أهمها: المالحة، دير ياسين، عين كارم، لفتة، والقسطل. وأقام مكانها العديد من المستوطنات التي أصبحت تشكل فيما بعد مناطق القدس الغربية، وهي: غفعات شاؤول، بيت هيكرم، جبل هرتزل، كريات هيوفيل، عميق زيفائيم، يمين موشيه، ربحاميا، نحلاؤوت، محانيه يهودا، مئة سيعاريم، روميما وغفعات رام.

العالم - فلسطين

عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتراف بلاده بمدينة القدس "عاصمة" لكيان الاحتلال رغم قرارات الأمم المتحدة التي ترى القدس الشرقية جزءا من الآراضي الفلسطينية المحتلة، لم يكن من المتوقع أن تتم ترجمة هذا الاعتراف على أرض الواقع خلال مدة قصيرة.

وعندما برزت مشكلة بناء مبنى جديد للسفارة في القدس، أعلن رجل الاعمال اليهودي وإمبراطور كازينوهات القمار في الولايات المتحدة شيلدون أديلسون عن استعداده لتحمل كلفة بناء المبنى الجديد الذي يقدر بنحو نصف مليار دولار. فمن هو اديلسون؟

هذا الاعلان السخي من قبل اديلسون ليس سوى أخر مبادرة له في دعم الكيان وخاصة الأحزاب اليمينية في کیان الاحتلال والذي بدأ مع زواجه من الاسرائيلية مريام اوكشورن. أديلسون هو مالك أكبر كازينوهات القمار في مدينة لاس فيغاس في الولايات المتحدة وجزيرة ماكاو الصينية. ترامب انفرد عن رؤساء امريكا و نفذ مايسمى بتشريع سفارة القدس لعام 1995 (بالإنجليزية: 1995 Jerusalem Embassy Act of ) هو تشريع أقرّه الكونغرس الأمريكي في دورته رقم 104 في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1995، حيث يُعبّر بصراحة عن رغبة الولايات المتحدة بنقل سفارتها في الكيان إلى القدس بدلاً من تل أبيب، والاعتراف بالقدس كعاصمة لكيان الاحتلال، وذلك في موعد أقصاه أيار/ مايو 1999.

لقد وَعَد عشرون رئيسًا ومرشّحًا ومسؤولًا في مجلس الشيوخ الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ولكن هذا التشريع يسمح للرئيس الأمريكي بتأجيل تطبيقه كل 6 أشهر، وهذا ما فعله الرؤساء الأمريكان منذ 1995.  إلاّ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قرر في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، في خطوة أدانها المجتمع الدولي والدول الإسلاميّة والعربيّة والفلسطينيّون.

 يشكل عام (2020) وفق المخططات "الصهيونية" تاريخًا لاكتمال مشروع ضم القدس، وإعلان ما يسمى "القدس الكبرى" التي تضم المدينة الأصلية والكتل الاستيطانية المحيطة، وهو ما يجري بشكل متسارع في ضوء الزخم الذي أعطاه قرار واشنطن إعلان القدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الأميركية إليها.

ووفق خبراء في شؤون الاستيطان بالقدس المحتلة، فإن سلطات الاحتلال "الصهيوني" تسعى إلى إقامة ما يسمى "القدس الكبرى" حتى (2020)، بضم الكتل الاستيطانية، "غوش عتصيون"، و"معاليه ادوميم"، و"بسغات زئيف"، لحسم القضية الديموغرافية لصالح المستوطنين، وجعل الفلسطينيين أقلية في تجمعات وأماكن معزولة.

 * محمود غریب