رمضان في تونس: سنن وعادات

رمضان في تونس: سنن وعادات
السبت ١٩ مايو ٢٠١٨ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

تعكس برامج محطات الإذاعة وقنوات التليفزيون فى تونس حجم التغير الذى يلحق بحياة الناس مع حلول شهر رمضان واقتراب ليلة القدر.

العالم - منوعات 

ولا يتوقف الأمر هنا فقط على المسابقات والمسلسلات الدرامية المحلية والقادمة من مصر، فالإذاعة الوطنية التى يعود تاريخ تأسيسها الى عام 1938 تقدم جرعة دينية معتبرة من موشحات دينية و أغنيات اجتماعية مناسباتية يمتزج فيها التراث المسموع التونسى بالمصري. وعلى الرغم من تحولات الحداثة التى عرفها المجتمع وتعكسها الحياة فى العاصمة فإن التونسيين مع هذا الشهر يسرفون فى استعادة جمل طالما قال بها أجدادهم. ولعل أكثرها ثلاث هى:«رمضانك أو رمضانكم مبروك» «و«صحة شريبتك» و«شقان الفطر»، والثانية تحمل التمنى بإفطار شهى، والأخيرة تفيد بكسر صيام الصائم عند الإفطار.

مواعيد العمل فى مدينة متطورة كتونس العاصمة تخضع مع اليوم الأول للشهر الكريم لتبدل واضح ، فبدلا من فترتى عمل يتخللهما راحة ساعتين تحفظ للتونسيين ثقافة منتشرة فى الأكل خارج المنزل بالمطاعم ومعها الوجبات السريعة يتحول يوم العمل الى فترة واحدة متصلة. و معها تتعزز ثقافة الأكل العائلى فى المنزل وسط «اللمة « وإحياء وجبات تونسية صميمة يجرى تناولها على مهل بدءا من شوربة الشعير ومرورا بـ « البريك» المقلى فى الزيت وصولا الى الكسكسى . لكن لاشك أن درة المساجد هنا هو جامع الزيتونه المعمور، ومع شهر رمضان يسبح الجامع فى أنواره ويعج برواده وبخاصة مع صلاة التراويح، فيما يستقبلك من بابيه الرئيسيين ( العلوى المواجه وأنت قادم من باب بحر والسفلى فى شارع جانبي) بصوت تلاوة خاشعة و معها عبق الروائح الذكية . إمام الصلوات الخمس الشيخ «عبد الغنى بانور» بعد أن ينهى صلاة التراويح يبلغنا أن عائلات بأكملها وبأطفالها تقصد المسجد خلال رمضان، ومن مختلف أنحاء تونس لمكانته العميقة فى القلوب. خارج الجامع المعمور بإمكانك ان تلاحظ محلات البخور والعطور وكل المنتجات التقليدية من جلود وأقمشة وفخار وغيرها عامرة إلى قرب الفجر . لكن «ماهر الدشرواي» بدوره يفتح حانوته لبيع مستلزمات الأفراح فى فترته الصباحية أيضا مؤملا أن يأتى الزبائن حتى وإن قل عددهم مقارنة بالليل ويقول :» فى الأيام الأولى من الشهر يهتم الناس أكثر بالأكل والشرب لكن مع النصف الثانى تعمر المدينة القديمة بالزحام صباحا وأكثر ليلا . والخمسة عشر يوما الأخيرة هى الأهم لتجارتى حيث يستعد التونسيون لحفلات الزفاف بحلول العيد كما أن الاستعدادات تسبق ليلة 27 رمضان للاحتفال بختان الذكور.

215