سوريا.. من المنتصر في الجنوب؟

سوريا.. من المنتصر في الجنوب؟
الخميس ٣١ مايو ٢٠١٨ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

يكثر الحديث عن التطورات في جنوب الجمهورية العربية السورية وعن استعدادات القوات السورية لاعادة فرض سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة بعد نجاحها في انتزاع منطقة الغوطة الشرقية من سيطرة المجموعات المسلحة دون ان تلتفت الى خطوط حمر حاول الآخرون رسمها حول منطقة الغوطة كما حاولوا ان يرسموها من قبل حول مدينة حلب.

العالم - سوريا

كذلك لم تربك القوات السورية مزاعمُ استخدام السلاح الكيمياوي في دوما ولا ما تبع هذه المزاعم من هجمات صاروخية شنها التحالف الثلاثي؛ الاميركي البريطاني الفرنسي بين خياري العمل العسكري او المصالحات وترحيل من يرفض التسويات، هللت وسائل الاعلام التي تدور في فلك المحور السعودي الاماراتي لما صدر عن الادارة الاميركية من تهديدات للقوات السورية من مغبة الاقدام على الحل العسكري ثم طبلت للتهديدات الاسرائيلية باستهداف اي وجود لقوات ايرانية او حليفة لها في منطقة الجنوب ثم توجت احتفاليتها بالدعوة الروسية الى عدم وجود اية قوات على الحدود السورية الفلسطينية غير السورية وترحيب كيان الاحتلال الاسرائيلي بهذا الامر.

بماذا يحتفل هؤلاء الذين كانوا يرددون على مدى سبع سنين ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يبقى في الحكم بالطرق السياسية او العسكرية؟ وعلى ماذا يتبادلون التهاني وهم كانوا ينتظرون انتصار الجماعات المسلحة بنصرتها وجيش اسلامها ليصلون في الجامع الاموي؟ لقد تبددت احلامهم وتغيرت المعادلات واندحرت الجماعات المسلحة وتم استعادة حلب والغوطة وجنوب دمشق وحمص والقلمون ووادى بردى وغيرها واصبحت كفة الدولة السورية هي الغالبة بشكل كبير فتحقق هدف ايران وحلفائها وخاصة حزب الله في دعم الدولة السورية ومساندتها في حربها على الارهاب الذي داهمها محميا من الشمال والجنوب وتنهمر عليه الاموال والسلاح نكاية بمحور المقاومة الذي يفضح ضعفهم ومهادنتهم للاحتلال الاسرائيلي وتبعيتهم للاملاءات الاميركية.

اليوم نجحت ايران وحلفاؤها في تحقيق اهدافهم بعودة الدولة السورية الى فرض سيطرتها وسيادتها على اراضيها التي حاولت ان تقضمها ايادي الشر الاسود، واصبحت دمشق آمنة من جديد. وان يكون الخيار الافضل لفرض الامن على الحدود السورية الفلسطينية هو انتشار القوات السورية فا الامر يعد نصرا جديدا لمحور المقاومة بعد ان كانت هذه الحدود مرتعا لجبهة النصرة وجماعات مسلحة تمثل المراكز العسكرية والمستشفيات الاسرائيلية خطوطها الخلفية في مهاجمة الجيش السوري حتى قيل انهم يتقمصون دور جيش لحد العميل في جنوب لبنان قبل تحريره.

فالمطلوب هو فرض الدولة السورية سيادتها على كامل اراضيها، وان تكون هي المسيطرة على حدودها الجنوبية فلا يعني انه مكسب لكيان الاحتلال الاسرائيلي كما يصور الاعلام المغرض، بل هو قبول اسرائيلي بامر واقع لا مفر منه ولن يعطيه هذا الامر الشعور بالامن المستدام بل سيكون الجنوب السوري كالجنوب اللبناني هادئ ما دام الاحتلال يبلع لسانه ولا يجرأ على العبث بامن الآخرين او استفزازهم والا فسيفتح ابواب جهنم عليه كما جرب في حروب مع لبنان وخرج منهايجر اذيال الخيبة والخسران.

لا يريد المتربصون بمحور المقاومة الاعتراف بحقيقة ان رهاناتهم على الجماعات المسلحة في اسقاط الحكومة السورية قد فشلت فشلا ذريعا وانهم خسروا كل اوراقهم في الملف السوري رغم كل ما بذلوه من اموال وسلاح وان محور المقاومة ليس فقط حافظ على الدولة السورية وزادها قوة بل اصبح اقرب الى كيان الاحتلال الاسرائيلي من قبل حتى بات يرضى الاحتلال بانتشار الجيش السوري على الحدود صاغرا وليس مختارا متجنبا لما هو اعظم وهو يعلم اكثر من غيره من حطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر ومن مرغ انفه في الارض ومن يستطيع ان يمطره بالصواريخ اذا حاول ان يتجاوز خطوطه الحمراء وهو أوهن من بيت العنكبوت.

102-1