لماذا لا يخشى السيسي من غضب شعبه تجاه إرتفاع الأسعار؟

لماذا لا يخشى السيسي من غضب شعبه تجاه إرتفاع الأسعار؟
الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:٤١ بتوقيت غرينتش

في أقل من شهر رفعت الحكومة المصرية أسعار 12 خدمة وسلعة أساسية آخرها البنزين والسولار والبوتغاز والمازوت بنسب تتراوح من 40 إلى 66 بالمائة، قد سبقها رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق 250 بالمائة، والكهرباء 26 بالمائة ومياه الشرب 46 بالمائة، وغيرها من ارتفاعات بتراخيص السيارات بنسبة 200 بالمائة واستخراج جوازات السفر 150 بالمائة، وتعريفة التاكسي والمواصلات الداخلية بنسبة 30 بالمائة.

العالم- مصر

الغيبوبة الاجتماعية في مصر

ورغم ارتباط هذه الزيادات بحياة المواطن البسيط، إلا أن القرارات مرت بهدوء، باستثناء اعتراضات شهدتها القاهرة ردا على ارتفاع أسعار مترو الأنفاق، وهو ما علق عليه الخبير الاقتصادي الأممي إبراهيم نوار بصفحته على "فيسبوك" بالغيبوبة الاجتماعية.

وكتب: "الناس في مصر أصبحوا مغمى عليهم اجتماعيا بسبب صدمات الأسعار المتكررة والتقلبات اليومية للأسواق". وأردف قائلا: "مع زيادة حالة الإغماء الاجتماعي واتساع نطاقها، ستزيد محاولات الهروب من الواقع بالمخدرات، أو الانتقام من الواقع بالجريمة، أو الانتقام من النفس بالانتحار".

أسباب الجرأة التي يتحرك بها السيسي

السؤال الذي يطرح، هو، لماذا لم يعد الرئيس السيسي يخشى من ردة فعل الشعب المصري، الذي أصبح على موعد كل صباح مع ارتفاع جديد بالأسعار.

 المتخصص بعلم الاجتماع السياسي سيف المرصفاوي يقول أن "السيسي مهد الطريق جيدا خلال السنوات الماضية لاتخاذ مثل هذه القرارات، وكانت البداية بشيطنة الإخوان المسلمين ومواجهتها بكل السبل الأمنية الإجرامية أو القضائية وكذلك الاقتصادية، والإعلامية، باعتبارها القوة الأكثر تأثيرا بالشارع المصري، ثم جَيّش كل وسائل وإمكانيات الدولة لمواجهة الأصوات المعارضة الأخرى واتهامها بدعم الإرهاب... كل هذا منحه قوة بطش جعلت الشعب كامنا ويكتفي بالاعتراض داخل الغرف المغلقة فقط".

هل يقبل المصريون مبررات الحكومة لرفع أسعار المحروقات؟

حول غياب ردود الفعل الشعبية تجاه استمرار الزيادة بالأسعار، أكد أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر عبد الحليم العشري أن "الشعب المصري يعيش حالة من الخوف لم يشهدها من قبل، وما زال شكل الدم الذي سال خلال السنوات الماضية حاضرا في ذهنه بشكل كبير".

تفاصيل الزيادات في سعر الوقود بمصر تصل لـ66%

أعلنت وزارة البترول، أنه تقرر رفع سعر البنزين 92 أوكتين إلى 6.75 جنيهات (0.38 دولار) للتر من 5 جنيهات بزيادة نحو 35%، وسعر البنزين 80 أوكتين الأقل جودة إلى 5.50 جنيهات من 3.65 جنيهات بزيادة 50%.

وزاد سعر البنزين 95 إلى 7.75 جنيهات للتر من 6.60 جنيهات بارتفاع 17.4%. وارتفع سعر السولار إلى 5.50 جنيهات للتر من 3.65 جنيهات بزيادة 50%.

كما تقرر أيضا رفع سعر أسطوانات الطهي 66.6% إلى 50 جنيها للاستخدام المنزلي و100 جنيه للاستخدام التجاري.

ايرادات الدوله من زيادة أسعار الوقود

من جهته، قال وزير البترول المصري طارق الملا إن تحريك أسعار الوقود سيوفر للدولة خمسين مليار جنيه (2.8 مليار دولار) في السنة المالية الجديدة التي تبدأ أول يوليو/تموز.

افرض ضريبة على الكلام..

وفي سياق متصل، تداول مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعًا للمطرب المصري أحمد سعد، يسخر خلاله من زيادة أسعار البنزين، لا سيما وأنه طالب عبد الفتاح السيسي، بفرض ضريبة على كل شيء في البلد حتى على المرض.

ويقول سعد في مقطع من أغنيته:

«افرض ضريبة على الكلام.. على الابتسام وعلى السلام.. اعمل ضريبة على اللي ميت من المرض.. لأنه مش لاقي الدوا.. واعمل ضريبة على اللي ماشي وهو ساكت.. ما هو ماشي يتنفس هوا.. وافرض ضريبة على السعادة سميها ثمن الانبساط.. وخد إتاوة من اللي نايمين عالبلاط.. واعمل ضريبة على النجوم عشان بتطلع في السما.. واعمل ضريبة ع العيون ما هي برضو أحسن من العما».

والسوال الرئيسي هو كيف تؤثر هذه الزيادات المتكررة في الأسعار  علي الواقع المعيشي للمواطن المصري و هل الايرادات الدولة من الزيادات سوف تساعد في تخفيض الفقر و البطالة و ضعف الاداء الاقتصادي في مصر ام لا؟!

محمد حسن القوجاني- قناه العالم