مصير الحراك الشعبي في المغرب!

مصير الحراك الشعبي في المغرب!
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

واخيرا أصدرت محكمة في الدار البيضاء، حكما بالسجن لمدة 20 عاما على ناصر الزفزافي الذي قاد مظاهرات في منطقة الريف ومدينة الحسيمة الشمالية فيما أطلق عليه اسم "الحراك الشعبي" احتجاجا على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.

العالم - المغرب

بدأ الحراك الشعبي في المغرب بعد مقتل بائع السمك محسن فكري (31 عاما) يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 2016 سحقا في عربة لجمع النفايات في الحسيمة بمنطقة الريف عندما حاول الاعتراض على مصادرة بضائعه، مما أثار صدمة في المغرب وأشعل فتيل مظاهرات استمرت لأشهر، وموجات توقيفات وعقوبات في أعلى مستويات الدولة.

وكان المتظاهرون يطالبون في بداية الحركة الاحتجاجية بإحقاق العدالة وكشف الحقيقة حول مقتل محسن فكري غير أن الحركة اتسعت تدريجيا لتشمل مطالب اجتماعية واقتصادية في منطقة الريف المعروفة تاريخيا بالتمرد والتي تشكو من التهميش وسوء التنمية.

أثار آنذاك موجة غضب في كل المملكة لدرجة أن الملك المغربي محمد السادس قدم توجيهات بفتح تحقيق في ملابسات الحادث.

من هو ناصر الزفزافي زعيم الحراك الشعبي في المغرب؟

ارتبط اسم ناصر الزفزافي بالحركة الشعبية التي تهز منطقة الريف المغربية (شمال) منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقد تم توقيفه مرة بعد أن كان مطلوبا من القضاء بتهمة تهجمه على إمام مسجد بمدينة الحسيمة أثناء إلقائه خطبة الجمعة.

يقول ناصر الزفزافي، البالغ من العمر 39 عاما، عن نفسه إنه "مواطن عادي". لكن اسمه بات معروفا لدى الرأي العام المغربي نظرا لارتباطه بـ "الحراك" الشعبي الذي يهز منطقة الريف منذ مقتل بائع سمك.

وقد أصبح هذا الرجل العاطل عن العمل رمزا للحركة الشعبية في الريف، وكان مطلوبا من القضاء بتهم "إهانة إمام" مسجد في مدينة الحسيمة خلال خطبة الجمعة، وكذلك "إلقاء خطاب استفزازي" و"زرع البلبلة"، كما جاء في محضر قضائي صدر بحقه. وهي تهم يحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات.

المضي قدما نحو التغيير

ورفض زفزافي مرارا أي بعد سياسي أو "دعم أجنبي" لـ "الحراك" الشعبي، مشددا على أن الهدف وراءه هو "المضي قدما نحو التغيير". ولكن البعض اتهموه بنية السعي وراء "الحكم الذاتي" أو "الانفصال" نظرا لبروز علم "جمهورية الريف" في أشرطة الفيديو التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وخلال بعض التجمعات.

واتهمه البعض الآخر بأنه عنصر في تنظيم "داعش" أو عميل يخدم مصالح الجارة الجزائر، وهذا ما نفاه نفيا قاطعا قائلا إنه سوى فقير ابن فقير يسعى لمكافحة المفارقات الاجتماعية بين أبناء المغرب.

السجن 20 عاما لقائد الحراك الشعبي

وفي نهاية المطاف حكمت محكمة في الدار البيضاء بالسجن لمدة 20 عاما على الناشط ناصر الزفزافي الذي قاد مظاهرات "الحراك الشعبي" في الريف الشمالي للمغرب احتجاجا على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.

وقضت المحكمة أيضا بسجن نبيل أحمجيق ووسيم البوستاني وسمير إغيد لمدة 20 عاما بينما أصدرت حكما بالسجن لمدة 15 عاما على ثلاثة آخرين.

وحُكم أيضا بالسجن على نشطاء آخرين وأشخاص متهمين لأعوام تتراوح من 12 عاما إلى عام واحد.

وبدورهم اعتبر محامو النشطاء بأن الأحكام الصادرة "أحكام قاسية وانتقامية"و"جائرة"، وأشاروا إلى أنه سيتم الطعن على الحكم.

المغرب وذريعة جبهة البوليساريو لإلهاء المغربيين

وبدلا من الاهتمام بمطالب الحراك الشعبي وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، تسخدم المملكة المغربية قضية وطنية كالصحراء الغربية لإلهاء الشعب حيث قامت سابقا بتوجيه اصابع الاتهام ضد ايران و حزب الله في اطار تطبيق سيناريو منسق من قبل السعودية - والكيان الصهیوني وزعمت بان "إيران وحزب الله يدعمان البوليساريو".

وأكد القيادي في جبهة البوليساريو "البشير مصطفى السيد"، أن "اتهامات المغرب لإيران وحزب الله بدعم جبهة البوليساريو عسكريا أبعد ما يكون عن الحقيقة.

وأضاف السيد في حوار مع وكالة سبوتنيك، إن "الوقت كافٍ لفهم الجواب الصحيح لقرار المغرب، الذي يعيش أصعب الأوضاع على كافة الأصعدة، نتيجة الإفلاس والصعوبات السياسية والاجتماعية، ويريد إلهاء شعبه بحرب خارج حدوده".

ولفت المسؤول في البوليساريو إلى أن "المغرب يتلقى منذ فترة الضربات، فقد خاب أمله في العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وأيضا في حليفه الاستراتيجي أوروبا، بعد أن انتصر القضاء الأوروبي للصحراء حين اعتبرها منفصلة عن المغرب في اتفاقيات الصيد، كما أن المغرب يواجه صعوبات مع المبعوث الأممي للصحراء، ويحاول البحث عن أي شيء لإلهاء الشعب المغربي".

واعتبر السيد أن "المغرب والسعودية و"إسرائيل" يبحثون عن توتر دولي وأجواء الحرب ويسعون لذلك"، وقال إن "قرار قطع علاقات المغرب مع إيران له علاقة أكيدة بزيارة وزير الخارجية المغربي لـ"إسرائيل"، وبالضغط السعودي على الرباط".

احتجاجات بالحسيمة بعد أحكام سجن في حق قادة الحراك 

واحتج مئات من ناشطي حراك الريف بمدينة الحسيمة المغربية، في وقت متأخر الثلاثاء، رفضا لأحكام بإدانة القائد الميداني لحراك الريف ناصر الزفزافي، وسجنه 20 عاما، وأحكام أخرى بحق ناشطين آخرين.

ونشر بعض الناشطين الحقوقيين في شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو عبر تقنية "المباشر" تبين "تجدد الاحتجاجات بمدينة الحسيمة (شمال) بعدد من الأحياء".

واحتج عشرات الناشطين مرددين شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك.

وانتقد المحتجون من خلال شعارات رددوها "الأحكام الثقيلة" في حق ناشطي الحراك.

213